يا قادة الحزب الوطني الحاكم في مصر العروبة والإسلام الناصرة:في رسالة له للسفير المصري في تل أبيب، حمل رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغير على الموقف المصري من المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال منذ أكثر من عشرة أيام، والتي راح ضحيتها حتى الآن ما يزيد على 600 شهيدا أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، والثلاثة آلاف جريح أغلب جراحهم مميتة بسبب الأسلحة المحرمة دوليا التي يستعملها جيش الاحتلال، إضافة إلى الدمار الشامل الذي لم يترك شيئا في غزة إلا ودكه على رؤوس أصحابه، مدارس ومساجد ومؤسسات مدنية ومستشفيات وبنى تحتية وأبنية سكنية وغيرها. وقال الشيخ في الرسالة: ترددت كثيرا في الكتابة إلى سعادتكم كسفير لمصر في إسرائيل، طمعا في رؤية موقف مصري أكثر حزما في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة والذي تتابعون نتائجه المأساوية ككل عربي ومسلم وحر في هذا العالم، إلا أن إصرار الموقف المصري منذ بداية الحرب على غزة على تحدي مشاعر العرب والمسلمين وأحرار العالم من خلال خطاب معاد للفلسطينيين في غزة، وممارسة سياسة لا تليق بمكانة مصر العروبة، اغلاق معبر رفح، ومنع إدخال المعونات إلى غزة إلا (بالقطارة) وقمع الأصوات المصرية الحرة المنادية بموقف مصري أكثر جدية وحزما، والدبلوماسية المتعلقة بخطاب الرئيس المصري الأخير والذي جاء مخيبا للآمال إلى أبعد الحدود، والذي كنا نتمنى أن يكون بنفس قوة الموقف التركي الأصيل وغير المهادن والمنحاز إلى الضحية الفلسطينية، والمُدِين للجلاد الإسرائيلي بكل وضوح وشفافية، والحامل للهم الفلسطيني ولمطالب حركة حماس العادلة في وقف الحرب الوحشية ورفع الحصار وفتح المعابر ومن ثم الشروع في مسألة المصالحة الوطنية، دفعني ذلك كله لكتابة هذه الكلمات المعبرة عن رأي كل جماهيرنا العربية في الداخل، وأحسبها تعبر عن أحاسيس مليار ونصف المليار مسلم في العالم، وذلك من خلال الحرص على مكانة مصر واحترام مصر وموقع مصر، والذي مع الأسف أصابته جراح عميقة، هي أعمق وأشد خطورة من الجراح المميتة التي تسببها حتى هذه اللحظة مئات الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية على غزة. وأضافت الرسالة: نعم، لقد ساءتنا كثيرا تصريحات سيادة الرئيس المصري وخطاباته وتصريحاته الصحافية والتي جاءت دون المستوى الذي يشرف مصر، والتي وَضَعَتْ رضينا أم أبينا أرض الكنانة في خندق واحد مع إسرائيل وأمريكا، رغم المحاولات المصرية للتخفيف من هذا الانطباع دون جدوى، كما ساءتنا كثيرا تصريحات وزير الخارجية المصري التي تفوقت على تصريحات المتحدثين في البيت الأبيض وتل أبيب تَحامُلاً على حماس والقيادة الفلسطينية في غزة، في وقت يعيش فيه مليون ونصف المليون فلسطيني تحت النار الإسرائيلية الحارقة، نعم ساءنا كثيرا أيضا موقف مجلس الشورى المصري الذي حمَّل إسرائيل وحماس أمس الأول مسؤولية ما يحدث في غزة، ومطالبة رئيس المجلس، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، صفوت الشريف القادة 'الذين ورطوا قادة الفصائل في غزة أن يتحملوا مسؤوليتهم وما جنته أيديهم'، قائلا 'إن مصر لن تدفع ثمن أخطاء الآخرين'. كما حمَّل المجلس الذي يهيمن عليه الحزب الحاكم في مصر - كما تعرف سعادتكم - كلا من إسرائيل وحماس المسؤولية عما يحدث في قطاع غزة، قائلا 'إن حماس انساقت وراء أهداف خارجية ولم تقدم للقضية الفلسطينية شيئا، ناهيك عن عدم استجابة حماس لما بذلته مصر خلال الشهور الماضية من جهود لاستمرار التهدئة وتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني'. أهذا هو الموقف الذي تنتظره الأمة من مصر في هذه الظروف حالكة السواد؟ طبعا لا، وهذا ما أظنك توافقني عليه.