يحكم صاحب الملك في سورة البقرة" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) فلم يكن لزاما شرعيا ولا فطنة وضعية أن تتنازل النهضة كما فعلت حدا بلغ أن فتحت بضعفها وغبائها السياسي وتعاليها عن النصيحة الباب على مصراعيه لعودة التجمع للحكم بما ينبىء بديهة بتزوير الإنتخابات في المرة المقبلة لأقصاء كل الإسلاميين لصالح نظام بن علي القديم المتجدد المتحد وجهين لعملة واحدة مع يسار تونسي أظهر رذيلة لا متناهية حتى عند اغتيال أحد قيادييه ، وعوض المطالبة بالبحث عن الجاني الحقيقي ومن معه ولمصلحة من فإنهم اندفعوا بحقد ايديولوجي أعمى عن المصلحة العليا لتونس في ما ليس اتهاما للنهضة فقط وكان ذلك ممكن لفظيا ولكن إلى الإدانة المباشرة بحرق مقراتها وإتلاف محتوياتها في عمل هو الإجرام الحقيقي ممن يتحدثون عن الديمقراطية وعلوية القانون والحرية ونقول لهم : - الديمقراطية أن نبحث عن المجرم استنادا إلى بديهية أنه المستفيد...فهل للنهضة أية فائدة وهي الحزب الحاكم وكان من المفروض أن يناقش قانون تحصين الثورة حوالي الساعة التاسعة من يوم 6 فيفري فاغتيل شكري بلعيد بساعة واحدة قبل ذلك : فمن المستفيد إذا من عدم عقد الجلسة وربما النجاح لاحقا في عدم استصدار القانون تماما ؟ ابحثوا عن المجرم الذي أفصح قبل ذلك التاريخ بأن قانون العزل السياسي للتجمعيين لن يمر . نلوم ونستنكر على حمادي الجبالي ما فعله بالحكومة التي سعوا لإسقاطها أيام 7و9 أفريل وفي كل المناسبات وهبّ الشعب من كامل تراب الجمهورية لحمايتها يوم 1ماي في دعم لها وللنهضة عموما أن احزمي أمرك فنحن معك ومع وطننا وديننا ولا تخشي الصهاينة ولا التجمعيين ولا اليساريين فالشعوب لا تقهر ومن نصر الله نصره فلا غالب له ولو اجتمع الإنس والجن ومثلهم عدد نجوم السماء ولكم في غزة والشعب الفينزويلي مثالين وضعيّين لقاصري الإيمان لأن من ارتقى إيمانه حقيقة يغنيه الكتاب وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عما سواهما. لن نكرر تفاصيل تنازلات النهضة ولكن نختصر القول و إن اللوم بعد القضاء بدعة والمهم في ما هو آتي: - لا نفرط في المجلس التأسيسي وفي قانون تحصين الثورة وقد نجد أعذارا لقياديي النهضة بما ليس لنا به علم من تهديدات ضدهم وضد أمن تونس بحرب أهلية أو اغتيالات أو يعلم الله الخفايا ولكن نقول لهم لا أمن لتونس دون أبنائها فصارحوا هذا الشعب ليهب للدفاع عن دينه ووطنه وحريته الحقيقية التي يرمي إليها المشروع الإسلامي وليس المشروع اليساري-التجمعي الذي يريد حكاما يوالون الغرب والأدلة بينة على ذلك في وضح النهار ومن ذلك : هل رأيتم تحركا واحدا لهؤلاء ضد الولاياتالمتحدة راعية الكيان الصهيوني ومحتلة العراق ؟ ولن نتحدث عن إفغانستان بمرجعية إسلامية وحتى هذه نسأل اليساريين عنها وهم يرددون يوميا "كلنا مسلمون" ، هم يريدون مسؤولين في كل مفاصل الدولة يسرقون ويرتشون ويزنون بالموظفات ومن تأتينهم طالبة معونة أو عملا، هم يريدون الزواج المثلي وحق الأم العزباء ونشر المجلات الخليعة والمخدرات ...هم يريدون أن تكون تونس نسخة من فلسطينالمحتلة يمارس فيها الصهاينة رذيلتهم المطلقة ويفعل بمن حسن إسلامهم ما يحدث اليوم للسلفيين وقد يكون مصير النهضويين كذلك في عودة لما قبل 14 جانفي ...لذلك أنبه النهضويين وكل مكونات الطيف السني إلى أن الفرصة والوقت مازالا مناسبين وممكنين لتفادي غد يعلم الله وحده مدى فضاعته . - على النهضة أن تصلح من شأنها مع السلفيين خاصة ومع كل مكونات الطيف السني وكفى غباء بين أبناء اليد الواحدة وعجبي من حرص الظالمين ومن تخاذل أصحاب الحق ...عدوكم واحد متوحد فكونوا كيانا واحدا ولا خيار دنيوي لكم وستسألون يوم الحساب عن فرقتكم. - ندعم الأحزاب الإسلامية ونؤسس أخرى وننشر الجمعيات القرآنية وغيرها ونسعى ما وسعنا وقتا وجهدا وإمكانيات مادية للجهاد الدعوي على أرض تونس ، فليس لنا أن نخذل ديننا وشعبنا وفيه الكثيرون ممن لا يفقهون حقيقة ما يجري... - تواصلوا مع التونسيين في كل مكان وعبر الإعلام ولكم ذلك في القنوات التلفزية الجديدة ، فرجاء ونداء للشيخ راشد بأن يسمح للنهضة ببعث قناة خاصة فبارك الله في علمه وفقهه ولكنه يبدو بعيد التحيين عن مجال الإعلام والتواصل فليفسح للشباب أن يعدوا كما قالت الآية الكريمة في معنى القوة ومنها جميع تقنيات الإتصال ، وليع عموم مسيرو النهضة أن العلوم الفقهية والخبرة في الحياة بمختلف محطاتها لا تكفي لحسن ممارسة السياسة في عالم اليوم ولنا تذكير حميد بأبي ذر الغفاري ولا تكفي حُسن النوايا ونظافة اليدين والفرج لمجابهة رذيلة مطلقة تجمعية –يسارية وعدوّ صهيوني وعملائه المدربين على السفسطة والكذب واستغلال التضليل الإعلامي للوصول إلى أهدافهم ورأيتم كيف غيّبكم إعلام بن علي بعد مقتل شكري بلعيد وكيف ساهم بفعالية كبيرة منذ 14 جانفي في الحرب عليكم ...فرجائي أن تنجزوا دورات في التكوين السياسي والإعلامي لكلّ المنتسبين إليكم قادة وقواعد وقد برهنت الأحداث والأيام أنّ سمير ديلو تفرّد منكم قبل أن يصبح وزيرا بالقدرة على مقارعة الأعداء وعليكم أن تّحيّنوا كلّ أمركم وتؤصلوه بالكتاب والسنة ففيهما ما ينير سبيلكم نحو الفلاح في الدّارين وأنتم رعاة مسؤولون عن تونس وعن المشروع الإسلامي فيها وأمّنكم من انتخبكم على قطع دابر التجمّعيين السّياسي وأَمِلَ منكم تطهيرا ونمطا مجتمعيا مسلما دينا وعربيا هوية... فاستقلّوا القطار الأخير، والله وليّ الصّادقين ...