القصرين بين الأخذ الغائب و العطاء المستمر و بين النسيان المتعمد و تذكرها لقضاء المصالح القصرين بين الرجولة و الشهامة و الشجاعة و بين التمني و السكوت و الصبر و الترقب القصرين موجودة في صفحات قلوب أبنائها و غائبة غياب كلي في عقول حكامها منذ زمن طويل و القصرين تنهب و لا تعوض القصرين البطلة أصبحت توصف بالإرهاب من أناس هي من حررت وجودهم من براثن المستبدين و هي من كسرت القيود من معاصمهم و هي من رفعت راية الكرامة فوق كل البيوت و رفعت عنهم المظالم و تحدت الدكتاتور أخلعته من كرسيه الذهبي و فر هاربا غبيا مشؤوما مدحورا مقهورا مطرودا. القصرين رفعت راية تونس عالية والقصرين تتبني الدفاع عن الوطن و حارسة له من المتكبرين المتجبرين و المتغطرسين ، فراجعوا تاريخها المكتوب بدماء أبنائها يا من تعمدتم نسيانه و تركتم صفحاته في أروقة قصر قرطاج يغطيها الغبار و تعشش من يبن كتبه الفئران . راجعوا التاريخ يا أهل الجحود و ناكرين الجميل و ناسين المعروف ستضل القصرين قلعة النضال و منجبة الأبطال و مقدمة الشهداء و ها هو الشهيد مختار للمباركي الوكيل الأول بالجيش الوطني يسقط علي قمة الشعانبي بسبع رصاصات من مرافقيه رحمه الله ( رحمة واسعة و أرزق أهله و ذويه و أحبته الصبر و السلوان والقصرين كاملة تنعيه و تشيعه إلي مثواه الأخير و أمام باب الرحمان تودعه تحتسبه شهيد الوطن و شهيد الحرية و الكرامة و شهيد الحق و كالذين سبقوه من قبل و لكي تحيي تونس و تحيي الخضراء و علمها يرفرف في السماء أحمر بدم شهدائنا و أبيض ناصع كقلوبنا التي لا تحقد ولا تبخل و لا تكل من العطاء المستمر و بلا نكد ولا من و لا بيعه للشراء. ليس للقصرين نصيبا إلا في المظالم و الفقر و الغبن و الكبت و تزويد الوطن بالأبطال و الشهداء "ونحن في القصرين نأخذ نصيبنا إلّا من الموت... فهل الموت لم يعد يعرف غير الفقراء" فمرحبا الشهادة و لسنا في حاجة أن تشهدوا بها لنا. لو كان شهيد الوطن مختار للمباركي الوكيل الأول بالجيش من جهة من جهات المطلة علي البحر لتسارعت لحضور تشييع الجنازة الوفود السياسية و الوطنية و التأسيسية و الحكومية و لسمعنا الخطب الرنانة و لشاهدن دموع التماسيح من عيون أصحاب الردة و الفجور السياسي . كم سقط من شهيد في القصرين و شيع جثمانه من طرف العائلة و الأهل و الأحبة و في غيابا شنيع للسلطة الجهوية و المحلية الويل لكم يا الحكومة ما زلتم تميزون بين أبناء الوطن الواحد حتي في الشهادة الويل لك يا الرئيس البلاد و الشهيد هو من هو من أجلسك علي كرسي الطاغية الهارب فويحك من هذا الكرسي الويل لك يا رئيس الحكومة أنت الأخ الذي كنا نأمل منه الوفاء و ها أنت تكن لنا العداء الويل لكم يا رؤساء أحزاب السياسة و الزندقة و الفسوق و التكبر و الرياء الويل لكم يا شخصيات مدنية و وطنية و ما أنتم ألا دماء تحرككم الأيدي الخفية الويل لشخصيات القصرين الأبهة إنهم فراعنة متجبرين و في العبث ساهرين لا تهمهم مصلحة القصرين إلا علي جيوبهم محافظين تبا لكم ستبقي القصرين شوكة في حلق الأعداء شامخة قلعة الأبطال و ساحة النضال و مدينة الصمود و رمز الحرية و حصنا للخضراء و منجبة للشهداء قعيد محمدي