أتلتيكو مدريد يقترب من التعاقد مع لاعب ريال مدريد سيبايوس    الرابطة الأولى: نجم المتلوي يرفع قضية عدلية ضد حكم مواجهة النادي البنزرتي    لاعب سان جيرمان لوكاس هيرنانديز يغيب عن لقاء اياب نصف نهائي ابطال اوروبا    رالف رانغنيك يرفض رسميا تدريب بايرن ميونيخ الالماني    من بينهم مساجين: تمتيع 500 تلميذ باجراءات استثنائية خلال الباكالوريا    بنزرت: تنفيذ قرارات هدم وإزالة لاسوار واعمدة خرسانية    مدنين: بحّارة جرجيس يقرّرون استئناف نشاط صيد القمبري بعد مراجعة تسعيرة البيع بالجملة    البنك المركزي التونسي يدرج مؤسستين جديدتين ضمن قائمة المنخرطين في نظام المقاصة الالكترونية    عاجل/ الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل أغلب الطلبة المعتصمين    رئيس لجنة الشباب والرياضة : تعديل قانون مكافحة المنشطات ورفع العقوبة وارد جدا    مجددا بعد اسبوعين.. الأمطار تشل الحركة في الإمارات    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    إضراب حضوري للمحامين بمحاكم تونس الكبرى    رسميا: الشروع في صرف قروض السكن في صيغتها الجديدة ابتداء من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    اليوم: جلسة تفاوض بين جامعة الثانوي ووزارة التربية    إرتفاع أسعار اللحوم البيضاء: غرفة تجّار لحوم الدواجن تعلق وتكشف..    وزارة التجارة تنشر حصيلة نشاط المراقبة الاقتصادية خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024    صناعة النفط و النقل واللوجستك : تونس تنظم معرضين من 25 الى 28 جوان المقبل    عبد المجيد القوبنطيني: " ماهوش وقت نتائج في النجم الساحلي .. لأن هذا الخطر يهدد الفريق " (فيديو)    المغازة العامة تتألق وتزيد رقم معاملاتها ب 7.2%    جبنيانة: الكشف عن ورشة لصنع القوارب البحرية ماالقصة ؟    فظيع/ حادث مروع ينهي حياة كهل ويتسبب في بتر ساق آخر..    صفاقس_ساقية الدائر: إخماد حريق بمصنع نجارة.    وزيرة التربية: ''المقاطعة تساوي الإقتطاع...تسالني فلوس نخلّصك تتغيّب نقصّلك''    4 حالات وفاة في شهرين:طبيب بيطري يحذّر من انتشار داء الكلب في صفوف التونسيين.    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و341 إصابة خلال 24ساعة.    حادث مرور قاتل بسيدي بوزيد..    الحماية المدنية: 9 قتلى و341 مصابا خلال ال 24 ساعة الماضية    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    الحبيب جغام ... وفاء للثقافة والمصدح    وفاة الممثل عبد الله الشاهد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    24 ألف وحدة اقتصاديّة تحدث سنويّا.. النسيج المؤسّساتي يتعزّز    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    مفزع: أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض بغزة..    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    تونس:تفاصيل التمديد في سن التقاعد بالقطاع الخاص    بطولة مدريد المفتوحة للتنس: روبليف يقصي ألكاراز    البنك المركزي : نسبة الفائدة في السوق النقدية يبلغ مستوى 7.97 % خلال أفريل    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    نَذَرْتُ قَلْبِي (ذات يوم أصابته جفوةُ الزّمان فكتب)    مصطفى الفارسي أعطى القصة هوية تونسية    المهرجان الدولي للثقافة والفنون دورة شاعر الشعب محمود بيرم التونسي .. من الحلم إلى الإنجاز    حالة الطقس ليوم الخميس 02 ماي 2024    بينهم ''تيك توكر''...عصابة لاغتصاب الأطفال في دولة عربية    وزيرة التربية تكشف تفاصيل تسوية ملفات المعلمين النوّاب    عاجل : سحب عصير تفاح شهير من الأسواق العالمية    وفاة غامضة ثانية لمسؤول كشف العيوب في طائرات 'بوينغ'    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    مايكروسوفت تكشف عن أكبر استثمار في تاريخها في ماليزيا    مندوب روسيا لدى الامم المتحدة يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة    طيران الكيان الصهيوني يشن غارات على جنوب لبنان    المرسى.. الاطاحة بمنحرفين يروّجان الأقراص المخدّرة    الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تقول ان الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات لم تمتثل لتوصياتها    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    الكاف: اليوم انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سيكا جاز    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة.


