الدكتور علي الشعيبي /الفجرنيوز كان العنوان بالخط العريض لافتا للنظر اذ كانت الاحرف تشيئ باسم احد رواد المسرح العربي حاولت ان اقرأ التفاصيل ولكن النظارة التي خبئتها حرمنا المصون كان صعبة المنال . ما ان حطت الطائرة في مطاردبي بعد رحلة جميلة من القاهرة واستقر بي المقام في الغرفة الباردة حتى قمت باخراج الجريدة التي اخذتها من الطائرة وامتشقت نظارتي دون مكابرة لما فعله الدهر بقصر النظر او طوله وقرأت عن الشخص الذي اعتز به كرمز قومي عربي . كان الحديث الخارج من وجع القلب عن المسرحي والاديب السيد حافظ ومعاناة المرحومة زوجته مع المرض ومعاناته كمثقف عربي مع ازمة موت الضمير وتخيلت لو ان السيد حافظ كان يكتب اغنيات لمغنية فيديو كليب او لراقصة مكتنزه لكانت ديونه قد مسحت من دفاتر البنوك وسجلات الايام بهاتف واحد مطرز بالغنج والدلال وآهة وتنهيدة من ذلك العيار . تخيلت السيد حافظ يدخل الزمن العربي من فوق خشبة المسرح ويخاطب العربان وهو يبكي حرقة من زمن استبيحت فيه الكرامة وصارللراقصة شأن وللعاريات حراس وحجاب وشنبات تحرس الابواب . لا تبك ياسيدي فهذا زمن عربي مستباح زنازينه للمثقف وسجونة تغلق ابوابها على غصة فقير سرقت لقمةعيشة لتبتاع ذات الصدر حمالة للنهدين المكتنزين من كثيرالعصر واللثم. لا تبك ياسيد فنحن لم نحافظ لك حتى علىكسرة خبز لا تكون مغموسةبدم الطمث او بماء غسيل الاموال . لا تبك ياسيد فالقدس التي بكيت من اجلها لم يدنسها الصهاينة بل دنسها تجار الشعارات والقومجيون من الاخوةابناء فلسطين والمتاجرون بالدين من اجل العمامة السوداء وكره الكون وحقدة . لا تبك ياسيد انهم يخرقون السفينة ليغرقوها ولكن هيهات ما دام صوتك يعزف الحان الخلود الابدية ولن تموت الشمس على فخذ غنانية لو عطست لنقلت بطائرة خاصة الى مستشفى خاص او قصر خاص فيه بركة زئبق وسرير خاص !! لا تبك ياسيد فانت لا تملك الا ريشة قلم مغموسة في دم القلب ولكنك ستموت كما مات بدر شاكر السياب على سرير صدئ او رصيف قذروستبقى في القلوب العاشقة رمزا من رموز هذه الامة التي تصر على ان تذبحنا من الوريد الى الوريد اجل تذبحنا واعذرني على الجرأة في ان اطرح نفسي معكم معشر مثقفي هذه الامة وشموعها التي تنير حياتنا بالبهجة ولكننا وكما قال الشاعر سنظل نحفر في الجدار اما فتحنا ثغرة للنور او متنا على وجه الجدار. كان المقال وفيا للحدث وفيا لرواية ما يجب ان يقال ولكن هل تكفي مجلدات تحوي ملايين الكلمات لتتحدث عن السيد حافظ مسرحيا واديب ومثقفا وداعيا من دعاةالتنوير وهو يقف امام عتبات العوز مودعا او جاهزا لمعركةالبقاء رمزا وشموخا ؟هل تكفي رسائل الدكتوراة عن السيدحافظ لتحافظ له على ماء الوجه بعد ان عبست الدنيا في وجهه ؟ ليس اشفاقا على الرجل ولكن اشفاقا على هذه الامةالتي اصبحت قطة متوحشة تلتهم فلذات كبدها ,امة تحجرت عواطفها فاصبح فيها المبدع متسولا والمثقف منبوذا, بينما الغانية تركباأحدث سيارة وتمتطي صهوةاكبرشنب وتبتاع مستحضرات التجميل من باريس وتحتفل بعيد الميلاد في جنيف بينما تحضر حفل ختان طفلتها في السيدة زينب .وابنتها الصغرى تتعلم الرقص الشرقي في اكاديمية هزالوسط الدولية ,وابنتها البكر حامل في الشهر الرابع من السائق البلطجي والسائس يدعي انه الاب الشرعي للمولود القادم وهو يصرخ في رحم الدنيا. من اوصلنا للدرك الموحل والموجع من تاريخ هذه الامة ,امة تقتات على فتات فضلات الابداع الانساني وتحتقر مثقفيها ؟من نبذ السيد حافظ واسلمة للقهر ومصائب الدهر اليس هو الزمن العربي المتواطئ ؟؟؟؟؟؟ سيدي السيد حافظ لن اكذب واقول لك اقبض على الجمر واعترف بانني احد هؤلا الذين خانوك مبدأ ورسالة واسلمتك لهم لقمة سائغة .ولكن من يمنحك في حياتك مساحة من التقدير في زمن تتهافت فيه المغنيات يخطبن ود الشعراء والامراء في قاهرة المعز التي يبدو انها قررت ان تقهرك غصة وحرقة . سيدي لقد اسلمونا طواعية اما لطواغيت الاعلام الهابط او لفكر سلفي متحجر كفرنا واخرجنا من الملة . سيدي هم يعرفون ان قلمك لن يكسر ولكنه يرمي طلقات من بوز المدفع طلقات شريفة ما تلوثت قط وما استسلمت قط وستبقى سيدي رمزا في تراب الوطن ولن تسقط راية الكلمة الحرة الشريفة ما دامت في يديك سنبلة وفي قلبك جمرة . الدكتور علي الشعيبي