أفادت صحيفة أمريكية أن الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي قذف فردتي حذائه تجاه الرئيس جورج بوش الأسبوع الماضي صار يُوصَف بالبطل الشجاع، وأنه يتعرّض للتعذيب على أيدي أفراد الحماية الأمنية بمعتقله ببغداد. وقالت واشنطن بوست: إن قضية الزيدي أثارت جدلاً واسعًا في الشرق الأوسط، وإنّه يعانِي جروحًا وآلامًا جراء التعذيب وراء القضبان ولم يتم نقله إلى المستشفى. ونسبت الصحيفة لشقيقه عُدَيّ الذي سمحت له السلطات بزيارة منتظر بمعتقله قوله: إن الحراس أجبروه على مشاهدة محطة الرأي التلفزيونية الموالية لصدام حسين، وأخبروه أنها المحطة الوحيدة بالعالم التي استحسنت فعلته (الحذاء) وأثْنَت عليها. وذكرت واشنطن بوست: في الحقيقة فإن محطة البغدادية التي ينتسب إليها الزيدي وكذلك أقاربه والناس بالعالم العربي كلهم أثنوا عليه وعلى الحادثة. وقال عُدَيّ: إن الحراس أخبروا أخاه أن قبيلته وعائلته رفضوه وتخلوا عنه، مضيفًا أن منتظر كان كئيبًا ومحطمًا وتُغَطّي جسمه الرضوض والكدمات لكنه غير نادم على ما فعل. وأوضح عُدَي الزيدي أنه لم يستطع تمييز أخيه عندما رآه جراء ما لحق به من آثار التعذيب، وأن شقيقه أخبره أنّ الحراس ضربوه بأنبوب فولاذي، وأضاف أنه يعاني كَدْمة في عينه وأنه فقد أحد أسنانه في الفك العلوي، ويعاني آثار حرق سجائر خلف أذنيه. واختتمت واشنطن بوست أن رئيس الوزراء المعين من قبل الاحتلال في العراق نوري المالكي قال: إن الصحفي اعترف بأنه نفذ الحادثة نيابة عن أحد المعارضين المعروفين الذي لم يذكر اسمه، لكن عائلة الزيدي نفت ذلك الاتهام. وقال شقيق الزيدي: إن القاضي سمح له بزيارة أخيه شريطة توقُّف العائلة عن الإكثار من المقابلات مع وسائل الإعلام، لكنه قرّر تجاهل ذلك الطلب بعدما اكتشف أن شقيقه تعرض للتعذيب. وفي ظلّ انتشار صدى حادثة الحذاء حول العالم، قال صانع الأحذية التركي رمضان بايدان: إن عمال مصنعه المائة في اسطنبول يواجهون ضغطًا شديدًا في تلبية الطلبات على "حذاء بوش" الذي يباع بسبعة وعشرين دولارًا، مضيفًا أن المصنع سيوظف مائة آخرين لتلبية الطلبات المتزايدة على الحذاء.