بصراحة مطلقة كانت صدمة قوية على حركة النهضة و خاصة القيادة منها التي شلت أفكارها و تعطلت أدوات تحليلها و يمكن لأ ي متابع ان يلاحظ ذلك جليا إثر تدخلاتهم العلنية عبر الاعلام فكان الارباك و التلعثم باديا على وجوههم و في ألسنتهم . لست هنا قاضيا على قيادات النهضة و لكن من حقي و واجبي الشرعي و الوطني ان أدفع بالتي هي أحسن حتى لا تضيع الثورة و نرجع خمسين سنة للوراء و كان بالامكان الأخذ بزمام المبادرة و توجيه البوصلة في اتجاهها الصحيح و نمسك بقيادة السفينة الى أن نرسي بها على شاطئ الأمان و هذا الأمر ليس بالأمر الصعب او المستحيل . كان حري برئيس الوزراء أن يخرج للشعب التونسي و يدلي بتحليل منطقي يقنع به العامة و الخاصة و إن لم يتم القاء القبض على الجناة و غالب ظني سيختفون إما بإخراجهم من الحدود بشكل منظم و حرفي أو يتم تصفيتهم و دفنهم و تدفن معهم الحقيقة حتى لا تكشف خيوط المؤامرة . إذن تكون مهمة رئيس الوزراء بتقديم كشف بأسماء أعداء الثورة و هم كثر بدءا من التجمعيين و زبائنة النظام السابق و رأس الافعى ليلى التي وعدت مرات عدة بتدمير البلاد _ فرنسا التي خسرت قلعة من قلاعها العظام بشمال افريقيا _ اسرائيل التي انهارت بانتصار الثورة التونسية ثم أخيرا و ليس آخرا جرحى الانتخابات أصحاب الاصفار الكبيرة . ليس هذا فحسب تابع معي سيدي القارئ و قبل ان تجف دماء المغدور أعلنوا الانقلاب عن الشرعية و برنامج الخطة التالية مرسوم على الورقة و الى لحظة كتابة هذه الاسطر لم يطلب أحد من بقايا النظام بفتح تحقيق لمعرفة الجاني بل تاجروا بدمه و وظفوه لأهدافهم الدنيئة . المطلوب حماية الثورة من نكسة و خيبة أمل و يجب على الشرفاء و الغيورين الأحرار ان يهبوا بكل قدراتهم المتاحة المادية و المعنوية لفضح مخططات سراق الثورة و تتغير وجهة البوصلة و تتوجه اصابع الاتهام مباشرة بمثل ما اتهموكم الى المنحرفين فكريا و سلوكيا و لا ينقصكم هنا الادلة و البراهين يكفي ان تدوس على زر الجهاز الذي أمامك و تختصر الزمن لانها معركة حياة او موت و لسنا في حاجة الى قوانين او مجلس تأسيسي باهت و لا حكومة فاشلة تديرها أصابع مرتعشة ...انها قوانين تصحيح مسار الثورة و ثقتنا في الله ثم في أحرار تونس الذين لم تغريهم الغنائم . حمادي الغربي فجر الخميس