بسم الله الرحمان الرّحيم
لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحوار
بلا استثناء او اقصاء
ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا
أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة.
كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟
توقفت القافلة لتعود المسير من جديد
هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني
«التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس
كيف تغيير موازين القوى في الواقع
الدكتور الصادق شورو : "أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان".
ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء
إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول
ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي

شعار ابن تونس البار البطل الشجاع فرحات حشاد المناضل الوطني والقائد النقابي والزعيم السياسي والمصلح الاجتماعي، رحمه الله رحمة واسعة: «التضحية أساس النجاح»
"قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله"(سورة يوسف 108)
(الجزء الأول )
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ،
احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
باريس في 18 ديسمبر 2008
لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم. أزمة البلاد ليست أزمة نصوص بل هي أزمة ممارسة وقد سارع العديد من الاحزاب السياسية والمنطمات الحقوقية بالمطالبة بإطلاق سراحه فالمطلوب من جميع قوى الحية في البلاد و محبي السلام المسارعة بالامضاء على هذه العريضة ([1]).
اعتقال رئيس حركة النهضة : اعتقل يوم الجمعة 21 نوفمبر 2008 السجين السياسي السابق وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة استجوب من قبل فريق من أعوان إدارة أمن الدولة حول التصريحات التي أدلى بها لموقع '' اسلام أون لاين '' إثر الإفراج عنه يوم 05 نوفمبر 2008 و كذلك حول مأدبة العشاء التي يعتزم القيام بها يوم السبت 22 نوفمبر 2008 بمناسبة إطلاق سراحه من السجن بمنزله الكائن بضاحية مرناق و طلبوا منه الالتزام بعدم النشاط السياسي و عدم تنظيم العشاء فرفض الإمضاء.
ان حركة النهضة التي كان الدكتور صادق شورو عندما اعتقل في بداية التسعينيات رئيسا لها ، حيث حكم عليه بالسجن المؤبد، فقضى 18سنة ، أكثر من ثلثيها في العزلة الكاملة، وأطلق سراحه منذ ثلاثة أسابيع ضمن آخر دفعة من مساجين النهضة يفرج عنهم .
دخل السجن في 17 فيفري1991 و كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة وقع تعذيبه بشكل غير معهود وتم التحقيق معه في مكان لا صلة له بمقرات البوليس المالوفة ( ضيعة فلاحية بمدينة نعسان ) وقد تم نقله الى المستشفى في تلك الفترة في وضعيات خطيرة أصبحت فيهاحياته مهدة بالخطر . قضى معظم سجنه في غرفة منفرة ومعزولة في سطح جناح المصحة بسجن 9 افريل حيث لا صلة له بالعالم الخارجي الا من خلال حراس مخصوصين لا يتبدلون لا يسمح لهم بمجرد التحادث معه و لا لغيرهم ب " الإقتراب منه ..! " او بالغرفة رقم 4 بالجناح ( د ) في ظروف قاسية اتسمت بالتنكيل والتشفي الذي تجاوزه الى أسرته ..
خاض حوالي 36 اضرابا عن الطعام للمطالبة بحقوقه ورفض المظالم المسلطة عليه وعلى اسرته كان اخرهاإضراب بدأه يوم 12 نوفمبر 2007 ودام اكثر من شهر من اجل تنفيذ قرار المحكمة الادارية بارجاع اخيه الدكتور عباس شورو لوظيفته كاستاذ بالجامعة التونسية ولتمكين ابنائه من جوازات سفرهم ولوضع حد للمضايقات التي تعيشها اسرته. خرج من السجن وهو يعاني من الروماتيزم وقرح المعد وآلام في الظهر .
هذا وقد شهد حصار أمني شديد سلط على السيد الصادق شورو ( رئيس حركة النهضة ) مساء يوم السبت 22 نوفمبر 2008 حيث عمدت جحافل من البوليس السياسي إلى محاصرة مقر إقامته و وضع الحواجز الحديدية بالطرق المؤدية إليه ، كما تم منع ممثلي الأحزاب و الجمعيات المستقلة و المساجين المسرحين من الوصول إلى منزله.
