وقفة احتجاجية    عاجل/ تعليق نشاط المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لمدة شهر..    إعطاء إشارة انطلاق المبادرة الوطنية التشاركية للوقاية من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر    مناقشة مبادرة التصرف في الأراضي الدولية    البطولة العربية للكرة الطائرة للسيدات: النادي النسائي بقرطاج يواصل التألق ويفوز على نادي سلوى الصباح الكويتي بثلاثية نظيفة    ملتقى حول الشيخ الطاهر بن عاشور    أولا وأخيرا: خلاص الفاتورة في الدورة    40 دينار للعلوش و32 للبقري... منظمة الدفاع عن المستهلك تدق ناقوس الخطر    القيروان المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق و المخطوطات اشعاع عربي وأفريقي    الوسلاتية: ضبط شاحنة محمّلة ب21 رأس غنم مسروقة من ولاية منوبة    لجنة فلسطين في البرلمان العربي تبحث مستجدات الأوضاع وتدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة    جندوبة: افتتاح الدورة الأولى للمهرجان الدولي للأثر البيئي بجامعة جندوبة    المنظمة التونسية لارشاد المستهلك تؤكد ضرورة احترام الالتزامات القانونية لمسدي خدمات العمرة    دراسة علمية صادمة : العمل لساعات طويلة يؤثر على دماغك وعلى صحتك النفسية    صدور مجلة "جيو" الفرنسية في عدد خاص بالتراث التونسي    صادم: 25% من التوانسة بش يمرضوا بالسكّري    لتحسين النوم.. هذه الفترة اللازمة لتناول المغنيزيوم    "غزة في عيون تونس" مبادرة فنية تشكيلية لتفعيل دور الفن كوسيلة للمقاومة    السبيخة: صياد يصيب طفلا بطلق ناري على وجه الخطأ    للتوانسة: الأفوكادو والمنڨا صاروا في نابل!    عاجل/ حالة إحتقان بهذه الجهة بعد حادث مرور قاتل    قبلي: حجز واتلاف كمية من الاعلاف الحيوانية وتنظيف خزانات ومحطات تحلية المياه    بطولة العالم للتايكوندو: إنسحاب فراس القطوسي وعائشة الزغبي من المسابقة    درة ميلاد: قطاع النقل الجوي فوّت على السياحة فرصا كبرى وخاصة في الجنوب التونسي    قضية التآمر1: عميد المحامين يرفض المحاكمة عن بعد ويطالب بعلنية الجلسة    عاجل/ زبيّر بيّة يستقيل من رئاسة النجم الساحلي    عاجل في تونس: تخصيص ألف مسكن لمنظومة ''الكراء المملّك'' في 2026    تنشط بين ليبيا وتونس.. تفكيك شبكة إجرامية دولية في مجال ترويج المخدرات    نابل: توقعات أولية بإنتاج القوارص في حدود 270 ألف طن ودعوة لاتخاذ إجراءات لتيسير عملية ترويج المنتوج    خطير: نصف الأرصفة في العاصمة "مُحتلّة"!!    أحدهم كان في طريقه للجزائر.. القبض على اثنين من عصابة متحف اللوفر    عاجل : النادي الإفريقي يعلن عن تعليق فوري لعضوية محمد الشافعي بسبب بهذه التجاوزات    بالفيديو: مروى العقربي تُعلن ارتباطها رسميّا    سليانة: تلقيح أكثر من 50 ألف رأس من الأبقار ضد الحمى القلاعية والجلد العقدي    كأس الكاف: قائمة الفرق المتأهلة إلى دور المجموعات    بالفيديو : صوت ملائكي للطفل محمد عامر يؤذن ويقرأ الفاتحة ويأسر قلوب التونسيين...من هو؟    عاجل/ الإطاحة بمروّع النساء في جبل الجلود    زواج إليسا ووائل كفوري: إشاعة أم حقيقة؟    شوفوا أحوال الطقس : تقلبات جوية بداية من ليلة الخميس    البطولة العربية للأندية النسائية للكرة الطائرة: برنامج مباريات اليوم    رسالة من صاحبة "أكبر شفاه في العالم"    فيروس ''ألفا'' ينتشر في تونس: أعراض تشبه ل''القريب'' وماتنفعش معاه المضادات الحيوية!    