تتواصل في أحد النزل بمنطقة قمرت شمال العاصمة أشغال الدورة العاديّة لمجلس شورى حركة النهضة وسط تكتم عمّا يدور من نقاشات وربما خلافات حول أبرز الملفات المطروحة للنقاش. تونس:وتوزعت أشغال هذه الدورة بحسب ما ذكره نجيب الغربي المكلّف بالإعلام على اربع لجان عملت كل لجنة منها على محور من محاور خطة عمل الحركة خلال المرحلة القادمة. هذه المحاور دارت حول مدى استعداد الحركة للمعركة الانتخابيّة القادمة ومرشح الحركة لسباق الرئاسة والتحالفات الانتخابيّة الممكنة لتعبيد طريق الفوز من جديد والنقاط الخلافيّة في الدستور. الخلاف حول الدستور تواجه النهضة تهمة أخونة الدستور التونسي الجديد بحسب خصومها السياسيين. ويعيب هؤلاء على الحركة تمسّكها بالنظام البرلماني وإن قبلت بالنظام الرئاسي المعدّل. وحجّة هذا الموقف أنّ النهضة تعارض منح مزيد من الصلاحيات لرئيس الجمهوريّة وذلك في إطار الحوار بين الاحزاب الذي يجري في قصر الضيافة بقرطاج منذ 15 أفريل الماضي وبالتالي إفشال توازن الصلاحيات بين رأسي السلطة التنفيذيّة. كما يعيب هؤلاء على الحركة تقييد الحريات وأبرزها محاولة تقييد حرية التعبير عبر فصول ملغّمة في الدستور. ويحمّل خصوم الحركة وخصوم الأغلبيّة عموما مقرر عام الدستور حبيب خذر ومصطفى بن جعفر رئيس هيئة التنسيق والصياغة مسؤوليّة تحريف عمل اللجان وتعديل الفصول بشكل يخدم مصلحة أخونة الدستور. التحالفات الانتخابيّة بعد أكثر من سنة على قيادتها للائتلاف الثلاثي الحاكم وبعد متغيّرات كثيرة منها تشكّل تحالفات سياسيّة جديدة في الساحة من شأنها تهديدها في المعركة الانتخابيّة القادمة سيكون على النهضة مراجعة تحالفاتها الانتخابيّة حتّى لا تجتاز بوّابة الانتخابات وهي معزولة سياسيّا لتواجه تكتّلات. ويبدو أن النهضة صارت على قناعة اليوم بأن حليفيها في الحكم لن يكونا على خارطة تحالفاتها مستقبلا فالحزبان فقدا شعبيتهما بشكل بارز. والسؤال الذي يطرح اليوم يدور حول خارطة التحالفات الجديدة التي ستشكّلها الحركة للدخول في معركة الانتخابات. وأقرب السيناريوهات المحتملة هو عمل الحركة على إحياء هيئة 18 أكتوبر التي جمعت الاسلاميين عام 2005 باليساريين وكان قائد هذا التحالف مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي الرئيس الحالي للهيئة السياسية للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي. كما قد تقترب النهضة من الجناح الدستوري ما بعد المصافحة المثيرة للجدل صباح امس بين راشد الغنوشي والباجي قايد السبسي وجلوس مرجان على يمين الغنوشي في مؤتمر الحوار الوطني حول الاقتصاد المنتظم صباح امس في مقر منظمة الاعراف. وبحثا عن هذه الخارطة الجديدة قد تستنجد النهضة بمنصب رئيس الجمهورية لكسب حلفاء جدد. كما قد يتّفق المجتمعون في منطقة قمرت على خوض الرئاسيّة باسم من ابناء الحركة إذا ما توفّر المناخ الملائم الذي يضمن للنهضة المرور نحو تنظيم الانتخابات مع ضمان أريحيّة الفوز. أسماء سحبون الشروق 12 ماي 2013