فإن اعتقال د. شورو جاء على خلفية إدلائه بتصريحات لم تلق قبولا من السلطات التونسية، عقب الإفراج عنه مؤخرا، وخاصة تصريحاته لشبكة "إسلام أون لاين. نت" وقناة "الحوار" اللندنية، قال فيها إن حركته لم تتصدع تنظيميا، وإنها بصدد العودة إلى العمل السياسي العام.

إحالة الصادق شورو على المحكمة بتهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخصة : ( القضية عدد 39848 ) بعد احتجاز تعسفي منذ يوم 3 ديسمبر2008 ، وبعد إتصال زوجته السيدة آمنة النجار بمنطقة بن عروس وبمقر وزارة الداخلية للسؤال عن مكان إحتجاز زوجها ، أنكرت تلك الجهات علمها بمكان وجوده ، حينها عادت إلى منطقة بن عروس مجددا وأعلمتهم بأنها ستقيم "موكب عزاء" لزوجها ، خاصة أنها شاهدت المجموعة التى إعتقلت الدكتور الصادق شورو وهي نفسها التى لم تعترف بإحتجازه ، فخشيت أن يكون قد أصاب زوجها مكروه لا قدر الله ، مما أجبر منطقة بن عروس لاحقا على إعلامها بمكانه.
وبعد ظهر يوم الجمعة 05 ديسمبر 2008 تقرر إحالة السيد الصادق شورو رئيس حركة النهضة والسجين السياسي السابق بحالة إيقاف على الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس بتهمة ..الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها ..!
و لم تفلح محاولات المحامين الذين تجمعوا أمام مكاتب وكالة الجمهورية بتونس في الحصول على أي إيضاحات بخصوص أسباب المحاكمة .. الغريب أن السيد الصادق شورو سبقت محاكمته لأجل نفس التهمة بالإضافة إلى أنه لم يغادر السجن إلا منذ 3 أسابيع و لم تدع له المضايقات البوليسية و الإستدعاءات المتكررة فرصة لالتقاط أنفاسه فضلا عن ارتكاب جريمة تستوجب الإحالة على القضاء ..!
لم يكد الدكتور صادق شورو يستكمل أسبوعه الثالث في بيته بين زوجته السيدة آمنة النجارو أولاده بعد غياب عنهم طيلة ثماني عشرة سنة أمضاها وراء القضبان الكالحة ، حتى داهم البوليس السياسي البيت ليتخطفوا الشيخ الصادق شورو مروّعين أهله مطفئين البهجة التي عادت الى البيت ومجهزين على أملهم في أن يتذكروا طعم العيد مجددا.
وقد شهدت المحكمة كثافة لأجهزة الامن ،طوّقت المكان، كما شهدت حضورا كبيرا للسادة المحامين الذين تجمع عشرات منهم للدفاع عن الدكتور شورو فيما هو متهم به من تهمة عجيبة و فاضحة، تهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها !
اذ منذ الايام الاولى لعودته الى أهله حوصر البيت ومنع زواره من الاصدقاء والسياسيين والصحفيين من زيارته، وتم خلال ذلك تحذيره من القيام بأي نشاط فرفض هذه القرارات التعسفية البوليسية غيرالقانونية باعتباره مواطنا من حقه بل من واجبه أن يمارس كل حقوقه، ومنها حقوقه في الاتصال بمن شاء واللقاء مع السياسيين ووسائل الاعلام .
وكان من ذلك لقاءات مع فضائيات مثل الحوار والجزيرة ومواقع الانترنات. ولم يؤاخذ بشيء ورد في تلك اللقاءات، فقد جاءت تصريحاته غاية في الاعتدال والدعوة الى الحوار والمصالحة والحرص على المصلحة الوطنية، موضوع المؤاخذة هو مبدأ اللقاء بالصحافة في حد ذاته لدلالته القاطعة على استمرار علاقته بحركة النهضة مما يشكل جريمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها!!
تمّ اقتياده مجددا بسببها الى قفص الاتهام ، وبعد مواجهته بهذه الجريمة التي لم ينكرها يوما بل أكد مجددا تشرفه واعتزازه بهذه العلاقة،حتى وإن لم يتيسر له الوقت منذ اطلق سراحه للقيام بأي نشاط حركي. لقد ترافع عدد كبير من المحامين مرافعات بليغة مفحمة ، فنّدوا فيها أي أساس قانوني لهذه التهمة التي كان قد حوكم بها، فدعوا الى إطلاق سراح منوبهم.