صحة التوانسة في خطر: حجز عُلب طماطم ''منفوخة''    برنامج "The Voice" يعود من جديد.. ومفاجأة في تشكيلة لجنة التحكيم    البطولة العربية للأندية النسائية لكرة اليد - اربعة اندية تونسية في الموعد من 1 الى 9 نوفمبر المقبل بالحمامات    مفاعل نووي في السماء.. روسيا تطلق صاروخا لا يُقهَر    الكاميرون: قتلى في احتجاج قبيل إعلان نتائج انتخابات الرئاسة    هيئة أسطول الصمود تكشف عن مصير تبرّعات التونسيين.. #خبر_عاجل    كيف سيكون طقس الاثنين 27 أكتوبر؟    تحطم طائرتين تابعتين للبحرية الأمريكية وسقوطهما في بحر الصين    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مقابلات الدفعتين الأخيرتين للجولة الحادية عشرة    هجمات بمسيّرات تستهدف العاصمة الروسية.. وإغلاق مطارين    ابتداء من اليوم: الصيدليات الخاصة توقف العمل بصيغة "الطرف الدافع" للأمراض العادية    ترامب يغادر ماليزيا إلى اليابان بعد مراسم وداع مميزة في مطار كوالالمبور    حجز أكثر من 7.6 طن من المواد الغذائية الفاسدة وغير الصالحة للإستهلاك..    نهار الأحد: سخانة خفيفة والنهار يتقلّب آخر العشية    مصر.. تعطل الدراسة في 38 مدرسة حرصا على سلامة التلاميذ    زحل المهيب: أمسية فلكية لا تفوت بتونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقع الأحذية الغليظة على الوجوه البغيضة
نشر في الفجر نيوز يوم 19 - 12 - 2008

span lang="AR-SA" dir="rtl" 51);="" 51,="" rgb(51,="" color:="" ;="" arabic="" simplified="" style="font-size: 14pt;"عبدالباقي خليفة
span lang="AR-SA" dir="rtl" 51);="" 51,="" rgb(51,="" color:="" ;="" arabic="" simplified="" style="font-size: 14pt;"
" قوم إذا ضرب الحذاء بوجوههم صرخ الحذاء بأي ذنب أضرب "
span lang="AR-SA" dir="rtl" 51);="" 51,="" rgb(51,="" color:="" ;="" arabic="" simplified="" style="font-size: 14pt;"عبدالباقي خليفة
أسالت حادثة رجم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته ، جورج بوش ، بزوجي حذاء صحافي عراقي ، الكثير من الحبر والتعليقات ، وأعادت قصص الأحذية عبر التاريخ القديم والمعاصر . وهو ما لا يمكننا تكراره في هذه السطور ، وإنما بإضافة المزيد من الاضاءات حول هذه القضية التي حركت الكثير من المشاعر ، وساهمت في رفع مستوى التحفز الذهني والوجداني في العالم الاسلامي ، بل في العالم بأسره . بما يشبه تنفس الصعداء وسط ضغوط القهر والعجز والاستسلام الرسمي . وكان من التعليقات ما ذكره بوش نفسه الذي كان حريصا على معرفة تفاصيل الحذاء ورقمه ، بما يفيد أنه كان عشرة على عشرة ( 10 /10 ) . فيما ذهبت وزيرة خارجية بوش كونداليزا رايس ،لاعتبار ذلك مظهرا من مظاهر الحرية التي ينعم بها العراق ؟ حيث كسر ضلع من أضلاع منتظرالزيدي كما كسرت يده ، حسب ما أفاد به شقيقه . والذي قيل له أن ينسى أخاه إلى الأبد . وتلك لعمري قمة الحرية التي جلبها بوش إلى العراق ، ومنها قتل ما يقارب المليون عراقي ، نتيجة الغزو الاميركي للعراق . فجميع الجرائم التي ارتكبت ، والتي تنسب للمليشيات الشيعية وللمقاتلين من تنظيم القاعدة ، ما كان لها أن تحدث لولا ذلك الغزو ، والذي غذاها على طريقته الخاصة ، تحت شعار ، فرق تسد .
