كلّ من حَسُنَ إسلامُهم على يقين بأنّ القادر العظيم بيده ملكوت كلّ شيء وله مرجعيّة الأمور وله كامل الحكمة في تسيير الدّارين وخيّر بن آدم في دنياه ليكون العدل يوم الحساب وقرن سبحانه نصرته لعبده بخلاص نيّة عبده له واجتهاده في سبيله وقال في سورة محمّد" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وفي سورة آل عمران"إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) ولكن لا يبدو أنّ النّهضويّين بعد تسلّم السلطة أصّلوا أمرهم بدينهم وأدركوا الإرتباط الجدلي الوثيق الشرطي بين الصدق مع الله والفلاح في رعايتهم لتونس فرضا إلاهيا وواجبا وضعيا اختارهم من أجله التونسيون ويشِعّ على كلّ العرب والمسلمين: إنّ من اتّقى ربّه خير تقاته يعي بديهة أنّ العلي العزيز هو صاحب الملك فالمتصرف الوحيد في الموجودات وليست الصهيونية العالمية ولا الولاياتالمتحدة ولا التجمعيين ولا اليساريين الفاسدين بفرضية وجود وطنيين نادرين منهم في العالم الإسلامي ، فكلّها منفردة ومجتمعة وإن شكّلت قوى وضعية أرضية فحجمها متناسب طرديا مع تنازلات المسلمين ويتنامى تأثيرها مع تراخيهم عن صدّها لأنهم عدوها الحقيقي المشترك الأوحد بما يُحمّلهم مسؤولية الجهاد ضدها ملاءمة للظروف والمواقع ويفرض عليهم مقاومة الغاصبين منهم في الشيشان وإفغانستان والعراق وفلسطين ومالي والسودان والصومال وكل أرض مسلمة يدخلونها بالسلاح وواجبهم أن يجاهدوا بما عدا ذلك في الأماكن الأخرى وبكل الأوجه الباقية امتثالا لقوله تعالى في سورة الأنفال " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) فعلى المسلمين أن يعملوا بأقصى طاقات الإنتاج البدني والذهني والتربوي والثقافي والزمني والآلي ليكون لهم أفضل اقتصاد يُترجم لقوة عسكرية وسياسية يحمون بها أرضهم وعرضهم ويرهبون أعداءهم وكما لكلّ الدول جيوش وأسلحة وكمن يتدرب على فنّ يدافع به عن نفسه وعن أهله، وعليهم أن يعُوا أمر الله هذا ويبلغوه لغيرهم حتى يحُولوا دون تحريف مرامي الآية الكريمة بل عليهم تبيان أن الغرب الصهيوني وعلى رأسه الكيان الغاصب لفلسطين والولاياتالمتحدة تجاوزت التخويف المقصود في القرآن إلى الإجرام المكشوف في كل أنحاء العالم وصارت وكر الرذيلة والشرّ في هذا العصر... يصارع المسلمون أعداءهم اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا وثقافيا وفي كل جوانب الحياة وكان على مسؤولي النّهضة أن يعوا تماما أنّ دخلوهم المعترك السّياسي بعد 14جانفي يضعهم أمام خيارات: الأوّل أن لا ينخرطوا في انتخابات 23 أكتوبر حتى لا يكونوا ماصّ الصّدمات para-chocs لإجرام النّظام السابق في ارتداد ضدّ الثورة بما احتواه من تجمعيين وفاسدين من اليسار ومن ورائهم الصهيونية وعملاؤها وامتداداتها... الثّاني أن يكتفوا عند الفوز بالتواجد في المجلس التأسيسي دون الدخول في الحكومة وتكون لهم فرصة تطبيق القناعات التّامة للحزب ومراقبة ومحاسبة الوزارات بكل جدية ودون الوقوع في ازدواجية التشريع والتنفيذ مما يفقد النواب الجرأة على النقد الموضوعي العميق وتجنبهم في هذه المرحلة ما يتعرضون له من ضغوطات داخلية وخارجية ويعلم الجميع أن النهضة قدمت تنازلات كبيرة ومخجلة ومخذلة للتونسيين بتخليها عن التنصيص على الشريعة في الدستور وعن إدراج تجريم التطبيع مع الكيان