مستقبل النّهضة السّياسي مرهون بأخوّتها لكلّ مكوّنات الطّيف السّنّي و استصدار قانون تحصين الثّورة فوزي عبيدي يقول العزيز الحكيم في سورة العنكبوت" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) في مطلاقيّة التكليف الأرضي والإستخلاف فيها للعاقل من بني الإنسان حتى يكون العدل يوم الحساب متناسبا مع الأفعال ، وحيث أوجد سبحانه مكونات الإختبار وبيّنها للناس وهدى من يريد الإهتداء إلى السّبيل السويّ للفلاح في الدارين وعمادها التمسك بالكتاب والسنة النبوية الشريفة وحَكَمَ بنُصرته لمن ينصره وكان على من حَسُنَ إسلامُهم أن يؤصّلوا كلّ أمرهم بدينهم :ُ فكيف تغافل النّهضويّون أو تخاذلوا عن تطبيق الآية 20 من سورة البقرة " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ"؟ والآية 29 من سورة الحجرات " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ..." ؟ واستبدلوا رضاء الله وإخوانهم الصّادقين في الدّين وشعبٌ أمّنهم على حاضره ومستقبله واستنجد بهم لإنقاذه من الخيانات العظمى والقتل والإغتصاب والتعذيب والتفقير والحرمان والقهر و الرعب الذي عاشه خاصّة من تمسك بدينه وهويته ومحاسن الأخلاق في نظام صهيوني -بورقيبي نوفمبري يسعى التجمعيون-اليساريون لإعادته للسلطة ، باسترضاء عدوّ الإسلام والعروبة والإنسانية ...؟و كيف يسمح حمادي الجبالي لنفسه بإسقاط الحكومة التي اختارها التونسيون وساندوها وتجاوزوا تخاذلها في التطهير وهبوا في كل المناسبات لحمايتها من الصهيونية العالمية –التونسية؟ له أن يجري ما يشاء من التعديلات ولكن ليس له أن يُسلّم رقاب التونسيين من خلال وزارتي العدل والداخلية للسفاحين...ألم تُفرغ الملفات أيام حكومة السبسي من محتويات الإدانة حتى صار عجزٌ في إثبات تورّط المجرمين بما في ذلك قتلة شهداء الثورة؟ وكيف ستكون الإنتخابات المقبلة ، أيريد أن تُزوَّرَ ليُقصى الإسلاميّون من الحكم فنجد أنفسنا قبل 14جانفي 2011 ؟ للجبالي أن يُغَيِّرَ البحيري وعلي العريض إن شاء ونقترح عليه في حصر لهاتين الوزارتين : لطفي زيتون وهو الأقدر بين كلّ التونسيين على الإمساك بدواليب الداخلية وسمير ديلو وعبد الكريم الهاروني وحتّى عبد الرؤوف العيّادي ، وقد أظهر الرجل كرئيس لحركة وفاء ثباتا على مواقفه بأفضلية على الجميع ، ونُحذر من الإبقاء على كمال الجندوبي الذي حاول ما وسع التلاعب بآنتخابات 23اكتوبر ...نقول خلاصة للسّيد حمادي الجبالي " أنت أشبه بأبي ذر ّ...ولكن ليس لك أن تسقط إرادة الشعب التونسي ، واحذر فأنت راع ستسأل يوم الحساب ... يوم لن تشفع لك طيبتك وتنازلاتك فمن حَسُنَ إسلامُه لا يُسعّر خدّه لأي كان ناهيك عن ألدّ الأعداء ، وأصّل أمرك بدينك ...أُنصر خالقك القادر لينصرك على الصّهيونية-التجمعية-اليسارية ولو كانوا وأمثالهم عدد المخلوقات " لقيادي النهضة عموما نُبصّر أنّ سبحانه من حكيم خبير يقول في الآية 54من سورة آل عمران" وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" بما شهدناه قبل الإنتخابات من محاولات لإثناء أكبر عدد ممكن عن التصويت للنهضة فأبى سبحانه من قادر إلاّ أن ينقلب سعيهم لفائدة من توقعنا أنّهم يحملون مشروعا إسلاميا بتأصيل تامّ من الكتاب والسنة وبموعظة جلية مدروسة بالتجربة التركية وخبرة إخوتنا الحمساويين في غزة ...فكانت خيبتنا عميقة وخسرت النهضة الكثير من المناصرين وحدا بلغ استقالة نائبة من المجلس التأسيسي ...ثم أعمى سبحانه بصيرة الأعداء فاغتالوا شكري بلعيد في إشارة إلاهية للنّهضة بأن تتدارك أمرها وتتمسك بقانون تحصين الثورة وهو الدليل القاطع على حسن النوايا وعلى عدم التواطىء مع نظام بن علي ومن معه ، وعليها أن تصلح أمرها بكل الصّدق والإستمرارية الإستراتيجية مع السّلفيين ومع كل مكونات الطيف السّني... نسوق النصيحة للنّهضويين عموما وخاصة من لهم تواصل إعلامي في القنوات التلفزية والإذاعية والمكتوبة وبأكبر قدر ممكن من الشعب التونسي بالجرأة الواعية الحكيمة وبتأصيل ما يحدث في تونس : - بعد الثورات لا تكون مطلبية عموما بل هو التطهير العميق والحكيم بما يعني في تونس التحصين بقانون ، وعزل التجمعيين سياسيا لعشر سنوات على الأقل وهو إجراء متحضر علاجي لكل مجرم ويعوض التخلص الجسدي بأمثلته الكثيرة في التاريخ وبعشرات الألاف من الإعدامات ...فنحن شعب تميز بالتسامح وأملنا أن لا يكون التجمّعيون لؤماء بعد أن أكرمناهم ولأسفنا ما بالطبع لا يتغير ... - كيف يمكن التشغيل في ظل تعطيل الإقتصاد وتنفير المستثمرين وخلق حالات التوتّر الأمني ؟ - حمِّلوا الشعب مسؤوليته في الإنسياق الأعمى الأنانيّ المضادّ للمصلحة العليا لتونس وراء الإتحاد العام اللاتونسي لتعطيل الأرزاق وحتى قطع الأعناق... - لُومُوا واستنكروا بشدّة على المشاركين من الموظفين العموميّين في المطلبيّة والذين ساهموا في التخفيض من ميزانية كان يفترض صرفها لإحداث مواطن الشغل لأبنائهم وإخوتهم وعشرات الآلاف من العاطلين التّونسيين بصفة عامّة... - بيّنوا أنّ الكثيرين من التونسيين لا يريدون حقيقة أن يشتغلوا ومشاريع كثيرة معطلة لفقدان اليد العاملة، بل يودّون لو تُصرف لهم مرتّبات وتُقدم لهم على فرش النّوم ... منّة إلآهية وفرصة تاريخيّة للنّهضة في ارتباط وثيق بمستقبلها السّياسي في تونس ومن ورائها ومعها مجمل المشروع الإسلامي ضدّ العدو المتوحد الصهيوني–التّجمعي-اليساري في صراع ظاهره سياسي وحقيقته أخلاقي- نمطي- مجتمعي... فحذار ...وإنّ غدا لناظره قريب.