لقد أراد بوش من خلال زياراته " التوديعية " إلى كل من العراق وأفغانستان ، أن يرسل برسالة مفادها أنه لا يشعر بالخجل أو بالخزي نتيجة لتلك الجرائم . إلى جانب تسويق أكاذيبه بأنه حرر 50 مليون مسلم ، على حد زعمه . لكن قضية الحذاء الذي رجم به ، وهو يقول بلكنة ركيكة وبغيضة " تشكران دجزيلن" غطت على ما أراد الايحاء به من خلال تلك الزيارة التي أرادها بطولية ، فانقلبت إلى خزي وسخرية بلغت الآفاق . حتى أن الرئيس الفنزويلي ، هوغو تشافيز ، وصف عملية رجم بوش بزوجي الحذاء ، بأنها "عمل شجاع " . معبرا عن أسفه لأن عملية الرجم لم تصب هدفها ، وهو وجه بوش . وبالتالي فإن زيارة بوش لم تحقق أهدافها ، وعوض أن يبدو مهتما بما جرى ويجري في العراق وأفغانستان ،عاد يجر أذيال الخيبة ، بل عاد بخفي الزيدي ، إذا استدعينا قصة خفي حنين ، والتي أصبحت مضرب الأمثال فيقال للفاشل والخائب الخاسر"عاد بخفي حنين " .
ومنذ تلك الحادثة ووسائل الاعلام في العالم لا تنفك عن التعليق ، والناس في كل مكان لا ينفكون عن نسج المزيد اللوحات الشعبية ، المعبرة عما يكنونه من كراهية وازدراء لبوش ، بما يشبه كره الشعوب العربية لرؤسائها والدكتوريات التي تحكمها ، والتي تجمع بعضهم بالطبل وتفرق بعضهم الآخر بالعصا ، و الأحذية الغليظة .
ولا شك أن منتظر الزيدي قد غير المعادلة ، فها هي الشعوب التي طالما ضربت بالأحذية وغيرها ، وزج بها في السجون ،في غوانتنامو ، وأبو غريب ، وأبو زعبل ، والسجن الحربي ، ( مصر ) و 9 أبريل ،والهوارب ، وبرج الرومي ، وغيرها ، في تونس ، وتدمر ، وحلب ، وغيرها ، في سوريا ، وتعرضت للتعذيب بوسائل مستوردة من بلد بوش وأمثال بوش في الشرق والغرب ، يقلبون المعادلة ، وتتعلم من منتظر ( وهو المنتظر القائم فعلا في انتظار منتظرين كثر مستقبلا ) أن الأولى بها أن تبادر وأن تأخذ زمام المبادرة من يد الطغاة ، وبدل انتظار متى يضربها بالحذاء تضربه هي ، ولا تتوقف عن الضرب ، حتى يعترف بسيادتها وولايتها وحقها في الاختيار . وكان الزعيم المفكر علي عزت بيجوفيتش والذي قلب معادلة هجرة المسلمين من البلقان تحت طائلة الاستضعاف إلى المقاومة من أجل البقاء . قد عمل طويلا على توصيل رسالة للعالم مفادها أن " الأمة هي من تطعم الرئيس ، وليس الرئيس من يطعم الامة " . وهي الحقيقة التي تحاول الانظمة الاستبدادية قلبها ، وتجعل من الرئيس إلها ، يحيي ويميت ، ويطعم ( بكسر العين ) ولا يطعم ( بضم الياء ونصب العين ) . وبيده مقاليد الأمور كلها .
