إلى شيخ الأزهر ، وبابا الأقباط ، و رئيس مصر المؤقت، وحركة تمرد، وجبهة الإنقاذ، وحركة 6 ابريل، و إلى القوات المسلحة المصرية، وإلى مجلس القضاء الأعلى، وإلى نادي قضاة مصر، وإلى كل العلمانيين ودعاة المجتمع المدني في مصر، وإلى كل المشتغلين بالسياسة في الساحة المصرية لاسيما المعلقين والمحللين السياسيين ، وإلى كل الممسكين بناصية الإعلام في مصر العربية. أكتب إليكم من سورية وأزعم أنني أكتب بحياد وموضوعية ، ولست أدري إن كنت سأجد آذاناً صاغية أو قبولاً لكلامي ، وأشد ما أخشاه أن تكون شعاراتكم التي ترفعونها منادين بحرية الرأي والفكر والتعبير والكلام شعارات فارغة للتسويق الإعلامي ،وأن تكونوا ممن يضيقون ذرعاً بأن يرى أحد غير رأيهم ، أو يسمعوا صوت نقد أو جرح ، ومع ذلك سأكتب وسأنشر ما أكتبه مرات ومرات وبإمكان المشرفين على صفحاتكم أن يمنعوا منشوراتي من الظهور ، وبإمكانكم أن تردوا علي بكلام غير مهذب ، لكنني سأصر على خطابي لكم ، سواء لانت قناتكم وقبلت نفوسكم نداء نصحي أو أعرضتم عن كلامي ، يكفيني شرف محاولة أن أنصح أمتي وبني جلدتي ، ومعذرة إلى ربكم ولعلكم تتفكرون. أولاً- هذا العمل الذي قامت به حركة تمرد من جمع توقيعات لعزل الرئيس عمل غير دستوري ، وغير منصوص عليه لا في الدساتير المصرية ولا العالمية ، واسألوا المحكمة الدستورية العليا عن ذلك، واسألوا كل أساتذة الدستور في العالم. ثانياً- هذا العمل الذي قامت به حركة تمرد من جمع توقيعات لعزل الرئيس عمل غير محايد ، في الانتخابات يقوم بحصر الأصوات لجان قضائية متخصصة أما هنا فالخصم هو الحكم ، فأين النزاهة؟! ثالثاً - قد تقولون هذه الملايين قد خرجت يوم الثلاثين من يونيو ، فيقال لكم هذه الملايين قد خرجت أيضاً مؤيدة بعد الثلاثين من يونيو . فمن الصادق من الفريقين؟ لا تحقق من صحة القولين إلا بالانتخابات النزيهة الشفافة التي مارستموها بعد مبارك. إنكم تسنون سنة سيئة جداً وتمنعون الديمقراطية من أن تسير بشكل صحيح . أو كلما استاء جمهور من رئيس نزعوه وتظاهروا ضده . أنتم أحوج الناس إلى دوران عجلة الديمقراطية واستقرار التداول السلمي للسلطة . ولئن استقرت مصر لتقودن العالم العربي والإسلامي . لاحظوا أن تركية إلى الآن لا يقبل انضمامها للاتحاد الأوربي بسبب شبهات حول سلوكها الديمقراطي وحقوق الإنسان. أمريكا والغرب يحترمون أي دولة تتمسك بالديمقراطية حتى ولو كانت عنصرية مثل إسرائيل. أليس كذلك؟ رابعاً – ما حدث هو انقضاض على الشرعية ، هو هدم لمجد أنتم صنعتموه ، وكان الأجدر بكم أن ترعوا تلك النبتة وتسقوها بما التعاون والتعاضد ، ولو كان الإخوان المسلمون في الحكم ، أوليس الإخوان المسلمون زرع مصر أم هم فصيل مستورد من هونولولو ، لا تربطهم بمصر صلة. خامساً- لعلكم بهذا العمل تدفعون جزءا لا بأس به من طاقات المجتمع المصري إلى التطرف والإرهاب والتشدد ، أنسيتم أن الإخوان المسلمين قد نبذوا العنف منذ 1994 ، واعتمدوا الانخراط في العمل السياسي والقبول بالتعايش المدني ؟ أنسيتم أن الإخوان المسلمين هم أكثر الجماعات الإسلامية ليناً واعتدالاً . هل لكم أن تتخيلوا الآن مشاعر فئة واسعة من شباب مصر ورجالها يخاطبون أنفسهم قلتم لنا انبذوا العنف ، استجبنا ونبذنا العنف ، تعالوا إلى الاعتدال استجبنا وسرنا إلى الاعتدال ، تعالوا إلى صناديق الاقتراع والديمقراطية ، جئنا للديمقراطية ، وعندما فزنا بالانتخابات انقلبتم علينا فكيف سنصدقكم يا علمانيون ويا دعاة المجتمع المدني بعد اليوم؟!!!!!! سادساً- إن لم تتراجعوا عن خطوتكم بعزل الرئيس وتنسحبوا منها ، فلا تلوموا أحداً من المتشددين إن مارس العنف والإرهاب ، فأنتم من اضطررتموه لذلك ، وكنتم في غنى عن ذلك. هل يمكن لأحد بعد ما فعلتموه أن يحاور أو يقنع متطرفاً أو إرهابياً بإلقاء السلاح والانخراط في العمل السياسي الواضح ؟!!!!! أيمكن؟ سابعاً - قد يقول العلمانيون ودعاة المجتمع المدني إن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان قد أخطؤوا أو أخونوا الدولة أو ............. هل سيخلدون في الحكم ؟ بعد ثلاث سنوات سيتقدمون للانتخابات وسيرفضهم الناس بشكل طبيعي . في التأني السلامة ، اصبروا ، بلد مملوء بالمشاكل والتحديات والعقبات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية......... ليس في مصر كلها من يستطيع أن يخلصها من ذلك في عشر سنين – فيما أظن- وإذا كان في الإخوان المسلمين سذاجة فإنما أظنها بهم لأنهم قبلوا الرئاسة وقبول تسلم زمام الأمور والبلد على هذا الوضع ، وكان خيراً لهم أن يشتركوا في ائتلاف حكومي على أن يكون لهم الباع الكبير فيه. ألم يكلف الرئيس المؤقت السيد " حازم الببلاوي " برئاسة الحكومة ، ولا ألف "حازم ببلاوي" يستطيع أن ينهض بمصر ما لم تقفوا جميعاً يداً واحدة مسلمين وعلمانيين . ثامناً- يقال والعهدة على الراوي إنكم يا علمانيو مصر ودعاة المجتمع المدني قد تآمرتم على نجاح الإخوان ، ووضعتم العصي في العجلات ، ولعبتم في الخفاء على فشل الدكتور مرسي والإخوان سواء مع الجيش والشرطة والإعلام وقطاع الخدمات من خبز ومحروقات وكهرباء ونحو ذلك ، فإن صح ذلك فتلك جريمة كبرى . أحقاً فعلتم؟ تاسعاً – يا علمانيو مصر ودعاة المجتمع المدني : هناك خطاب متشنج منكم ومن الإخوان المسلمين ، وهناك " شخصنة " واضحة جداً. وأكثركم وطنية وحكمة من الفريقين من يلين بيد الآخر، لماذا لا تتوقفوا- كلاكما- عن لغة السب والتقريع ، واحصروا خلافكم في بيان الأخطاء لا في الهجوم على بيان الأخطاء لا في الهجوم على الأشخاص. عاشراً - يا علمانيو مصر ودعاة المجتمع المدني : أأنتم حقاً دعاة حرية الرأي والتعبير والكلام ؟! فلماذا هذا الانقضاض القاسي على المحطات الإسلامية؟! أحقاً أن أحد مديري الصحف المصرية طالب بطرد صحفيي الجزيرة من مؤتمر صحفي وتناغم بقية الصحفيين معه ، ولم يستطع القائمون على المؤتمر أن يمنعوا ذلك الاستبداد ؟! أهناك استبداد وكم للأفواه ، ومحاربة للرأي الآخر في رجال صحافة العلمانيين؟! حادي عشر - يا علمانيو مصر ودعاة المجتمع المدني : لماذا هذه المطاردات لقيادات جماعة الإخوان المسلمين ؟! كيف تدعونهم إلى مصالحة وطنية وأنتم تطاردونهم ؟! أحقاً تريدون تمزيق الجماعة وجعلها صقوراً وحمائم ؟! كهولاً وشباباً ؟! يا علمانيو مصر ودعاة المجتمع المدني خير لكم أن تقابلوا خصماً قوياً من أن تفرقوا صفه لتسودوا المجتمع ، خير لكم أن تتفاعلوا وتتساندوا وتؤلفوا مع الإخوان المسلمين نسيجاً متناغماً بدل أسلوب سحق الطرف الآخر وإفنائه. لا تنسوا أن الإخوان المسلمين هم أكثر فصائل التيار الإسلامي ليناً وتعايشاً ، ولعله لا يخفى عليكم أن بعض فصائل التيار الإسلامي يصفون الإخوان المسلمين بالكفر لتساهلهم. أخيراً- اسمحوا لي أن أدعوكم إلى مبدأين عظيمين، و هامة جداً : تعاونوا مع كل الأطياف السياسية المصرية تفلحوا وتفوزوا . لا تجعلوا علاقتكم مع بقية الأطياف السياسية إما أنا أو أنت ، بل أنا وأنت معاً ، والكل يكسب، ومصر للجميع. اصبروا على بعضكم تفوزوا وتفلحوا ، لا يوجد نهضة اقتصادية ولا اجتماعية ولا سياسية ولا ثقافية في يوم وليلة ،إنما هي خطوات طويلة وزمن ممدود وكلما تعاونتم أكثر وألقيتم جانباً الاختلافات السياسية وصلتم إلى ما تأملون بصورة أسرع. أدعوكم أن تصححوا هذه الحالة الفوضوية التي آلت إليها مصر وأدعوكم إلى خطوة جرئية جداً وأرجوا أن لا تتأبوا عليها وألا تمنعكم كبرياؤكم من الاستجابة لها، ولا أدري إن كان الإخوان المسلمون يوافقون عليها أدعوكم إلى حل وسط فليعد الدكتور مرسي إلى كرسي الرئاسة لاسيما أنه وصل بانتخابات عظيمة ، وهو الرئيس الشرعي ، وليطبق هو خارطة الطريق التي عرضها المجلس العسكري. بالتسلسل المقترح دستور- انتخابات برلمانية ( ملاحظة : أقترح الاكتفاء بمجلس للشعب ولا داعي لمجلس الشورى توفيراً للمال العام وتضييقاً للمناقشات ). - ميثاق إعلام- انتخابات رئاسية .