شدّد منصف المرزوقي رئيس الجمهورية ان تونس "لا تندفع في اتجاه الإفراط في الاسلمة"، قائلا انه "مصدوم" و"مجروح" ازاء الصورة التي تنتشر عن بلاده في فرنسا، وذلك في حوار لصحيفة "لوفيغارو" نشرته أمس الاحد على موقعها الالكتروني. وفيما يتعلق بحركة النهضة، تحدث المرزوقي عن "محاولة" ل"السيطرة على عدد من مفاصل الدولة". قائلا: "لكن عندما نحذرهم، يقومون بالتراجع". وبيّن المرزوقي وجود نزعة لدى جهة من حركة النهضة لإعادة ممارسة تصرفات النظام السابق ، معبّرا عن رغبته في دق ناقوس الخطر قائلا أنّه لا يجب تكرار ما وقع سابقا بهدف ضمان الحياد الدولة. وقال المرزوقي في حواره مع "لوفيغارو" أنّ تعيين كبار موظفي الدولة لم يعد من مسؤولية رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، داعيا إلى تكوين لجنة تضمّ ممثلين عن كلّ من رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس التأسيسي توكل لها هذه المهمة ويتمّ التنصيص عليها في الدستور. وحول هيمنة حركة النهضة على مختلف المناصب في الحكومة قال المرزوقي أنّ هذا يزعجه كثيرا وأنّه لا يرغب في العمل من خلال استراتيجية المحاصصة. ومن جهة أخرى، أكّد المرزوقي عدم وجود خلاف داخل الترويكا، مبينا أنّ التوترات الموجودة طبيعية باعتبار أنّ الايديولوجيات والحساسيات المختلفة وأنّ هذا يتطلب الكثير من والدقة والصبر، التضحية بالنفس. وأبرز أيضا أنّ المواطنين قد تجاهلوا في هذا السياق، ما أنجزته الترويكا. وأكد ان "الحريات لم تكن يوما محمية في هذا البلد كما هي حاليا". وقال المرزوقي أنّه يتقاسم مع حركة النهضة مشروع مجتمع تعددي، متسامح، حيث المرأة تساوي الرجل، مجتمع منفتح على العالم وفي الوقت نفسه متمسك بجذوره، مبينا أنّ هذا المشروع ليس موضع تشكيك من النهضة لكن من جناحه اليميني المتطرف، وهي اقلية صغيرة في البلاد، اي السلفيون إضافة إلى تعرّض هذا المشروع لهجوم "قلة" من اقصى اليسار . وقال المرزوقي ان "الوضع صعب ومعقد لكن تونس لا تندفع في اتجاه الافراط في الاسلمة وأنّ ادعاء ذلك ضرب من الخيال" خاصة بتزايد الحوادث المرتبطة بالسلفيين".