الصّهيوني وتراخيها في تحصين الثورة ... الثّالث أن يستعدوا في حال الفوز ليكونوا عند حسن ظنّ الناخبين وعلى قدر المسؤولية واستغربنا عدم استفادة مركزية القرار النهضوي من التجربة التركية وخبرة حماس في غزة وعدم استجابتهم لإرادة الشعب التونسي في الحزم والتطهير مما أوصلنا وبعد تراكمات المواقف المخذلة والمخزية أحيانا إلى الشك في تواطىء محتمل مع التجمعيين ومع أعداء تونس عموما بما يتنافى منطقيا مع تاريخهم النضالي ... حلُم التونسيون بمشروع إسلامي تدنت النهضة دونه بل لم ترتق حتى مستوى الوطنية واقترفت في حق السلفيين أفضع أخطائها واحتوى سياق حديث بعضهم لفظ " الإرهاب" الذي يفترض أن يستعمله المسلمون ضد الصهاينة والولاياتالمتحدة زعيمة الإجرام في هذا العصر ونسأل وزير الداخلية : لماذا لم نسمع لكم صوتا عن أسلحة أدخلها رجل أعمال وذكّر بذلك قيادي في حركة وفاء مباشرة في قناة تلفزية في تونس؟ لماذا لم تتخذ وزارة العدل إجراء ضد المحامي الذي قال بتوثيق صوتي بصري في اجتماع للجبهة الشعبية بصفاقس " نحن وراء أحداث سليانة" ؟ ألا يفترض التحقيق من طرف وزير داخلية يدعي الإنتماء للطيف السّني في مقتل الزوجة المرضعة في منزلها برصاصات قد يتجاوز عددها السبعة وبظاهر عملية اغتيال لنفس مؤمنة بريئة بغير حق توحي بنية لتصفية السلفيين ؟ لماذا لا يطلق أعوان البوليس والحرس التونسيين الرّصاص إلاّ على السلفيين واقتُحمت مراكزهم وأُحرقت من طرف فئات أخرى ولم يُحركوا ساكنا بل مُنع أحدهم في سليانة بعد قطع أذنه من دخول المستشفى للتداوي فألبس زي الحماية المدنية ؟ أليست خيانة وطنية أن تسمح الحكومة ووزارتي العدل والداخلية للشرطة الفيديرالية الأمريكية الصهيونية بالتحقيق المباشر على أرض تونس؟ يحق لنا أن نستنتج أن كل ما يتعلق بالسلفيين أمر قد يتجاوز حكومتنا وتتصرف فيه مباشرة على أراضينا وكما الحال منذ عقود الولاياتالمتحدة الصهيونية بما ينفي صفة الوطنية عمن هم في السلطة فنقول لهم : أفصحوا أن نظام بن علي مازال قائما بعد هروبه ومازال المتشبثون بإسلامهم مستهدفين للتصفية الجسدية والحضارية والوجودية عموما ...وأن نداء التجمع سيعود بالمجرمين إلى الحكم وأنتم لا تريدون عزلهم سياسيا بل سمحتم لهم بالتجرىء على التونسيين والتهجم عليهم جسديا وإعلاميا وخارج الحدود...نريد أن نفهم لماذا لم تطبقوا القانون على نداء السبسي بعد ما حدث في تطاوين ؟ ثم باعتراف أحد عناصر مكتبه التنفيذي مباشرة في قناة تلفزية تونسيّة بأنّ كلّ مقرّاتهم تحوي السّيوف والمولوتوف؟كيف اعتبرتم " الإتحاد العام اللاتونسي لقطع الأرزاق والأعناق" ضحية وهو الجاني ؟ وهو الذي أعدّ ميليشياته وربما استعان بمأجورين لمهاجمة المواطنين الذين جاؤوا سلميا للمطالبة بتصحيح الوضع بعد أن صارت المنظمة وكرا للتجمعيين والفاسدين من اليسار ، ليس لمحاربة المشروع الإسلامي فقط بل أصبحت خطرا على الأمن العام والسلم في تونس...اعتداء الإتحاد على المتظاهرين موثق صورة وصوتا وشهد صحفي أجنبي بذلك ... ثم تُشكل الحكومة لجنة مشتركة معه وبنيّة لتصفية رابطة لجان حماية الثورة ؟ هل يعقل أن يكون الخصم هو الحكم ؟ ألم يكن من المنصف أن تُشكل اللجنة من أطراف أخرى محايدة أو تضم عناصر من الرابطة ؟ ونسأل: أين نتائج ما سميتموه تحقيقا وقلتم لن يتجاوز شهرا ؟ نعتقد جازمين بوجود إرادة لطمس جريمة الإتحاد ، وستندم النهضة لاعتبارها ذلك حنكة سياسية ... إنّ رابطة حماية الثّورة أوجدها تونسيون وطنيون صادقون حريصون حقيقة على تحقيق أهداف الثورة وأولها التطهير من نظام بن علي وهم يتحركون وبمنتهى السلمية كلما لاحظوا تخاذلا أو انحرافا عن أهداف الثورة وهم يمثلون بعد تراخي النهضة عن دورها، القوة الوحيدة في تونس التي مازالت تقف في وجه مجرمي التجمع ونداء الباجي ولذلك يرى الجميع في وضح النهار أن "داء تونس" ومن والاه من اليساريين الفاسدين ومن إعلام بن علي هم الذين يحاربون الرابطة ويسعون للنيل منها ولو قامت الحكومة وأساسا النهضة بواجبها لما تحركت هذه المنظمة أو غيرها في أي موضوع أنشئت من أجله ، فليفهم الجميع أهداف وجودها وكذلك الجمعيات الأخرى كالتي تحارب التعذيب والتي تساعد على حماية التراث... وكلّها تتدخل عند أخطاء الدّولة أو تقصيرها في مجال نشاطها . منهجيا نقارن بين تونس بدينها الواحد وخلوها من الطوائف وقلة عدد سكانها نسبيا ومصر التي تواجه الكيان الصهيوني في خط النار وبها أديان وطوائف وتعج بعملاء الموساد واليهود وتحتل المرتبة الثانية عالميا في تلقي المساعدات المالية الأمريكية المباشرة ونتابع إجراءات مرسي الوطنية والمستجيبة لإرادة من انتخبوه ومن ذلك إدراج العزل السياسي لحزب مبارك في الدستور المصري ونبصر مسيري حزب النهضة بما يلي : - مهما تنازلتم للعدو التجمعي واليساري والصهيوني فلن يرضى عنكم لقوله سبحانه في سورة البقرة" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) والبيّنة قائمة باستهدافكم بعد كل ما حدث للسلفيين بل بتقديمهم دعاوى باطلة ضدكم وخارجيا وسيعون لتدميركم حزبا وأشخاصا وفكرا ولو اندمجتم مع نداء التجمع. - ما تحاولون إقناع الناس به حول تخاذلكم عن واجباتكم الدينية والوطنية تجاه من انتخبوكم وأمنوكم على مستقبلهم بأنها حكمة سياسية لا ينطلي إلا على غير المتبصرين و المنقوصي الإيمان بالله والذين لا يعتبرون أن غزة قبل الثورات الأخيرة كانت وماتزال الرقعة العربية الوحيدة المستقلة حقيقة وتؤكد أنكم: قد تكونون خائفين من جلادي الأمس بما شكل لديكم عقدة نفسية جماعية . قد تنقصكم الخبرة و كان عليكم في كل الحالات الإستعانة بإخوانكم الصادقين من التونسيين ومن حماس ومن تركيا ومن كل الجهات الحسنة الإسلام... قد تكونون متعامين أو غير قادرين ذهنيا على الإتعاض من وضع غزة الحرة وسط أتون الصهيونية وعمالة نظام مبارك وعن إرادة الشعب الفينزويلي الذي قهر العسكر الذي تآمر مع الولاياتالمتحدة الصهيونية وأعاد شافيز للحكم بعد الإنقلاب ، وبإذن الله فإن إرادة الشعوب لا تقهر وقد قال لكم التونسيون" إكبسوا " نحن معكم... وقد تكون كل سلوكاتكم واعية فخيانة المؤتمن عندها وبئس المصير... إن السياسة والديبلوماسية أن نقول الحقيقة بلباقة وعلينا كمسلمين أن نكون حازمين حتى أقصى أخلاقنا مع عدو يريد تدميرنا دينا وحضارة وذوات وأن نتخذ الإجراءات المناسبة خاصة بعد ثورة توجب أساسا التطهير فلا بناء على رذيلة بورقيبة-بن علي ولكم أن تعوا أنّ من اختاركم طلب منكم القطع مع ما سبق وعزل التجمعيين عن الحياة السياسية وتطهير الإدارة والإعلام والقضاء ومحاسبة القتلة والمجرمين لتهيئة الأرضية السليمة المناسبة للبناء ... ولكم