غير أن المحكمة أقرّت بوجود موضوع للتقاضي فرفضت طي الملف والحكم بعدم سماع الدعوى وقررت الاحتفاظ ب"المتهم "في السجن ليقضي وراء القضبان عيدا آخر، فكانت صدمة للوسط الحقوقي والسياسي والاعلامي فضلا عن صدمة ابناء النهضة وصدمة عائلة الدكتور التي روادها الامل في الاحتفال بعيد الإضحى مع أبيهم بعد ما حرموا من ذلك 17 سنة .
إزاء كل ذلك فإنن نعبر عن تضامنها الكامل مع الدكتور صادق شورو ومع أسرته المناضلة وتدعو كل المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية دعم حق الحركة في العمل السياسي شأنها شأن بقية القوي الوطنية والسياسية الأخرى. ونعبر عن شديد مناهضتنا للقوانين الجائرة التي لا تزال تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الاحزاب والجمعيات والصحافة وتدعو الجميع للعمل على إلغائها. و نعتبر أن محاكمة رئيس الحركة أو أي عضو آخر بانتمائه للنهضة هو بحق فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في سياسة التعنت والتعسف رغم إعلان الحركة المتكرر عن استعدادها لفتح صفحة جديدة تبحث فيها كل الملفات الوطنية دون إقصاء أو استثناء.
سنة نافذة بحق الدكتور الصادق شورو : "أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان".. هكذا خاطب الشيخ الصادق شورو الزعيم التاريخي لحركة النهضة الإسلامية، هيئة المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة خلال جلسة محاكمته
يبدو أن ما أثار حفيظة محتجزي السيد الصادق شورو وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة هي التصريحات التي أدلى بها لقناة الحوار اللندنية يوم الإثنين 01 ديسمبر 2008 في برنامج« بدون تأشيرة» ، فإن احتجاز سجين مسرح منذ أقل من شهر .. قضى 18 سنة من عمره في مختلف السجون و أجنحة العزلة هو إمعان في توظيف القضاء لأهداف " استباقية " تستهدف ترهيب النشطاء و المعارضين ..
مثل يوم السبت 13 ديسمبر 2008 ، الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق ل"حركة النهضة" أمام القاضي محمد علي بن شويخة للدائرة الجناحية الثامنة بتونس ، لمحاكمته من أجل "الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها"، حيث بدأت الجلسة في حدود الساعة الحادية عشر صباحا إذ دامت المرافعات من طرف لسان الدفاع أكثر من 5 ساعات وإنتهت عند الساعة الرابعة بعد الظهر وصدر الحكم حوالي الساعة السابعة مساءا والقاضي بسجنه سنة نافذة.
كلمة الدكتور الصادق شورو في الجلسة : بسم الله و الحمد و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه ومن عمل بعمله واستن بسنته واهتدى بهداه، الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا نقف هذا الموقف غير متهمين في ذمتنا لم نقترف من ذنب سوى التفكير الحر والثبات على الحق رغم المكاره .
بداية أستنكر ما تعرض له أهلي من ترويع بمداهمة بيتي بشكل همجي دون إذن قضائي والإعتداء على حرمة المسكن المضمونة بدستور البلاد وما صادقت عليه من مواثيق دولية.
كما أندد بمن أخضعني لظروف احتجاز قاسية وغير قانونية بإجباري على البقاء يومين كاملين على كرسي في غرفة ضيقة دون مرافق ، كما أجدد التأكيد على أني لا أتنصل مما صرحت به فليس لأحد أن يصادر حقي في التعبير الحر عما يخالجني من أفكار وما أراه من مواقف أقدر أنها في مصلحة البلاد والعباد غير .
أن ما تضمنته المحاضر هو تحريف لتصريحاتي وافتراء علي بالزعم أني أتكلم باسم حركة النهضة وذلك شرف لم أدّعه وكل ما قلته أني تشرفت برئاسة هذه الحركة بين عام 1988 وعام 1991 ولها الآن قيادة ومؤسسات وليس لمن غادر السجن مثلي منذ أسابيع قليلة أن يطمح في أكثر من متابعة ما يجري من حوله ومحاولة الفهم والتحليل وإبداء الرأي كلما رأى وجها لذلك.
