الاخوان يطرقون الباب العريض للتاريخ ...تاريخ الحرية والاستماتة في النّضال من اجلها ...تاريخ الديمقراطية والتّأسيسُ لها ...تاريخ الشرعية الدستورية وضرورة الانصياع لها ....تاريخ مشروع الاسلام البديل عن التّخبّط السّياسي العربي ...تاريخ العرب والمسلمين الذي بدأت معالمه تَتَبلْور في هذه السّنوات الخصْبة ...تاريخ نبْذ الفوضى والاستهتار بارادة الشعوب ...انها اللحظة التي لا تتكرر كثيرا في تاريخ الشعوب ...وللاخوان اليوم شرف اعتلاء هذا المقام بعد نضالات خاضوها... وبعد استبداد ارهقهم...وبعد سجون نطقت حيطانها بصمودهم ....وبعد اكتواء بنار الظلم والقهر ...وبعد حكايات في تحمل اصناف التعذيب لو لم تكن حقيقة لحسبناها خيالا ...وبعد ثبات رجال ونساء كانهم الجبال الشامخة...تعاطفت معهم فيه صخور الارض وتجاوبت معهم ابواب السماء ... الانقلاب مصاب جلل في حياة الشعب المصري لكن ما يمكن تحقيقه من وراء هذه المؤامرة الدّنيئَة التي اُحْبكت بأيَاد قذرة لاطراف مُتَخَلّفة ورجعية من دول الخليج بتواطؤ مع الصهيونية العالمية ...ما يمكن تحقيقه اكبر من مكسب اعتلاء كرسي السلطة... ما يمكن تحقيقه هو الاجهاز نهائيا على كل قوى الاستبداد عسكرية كانت او فوضوية او بلطجية ...انه شرف تطهير الارض من قوى الردّة والمغالطة والفساد ...فعزل الدكتور محمد مرسي بهذا المنظور اصبح نعمة من الله لا نقمة... واصبح لحظة تمكين بدل ان يكون لحظة اجتثاث ..."وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم " ...انها اللحظة التاريخية التي سيكون لها ما بعدها في كل ارجاء الكون والتي تستوجب الثبات والشهادة ...."وما النصر الا صبر ساعة " المنجي السعيدي 07..07..2013