نصيحة أن لا تغتروا بفوزكم في 23 أكتوبر ولا يكفيكم كلامكم عن مرجعيتكم الإسلامية لضمان تكرار الأمر فمن انتخبوكم ليسوا بآليين مبرمجين لموالاتكم بل هم بشر فإن لم تقنعوهم بصدق نواياكم وأفعالكم فالعديد منهم لن يعيد تأمينكم وقد تتسببون في كارثة إسناد أصوات لغير الأحزاب الإسلامية وذلك من وزركم يوم الحساب ، وحتى لو حصلتم المرة القادمة على أعلى النسب فقد لا تكفيكم للتحكم في دواليب الدولة وبعد ما حصل ومازال من المتحالفين معكم في ثلاثية الحكومة ...فلا أمن ليساريين انتهازيين وصوليين يمدون أيديهم لنداء التجمع و غايتهم السلطة ولو على الجثث والأعراض وتآمر اليسار التونسي مع بورقيبة وبن علي تعلمونه جيدا واكتويتم بناره مباشرة... إنّ التجمع واليسار الفاسد وجهان لعملة واحدة صهيونية فرجاء تبصروا الحقيقة وقد تسألون عن موالاتكم للعدو إن وعيتم بذلك وستحاسبون عن رعيتكم في كل الحالات... نختصر لكم القول أن بينكم والشعب التونسي قانون تحصين الثورة والعزل السياسي للتجمعيين وستنتحرون سياسيا لو ساهمتم في حل رابطات الثورة وهي الشرعية الحقيقية الأولى بل صارت الوحيدة في تونس بعد أن دخل المجلس التأسيسي نواب يتقاضون بعد ثورة آلاف الدينارات ومنهم من شارك في الحج وليس له ذلك هذه السنة وأمثالهم في الهيئة التأسيسية المصرية عملوا حتى اثنتي عشر ساعة يوميا ودون مقابل بالنسبة لأغلبهم المتكونين أساسا من قانونيين مختصين وكتبوا بعد ستة أشهر فقط دستورا شهد له الغربيون قبل غيرهم بأنه من الأفضل إنسانيا ...نواب تونسيون منهم من يتغيب لأيام متنقلا لبث الفتن والفوضى والتحريض على إسقاط الحكومة المنتخبة...نواب منهم من قام بإضراب للتأثير على القضاء في ملفات مجرمين ...نواب منهم من ساند عميد كلية منوبة المعتدي على الطالبتين ... نواب منهم الكثيرون خانوا أحزابهم وانخرطوا في نداء التجمع في سابقة انسانية تاريخية...نواب منهم من فاحت سوء رائحة أفعالهم وينطبق عليهم ما ورد في صحيح بن حبان ومسند أحمد وفي سنن بن ماجة عن أبي مسعود أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قال : ((إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النبوّة الأولى: إذا لم تستح فأصنع ماشئت)). ما عانيتموه من بورقيبة- بن علي في ميزان حسناتكم ولكن العبرة وأنتم الآن في السلطة، وسجل لكم التاريخ الوضعي رفضكم المساومات وقبولكم بان يغتال منكم وأن تعذبوا أصنافا وأن تسجنوا وفي حالات انفرادية كثيرة بما يبرئكم اليوم من نيّة الحكم أو المال ولكنكم مطالبون: - بأن تتقوا الله في السلفيين وأصلحوا من شأن الذين منكم يعتقدون أنكم إن بديتم كما تقولون وسطيّين وتختلفون كثيرا مع أتباع السلف الصالح تروقون الغرب وأتباعه في تونس فيرضوا عنكم وتكون لكم بينهم مكانة... تبصروا أنكم مع السلفيين وآخرين مجتمعين تكوّنون الطيف السني...