وأعجب لمن يتهمني بالإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها أن يتغافل عن استحالة قيام ذلك فرديا دون القيام بما يقتضيه ذلك من تنقل بين الجهات وعقد لاجتماعات ومؤتمرات وانتخابات وتشكيل لمكتب تنفيذي ومجلس شورى ومكتب سياسي وانتخاب لرئيس فهل تأتى لي ذلك وأنا المحاصر في منزلي منذ غادرت السجن المضيق في 05 نوفمبر 2008 ولم يسمح لضيوفي بتلبية دعوتي لعشاء بمناسبة تسريحي وسدت الطرق الموصلة لمنزلي فكيف لي بمجرد التفكير في ما ينسب لي.
أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي أنه قد أخطأ العنوان وأن من يدعو لطي صفحة الماضي والتعالي على الجراح والترفع عن نوازع النقمة والإنتقام، رغم التعذيب والتنكيل والظلم ، لا يكافأ بزنزانات السجون ولكنها وسوسات نصحاء السوء ..
لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم .
" ربنا آمنا بما أنزلت و اتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " .سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إلاه إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك سبحان ربك رب العزة عما يصفون و السلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
أكثر من 60 محامي للدفاع : وحضر للترافع عن د.شورو قرابة سبعين محاميا، من أبرزهم أحمد نجيب الشّابي، المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وزعيم الحزب الديمقراطي التقدمي، وعبد الفتاح مورو الرجل الثاني في تأسيس "حركة الاتجاه الاسلامي"، وعبد الرزاق الكيلاني رئيس فرع تونس للمحامين، ومحمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف للدفاع عن حقوق الإنسان، وعبد الرءوف العيادي نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي يترأسه الدكتور المنصف المرزوقي ونور الدين البحيري.
وقد أعلن قرابة سبعين محاميا نيابتهم عن الدكتور الصادق شورو وحضر ممثلون عن المجلس الوطني للحريات، الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، جمعية حرية وإنصاف وحضر الأستاذ حسين الباردي بوصفه ملاحظا عن: اللجنة من أجل احترام الحقوق والحريات بتونس
وترافع كل من الأساتذة أحمد نجيب الشابي ومحمد نجيب الحسني ويوسف الرزقي وأنور القوصري (أصالة و نيابة عن الأستاذ مختار الطريفي ) وعبد الرزاق الكيلاني ( رئيس فرع تونس للمحامين ) ومحمد النوري و عبد الرؤوف العيادي وأنور أولاد علي وكمال الحامدي وكثير بوعلاق والمختار العيدودي وسمير ديلو وعبد الباسط بن مبارك ومحمد عبو ( أصالة ونيابة عن الأستاذ منذر الشارني) وضياء الدين مورو وخالد الكريشي (أصالة و نيابة عن العميد البشير الصيد والأستاذ بوبكر بالثابت) و رمزي بن دية ومحمد نجيب بن يوسف ورياض الشيحاوي وإيمان الطريقي وأمان الله مورو وسمير بن عمر ونور الدين البحيري وعبد الفتاح مورو.
وقد بين المحامون بالخصوص خلوالملف من أي دليل إدانة وأن المحكمة ليست مختصة بمحاكمة التصريحات والمقالات والآراء فالدستور في فصله الثامن يضمن حرية التعبير لجميع المواطنين، فضلا عن استحالة الإحتفاظ بجمعية دون أن يرد في الملف أي اتهام بعقد اجتماع أو اتصال بأفراد آخرين أو السعي في إنشاء بناء تنظيمي معين بالإضافة إلى أن التصريحات المنسوبة للدكتور شورو لم تدع إلى أي عمل مناف للقانون وما ورد فيها من حديث عن التعذيب في محلات البوليس السياسي وسوء معاملة في السجون موثق بتقارير المنظمات الوطنية و الدولية المستقلة واعترفت السلطة ببعضها رادة إياه إلى ممارسات فردية،
كما احتج المحامون على رفض المحكمة تمكين الدفاع من "المحجوز" المتمثل في اسطوانة تتضمن تصريح الدكتور شورو لقناة الحوار في برنامج "بلا تأشيرة " وعبر عدد من المحامين عن شعورهم بالأسف لاستمرار المحاكمات السياسية في وقت لم تعد أغلب دول العالم بما فيها دول عربية مجاورة تجرّم تكوين الجمعيات السياسية مهما كانت خلفياتها .. واعتبروا أنه يشرفهم الوقوف للدفاع عن هذا الشيخ الجليل الذي لا مصلحة لأحد في اضطهاده لمجرد تعبيره عن رأي حر ..
