تونس:أعلن وزير الداخلية، علي العريض، في ندوة صحفية عقدها ،الثلاثاء بمقر الوزارة بالعاصمة، أنه تم التعرف على المنفذ المباشر لعملية اغتيال السياسي والقيادي في الجبهة الشعبية، شكري بلعيد، موضحا أن المتهم "محل ملاحقة أمنية حاليا". وأكد العريض أنه تم إيقاف أربعة مشتبه بهم اعترف احدهم بأنه قام بعملية نقل الفاعل الأصلي إلى مسرح الجريمة، نافيا وجود أي دليل على تورط طرف أجنبي في هذه القضية. وأضاف أن المنفذين "ينتمون إلى تيار ديني متشدد"، و"هم تونسيون من داخل الجمهورية التونسية"، نافيا أن تكون هناك جهة أجنبية وراء عملية الاغتيال. وقال في ذات الصدد إن "التصريحات التي أفادت بوجود جزائريين وراء العملية ليست في موقعها، ولايوجد مؤشر في هذا الاتجاه في حدود ماوصلت إليه التحريات". وبين وزير الداخلية أن مرتكبي الجريمة الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و34 سنة قاموا برصد مسرح الجريمة بانتظام خلال الأيام التي سبقت عملية الاغتيال، وقد تعلقت بأحدهم، على حد قوله، سوابق عدلية في قضية "انخراط في عصابة قصد الاعتداء على الأشخاص والممتلكات في عديد الأحداث بعد ثورة 14 جانفي"، مؤكدا أن التحقيق مازال مستمرا من أجل الكشف على كل تفاصيل القضية. وأضاف علي العريض قوله "لا يمكننا أن ندلي بتفاصيل أكثر تمس بسرية التحقيق، وقد وقع التنسيق مسبقا مع قاضي التحقيق من أجل الإدلاء بهذه المعلومات"، مبينا أنه تم تسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية للوصول إلى الجناة، مثلما تمت الاستعانة بالوسائل التقنية والمخبرية من دول شقيقة وصديقة. وأوضح أن الكشف عن ملابسات القضية يمثل حافزا لقوات الأمن الداخلي حتى تواصل دورها "بكل شجاعة في مقاومة الإرهاب وحماية الممتلكات الخاصة والعامة"، مبينا أن الوصول إلى الجناة يعزز ثقة المواطنين في القضاء التونسي وفي حياد المؤسسة الأمنية، كما أنه يعتبر بمثابة "الرد على سائر الحملات التي تستهدف وزارة الداخلية والجهاز الأمني". وبخصوص كميات الأسلحة التي تم ضبطها قال الوزير "إن من قام بتجميع هذه الأسلحة كان هدفه إما تنفيذ عمليات عنف وتفجير في تونس، أو تمريرها إلى جهات أخرى"، مؤكدا في نفس السياق أن القوات الأمنية تداهم، بعد إذن قضائي كل الأماكن التي يشتبه فيها وجود سلاح. وقال العريض إن "وزارة الداخلية ستواصل التصدي لمخاطر العنف والإرهاب والعمل على حماية المواطنين"، مشددا على أن "هيبة الدولة العادلة فوق كل الأحزاب والمنظمات". ودعا في هذا السياق كل الأحزاب والمنظمات وفرقاء المشهد السياسي إلى "التوحد من أجل القضاء على ما يهدد البلاد داخليا و خارجيا".