وتذكروا قوله عز وجل في سورة الحجرات " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ..." (29) - بأن تستصدروا في أسرع وقت قانون تحصين الثورة والعزل السياسي للتجمعيين برهانا لأي كان على عدم تواطئكم معهم بعد أن دب الشك في الكثيرين ممن انتخبوكم وأمنوكم على تخليص تونس منهم مجرمي النظام البورقيبي - النوفمبري. - بإيقاف الخونة المعلومين المتآمرين على أمن تونس والذين يحاربونكم ومعكم كل المسلمين بشكل مكشوف. - بأن تحزموا أمركم ضد قتلة شهداء الثورة وتعيدوا التحقيقات كما فعل المصريون حتى تعيدوا الأدلة إلى ملفات الإدانة التي أفرغت من محتوياتها قبل دخولكم الحكومة ... - بتطهير الإعلام من عملاء بن علي المسيطرين عليه وخاصة في الإذاعة والتلفزة وعار أن يدفع الشعب أموالا لمؤسسة تعاديه وتحارب ثورته ودينه وهويته العربية وحاضره ومستقبله وعار على أحد عناصر مكتبكم التنفيذي شكره لمنشط " التاسعة مساء" على برنامجه الذي أذهل الوطنيين خيانة لتونس ووقاحة وتحديا للشرفاء واستبلاها موصوفا لشعب متسامح أكثر مما يجب... - بأن تعيدوا إدراج الفصل الخاص بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو مطلب الشعب التونسي وأنتم مُؤتمنون عليه. - بأن تنظموا لوزرائكم وإطاراتكم المركزية والجهوية والمحلية تكوينا جادا في الإعلام والتواصل فقد صار الخبر سلطة أولى ولا يمكنكم تجاوز ذلك وأنتم تعرفون ما فعله إعلام بن علي بتونس قبل 14جانفي وما واصله بعد ذلك ومازال ضد الثورة والشعب وضدكم ومحاربته للمشروع الإسلامي عموما حدا بلغ بث قناة "فرانس 24" عدوة تونس من مقر "التلفزة اللاتونسية اللاوطنية " لبرنامج تتهجم فيه على الإسلام ... - أن يكون وزراؤكم ومن يمثلوكم في المنابر التلفزية على قدر المسؤولية من حيث الجرأة التامة في قول الحق وفي دحض الأعداء وفي الإفصاح بأن بعد الثورات لا تكون معارضات بل يسعى الجميع للتطهير الجذري العميق تفاديا لرجوع الداء كما يحدث الآن في تونس وفي هذه المرحلة لا يضرب الوطنيون ولا يعتصمون ولا يقطعون الطرقات ولا يغلقون المصانع ...وبينوا للناس أن تعطيل الإقتصاد يمنع بعث المشاريع وإيجاد مواطن العمل وتحقيق برامج التنمية والتي تتطلب سنوات لأن منوالها يبنى على الموجود ثم يتم الإصلاح والتغيير نحو الأفضل بعد ذلك ...قدموا للشعب الحقائق بالإرقام عن المصانع والمعامل والمؤسسات التي أغلقت وتسببت في عشرات آلاف البطالين الجدد ، وعن العدد الحقيقي المخجل للمشاريع التي كان من المتوقع أن تنجز في تونس ووقع تحويلها لدول أخرى فخسرنا عشرات آلاف مواطن الشغل ، وأن المستثمرين لا يغامرون بأموالهم في مناطق الإعتصامات والتكسير والنهب...كونوا على القدر الكافي من الشجاعة ،وبينوا للمواطن أخطاءه ولأعدائكم أفعالهم، فعلى وزرائكم أن يكونوا عند حُسن ظن من انتخبهم في المنابر الإعلامية وبأقصى الحدود الممكنة في إطار الأخلاق الإسلامية ومتى قاطعهم الإعلام كما فعل مع الأخ " لطفي زيتون" تكون حجة ضده لتغييبكم وفي الحالتين تحققون فضحه ومن معه من التجمعيين والفاسدين من اليسار وعملاء الصهيونية عموما. - ببعث قناة إسلامية المشروع ، وطنية العمل، تكون منبر الحقيقة في تونس ، فليس من أخلاق المسلمين الإفتراء، وحتى تنير سبيل التونسيين لما فيه خيرهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة. - بأن تشجعوا إخوانكم في مكونات الطّيف السّني على تكوين أحزاب تساندكم وتشكّلون معها تحالفات كما يفعل أعداؤكم ، ولْيَعِ السُّنيون كلهم واجب ذلك ، ولتُنشر الجمعيات الإسلامية قرآنية وغيرها في كل مكان كجزء من جهاد دعوي يومي متواصل مناسب لأرض تونس ، يسعى ليَحْسُنَ إسلامُ أهلها فتَيْسُرَ إقامةُ دولةُ الخلافة بإذن صاحب الملك وهو سبحانه وتعالى وليّ الصّادقين.