وبثقة في النفس وروح فيها الكثير من التعالي عن جراحات وآلام 18 سنة من السجن اعتبر أن التكلم باسم حركة النهضة شرف له لم يدعيه، وكل ما قاله هو إنه تشرف برئاسة هذه الحركة بين عامي 1988 و1991.
وأضاف الدكتور الصادق شورو أن "الحركة لها الآن قيادات ومؤسسات ورجال، وليس لمن غادر السجن مثلي منذ أسابيع قليلة أن يطمح في أكثر من متابعة ما يجري من حوله ومحاولة الفهم والتحليل وإبداء الرأي كلما رأى وجها لذلك".
وهي المرة الاولى التي يتقدم الدكتور الصادق شورو الى السجن لوحده تقدّم افراد حزبه والبلاد والعالم منصرف عنهم . وفي هذه المرة يعود الصادق شورو بحركته مكتملة خارج السجون وهو يتقدم البلاد كلها إلى السجن ليؤكد ان النهضة لم تغادر موقعها ومسؤوليتها باعتبارها اكبر التيارات السياسية في البلاد في قيادة نضالاتها من اجل الحرية والتنمية العادلة.
عاد الى السجن زعيما سياسيا كبيرا شهدت محاكمته اكبر تجمع للمحامين من مختلف المشارب السياسية الذين غاب اكثرهم عن محاكمته الاولى. محاكمة سياسية فضحت غباء وارتباك السلطة المرهقة وكانت بمثابة المبايعة لزعيم سياسي جديد واعلان عن عودة أهم واعرق التيارات السياسية والفكرية الى مكانه في قلب المعادلة.
إن هذه المحاكمة اعادت التوازن في الوقت نفسه الى جسم النهضة المنهك وأوقفت تيار الانحدار داخله واعادت اللحمة الى الصفوف المرتبكة لتستأنف معركته وقد تخففت من أهم حمل كان يرهقها وهو حمل مساجينها. إلا أن سجن الصادق شورو هذه المرة سيكون حملا على اكتاف السلطة وسيرهقها كما لم يرهقها اي سجين في تاريخها الاستبدادي الطويل.
أعلن سمير بن عمر محامي الرئيس السابق لحركة النهضة الصادق شورو، أن موكله يستأنف الحكم الذي صدر بحقه. وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قد حكمت عليه، بالسجن النافذ لمدة سنة، إثر اتهامه «باستئناف النشاط وإعادة الاتصال بأنصاره والحديث باسم الحركة المحظورة» عقب الافراج المشروط عنه في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد ان قضى في السجن 17 عاما.
وذكر سمير بن عمر محامي صادق شورو ان الدفاع طعن في قانونية ملاحقته، مشيرا الى «الطابع السياسي» للمحاكمة واوضح ان المتهم «(لم يفعل شيئا) سوى التعبير عن ارائه» وقد استجوب حول مضمون تصريحاته التي ادلى بها بعد الافراج المشروط عنه الى موقع انترتي ومحطة تلفزيونية.
وذكر المحامي ان موكله نفى انه سعى الى اعادة تشكيل حركته ولكنه تمسك بحقه في التعبير عن «علاقاته مع السلطة» وعن الظروف السيئة لاعتقاله طيلة 17 عاما اكد سمير بن عمر انه سيستأنف الحكم الذي وصفه بانه «قاس». ونتيجة للحكم ينتظر أن تراجع السلطات التونسية قرارها بتمتيع شورو، سراحا شرطيا مدته 8 أشهر، على اعتبار ان الرجل كان مقرراً، قبل إطلاق سراحه الاخير، أن يغادر السجن يوم 12 أكتوبر 2009.
حاولت الأستاذة إيمان الطريقي زيارة الدكتور الصادق شورو صبيحة يوم الاثنين 15/12/2008 بسجن المرناقية للتباحث معه حول جدوى استئناف الحكم الذي أصدرته الدائرة الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس، لكن وقع إعلامها بانه تمت نقلته إلى سجن الناظور بولاية بنزرت ، و قد جرت العادة بأن يبقى السجين بسجن إيقافه حتى انتهاء أجل الاستئناف.
ونعبر عن رفضنا للقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن.
بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء وندعو السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو وكل مساجين الحوض المنجمي وشباب الصحوة وتهيب بأبناء حركة النهضة وبكل أنصار الحرية أن يكثفوا الضغوط من أجل ذلك. " و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل..." (الانعام 153) و للحديث بقية ان شاء الله
باريس في 18 ديسمبر 2008
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ،
احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
[1] - [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.