لقد سئمت شعوبنا ، الاسطوانات الرسمية المشروخة ، التي تصور أميركا قوة لا تقهر ، وتقدم لها فروض الطاعة والولاء ، وتحرم شعوبها لتقوي الاقتصاديات الاميركية ، والصناعات الاميركية ، وربيبتها الصهيونية . وسئمت شعوبنا الحديث الرسمي عن الانجازات العملاقة غير المسبوقة ، والمعجزات الاقتصادية ، والرؤساء الحكماء الذين لا يمكن لبلدانهم أن تعيش بدونهم ، ثم يموتون ويأتي آخرون يرددون نفس الموال ، بدون حياء أو خجل .
ومن المؤكد أن حذاء منتظر الزيدي ، قد دخل التاريخ ، وستسجل حادثة رجم بوش ، في الكثير من أعمال المؤرخين ، كما سجلت حوادث مماثلة مثل حادثة مقتل القنصل الفرنسي ، على يد طالب أزهري من سوريا ، ( سليمان الحلبي ) إبان احتلال جيوش بونابرت لمصر . أو مقتل النقراشي على يد عدد من أبناء الحركة الاسلامية . أو رد مفتي تونس العالم الجليل الشيخ الطاهر بن عاشور ، رحمه الله ، على الرئيس بورقيبة ، عندما أمر الأخير الناس بالافطار في رمضان ، وطلب من المفتي إصدار فتوى تبيح ذلك ، فخرج المفتي على الناس ، وتلا قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ( البقرة الآية 183 ) وذكر أحكام وفضائل الصيام ،ثم قال "صدق الله ، وكذب بورقيبة " .
كما ستخلد الحادثة في الأدب والشعر ، وقد كتب الشاعر بحري العرفاوي قصيدة عمودية تحت عنوان " حذاء منتظر " مخاطبا بوش في قصيدة طويلة قائلا :
ذا الحذاء إذن تاجك بالعراق
وخاتمة زيفك ...والنفاق
وأنت توقع ثم تودع
يعلوك نعلان دون واق .
لكن البعض قد رأى في رجم الرئيس الاميركي جورج بوش بحذاء ، ظلم للاحذية ، مستحضرين ذلك البيت الذي يقول :
قوم إذا ضرب الحذاء بوجوههم صرخ الحذاء بأي ذنب أضرب
وهم الطغاة .. والذين رضوا بحياة المهانة والدونية . وساروا في ركاب الظلمة والغزاة، وأعانوهم على صلفهم وظلمهم وعجرفتهم وطغيانهم . وهو تعبير أو فهم يقرب من عنوان قصيدة للشاعر أحمد مطر عن الحجاب ، عندما كتب ، حذاؤك أطهر من فرنسا كلها ، وحجابك أطهر من فرنسا كلها . بل أن فنانا بوسنيا صور الرئيس بوش وهو يضع فوق رأسه حذاءا، ويؤدي التحية العسكرية . مؤكدا بذلك على أن عملية رجمه بالحذاء ، هي المحصلة النهائية التي خرج بها بوش من العراق وأفغانستان ، بل هي المحصلة النهائية لفترة حكمه التي استمرت 8 سنوات ، شعر فيها العالم ، وبلاده بالدرجة الاولى بالاختناق ، سواء عبر النفقات الباهضة للحرب ، أو الانهيار المالي الكبير ، أو السمعة السيئة والعار الذي جلبه لامريكا من خلال التعدي على حقوق الانسان ، وفضائح التعذيب والانخراط الاستخباراتي في التجسس على شعبه والشعوب الاخرى ، وخرق الحقوق المدنية التي كانت مفخرة أميركا ، قبل توليه مقاليد الامور في البيت الابيض ، وكشفه بذلك القناع عن تلك الحقوق المكذوبة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.