مقديشو:انتهت عملية كوماندوس فرنسية لتحرير رهينة فرنسي فجر السبت في جنوب الصومال بالفشل اذ اسفرت عن مقتل الرهينة "على ايدي خاطفيه" بحسب باريس وذلك اثر معارك اوقعت العديد من القتلى بينهم جندي فرنسي. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان السبت للصحافيين في باريس "كل الامور تدعو للاعتقاد بان (الرهينة) دوني الكس قتل على ايدي خاطفيه" في هذه العملية التي جرت خلالها معارك "شديدة الضراوة". في المقابل اكدت حركة الشباب الاسلامية ان رجل الاستخبارات الفرنسي الذي تحتجزه منذ اكثر من ثلاث سنوات "لا يزال في امان بعيدا من مكان المعركة" لكنه سيحاكم "خلال اليومين المقبلين". وتوحي كل الامور بان العملية التي قامت بها فرق الادارة العامة للامن الخارجي (الاستخبارات الفرنسية) في بلدة بولومارير، جنوب الصومال، لتحرير الرهينة الفرنسي باءت بالفشل. واوضح وزير الدفاع الفرنسي ان جنديا فرنسيا قتل في المعارك و"فقد اثر" جندي آخر. في حين ان بيانا سابقا لجهاز المخابرات اشار الى مقتل جنديين. وقالت وزارة الدفاع في بيان ان 17 "ارهابيا" قتلوا في المعارك. واضاف البيان ان "فرقة الكوماندوس واجهت مقاومة عنيفة"، وان "معارك عنيفة جرت خلال الهجوم". وذكر البيان بان دوني، وهو ايضا عميل في الاستخبارات الفرنسية، خطف في مقديشو خلال قيامه ب"مهمة رسمية لمساعدة" الحكومة الانتقالية في الصومال. واكدت الوزارة انه "بازاء عناد الارهابيين الذين رفضوا طوال ثلاث سنوات ونصف سنة الدخول في اي مفاوضات والذين احتجزوا دوني اليكس في ظروف غير انسانية تم التخطيط لعملية عسكرية وتنفيذها". من جانبها اكدت حركة الشباب الاسلامية انها اسرت جنديا فرنسيا سقط جريحا السبت خلال العملية ولم يتمكن رفاقه من سحبه. واكدت الحركة الموالية لتنظيم القاعدة في بيان ورد الى وكالة فرانس برس ان "الجندي الفرنسي الجريح هو الان في عهدة المجاهدين". وقال احد سكال بولومارير السبت لفرانس برس انه شاهد جثة لرجل ابيض. وروى الرجل ويدعى ادريس يوسف في اتصال هاتفي مع فرانس برس "لا نعرف تحديدا ما الذي حدث لان الهجوم وقع ليلا لكننا شاهدنا صباح اليوم جثثا عدة بينها جثة لرجل ابيض. كما قتل ثلاثة مدنيين في تبادل اطلاق النار". واوضحت حركة الشباب ان الهجوم شنته خمس مروحيات مقاتلة في الساعة الثانية فجر السبت بالتوقيت المحلي (23,00 ت غ الجمعة)، وان المواجهات استمرت مدة 45 دقيقة. وكان الهدف من العملية تحرير رجل المخابرات المحتجز في الصومال منذ 14 تموز/يوليو 2009. وكان هذا العميل الذي عرفته السلطات الفرنسية باسم دوني الكس، وهو اسم يمكن ان يكون مستعارا، خطف في مقديشو مع عميل اخر الا ان الاخير تمكن من استعادة حريته في آب/اغسطس 2009. وجاء هذا الهجوم في الوقت الذي اعلنت فيه فرنسا تقديم دعم عسكري لحكومة مالي ضد حركة جهادية اخرى تابعة للقاعدة تحتل شمال هذا البلد منذ تسعة اشهر. وجرت هذه العملية في ظروف صعبة اذ ان بلدة بولومارير، جنوب العاصمة مقديشو، تقع في منطقة مزدحمة بالسكان بحسب شهود في المكان. واكد مسؤولو حركة الشباب انهم تمكنوا سريعا من استدعاء مقاتليهم من معسكر تدريب مجاور. وبعد ساعات من العملية قال محمد شعيب هاتفيا لفرانس برس ان "طائرات عسكرية تحلق صباح اليوم فوق المدينة التي يسير مقاتلو الشباب دوريات فيها. يمكننا رؤية سياراتهم المسلحة تجوب المدينة". وهدد الاسلاميون فرنسا باعمال انتقامية واكدوا في بيان ان "المواطنين الفرنسيين هم في النهاية الذين سيذوقون لا محالة العواقب المريرة لموقف حكومتهم المتهور حيال الرهائن". وقد فقد الشباب كل معاقلهم الرئيسية في جنوب ووسط الصومال اثر هجوم شنته قبل عام ونصف عام قوة الاتحاد الافريقي بمساندة من قوة كينية واخرى اثيوبية مع نواة الجيش الوطني الصومالي. الا ان حركة الشباب الاسلامية ما زالت تسيطر على بعض المناطق الريفية في جنوب ووسط البلاد. ودوني الكس واحد من تسعة فرنسيين محتجزين رهائن في الخارج، كلهم في افريقيا، بينهم ستة تحتجزهم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والساحل. وفي الرابع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ظهر دوني الكس شاحبا وغائر العينين في شريط فيديو وجه فيه "رسالة استغاثة" الى الرئيس فرنسوا هولاند وحضه على العمل على اطلاق سراحه.