لا خلاف في ان الثورة التونسية كانت ملهمة لبقية الشعوب العربية في كسر جدار الخوف و قطع رأس الافعى الا انها فشلت في المحافظة على الريادة في المضي قدما بتونس نحو بر الامان او حتى الحفاظ على مكاسب الثورة و تحقيق مطالبها التي من اجلها استشهد خيرة شباب تونس . لا نشك ان ارث الفساد و مخلفات النظام البائد كبيرة و ثقيلة و لكن ايضا العزيمة و القرار كانا مفقودين على كل المستويات . بداية خجولة و مواقف مترددة و سياسات باهتة لا ترتقي لتضحيات الشعب التونسي و لا حتى رياح الثورة التي غيرت مجرى تاريخ المنطقة في حين لما تقارن مسار الثورة المصرية بأختها التونسية ترى جليا الفرق في معادن الرجال و القرارات الصارمة و المواقف القوية و العزم في الامور كلها . ان تردد الحكومة التونسية و ضعف اداءها و تواكلها رغم حسن نيتها التي لا تسمن و لا تغني من جوع الا انها فتحت شهية فلول النظام السابق بجمع قواهم و تقوية عودهم لإغتصاب السلطة من جديد و كل الشروط متوفرة لذلك رغم الشعارات التي يرددها انصار هذا الحزب او ذاك باستحالة ان يقبل التونسي بعودة السبسي و اتباعه غير انه فاتهم ان الشعب التونسي لا يهمه تاريخ السبسي او غيره بقدر ما يهمه امنه و كسوته و معدته و القرش الذي يملأ جيبه . المتابع للثورة المصرية يرى جليا الفرق الشاسع بين المواقف الثابتة و القرارات القوية و الحزم في الامور و أضرب في ذلك مثلا في قضية الفيلم المسيء للاسلام كيف تعاملت معه القيادة المصرية التي جعلت شعبها يفخر بقيادته و يعتز بدينه في حين أن الحكومة التونسية كانت معظم تصريحاتها خجولة و لا تشرف الاسلام و لا رسول الاسلام و كان حرصها و همها الاوحد امن امريكا و حسن العلاقات المشتركة و تشديد الحراسة على المباتي الامريكية ام عرض الرسول و حرمة الاسلام فلهما رب يحميهما .