على ضوء الشروع في التحقيق إثر رفع شعار "ديقاج" في وجه رؤساء تونس الثلاثة إلى الأمام يا رئيس الحكومة؛ وأنت ياوزير الداخلية؛ ولتكدوا وتجدوا في التسريع بعملية الكنس والتطهير وبإعطائهما؛ هذه المرة؛ دفعة أقوى وأكثر جرأة تقطع تماما مع "الأيادي المرتعشة"التي طالما وقع إتهام حكومات الترويكا بها؛ وذلك كتعبير عن عجز حكامنا وترددهم في مواجهة القوى المضادة للثورة وللشرعية بكل حزم وقوة لا خيار أمام التوانسة اليوم سوى الكنس؛ كلام رددته منذ أشهر وما زلت: الكنس الكنس؛ ولا شيء غير الكنس ولا تنسوا أيها التوانسة الكرام أن سنة 2013 سنه أولى كنس وتطهير وتعقب سدنة الشر وأزلام المخلوع زنقة زنقة ودار دار وتركينة تركينة [أعني زاوية زاوية لغير الناطقين باللهجة التونسية ]وربي يسدد خطاكم ويشدد على أيديكم ويسدد رميكم يا أحرار تونس الأشاوس ولقد أصبح مفضوحا اليوم أن منظومة القوى المضادة للثورة في تونس؛ والتي يعتبر مايسمى "بالإتحاد الوطني لنقابات الأمن" آخر حلقاتها وأخطر تمظهراتها؛ تريد العودة بنا إلى الوراء؛ وإعاده إنتاج العهد البائد وممارساته بعد ما حرمتهم الثورة من التصرف في البلد كعزبة خاصة وملك مشاع؛ فلا بد إذا من أن يكون الشعب والإعلام الحر والحكومة لهم بالمرصاد لتستمر حملة الكنس والتطهير بل ليقع إعطاؤها الزخم الأقوى هذه المرة. وبما أن موضوع الكنس هذا يستلزم تظامن كل الجهود المخلصة للثورة وتظافرها فإني أكرر دعوتي الرمزية بأن يحافظ الجميع على مكنسته في يده ولا يفرط فيها ولا بد لسوق بيع المكانس في بلدي أن تزدهر وتجد الرواج إذا أراد الجميع الحفاظ على تونس نظيفة وحرة. تونس محتاجة إلى كثير من معامل إنتاج المكنسات لأن فيه شغل كنس كبير قمنا بجزء يسير منه لكن الجزء الأكبر ما زال ينتظرنا. فالزبلة [حاشى الجميع]في كثير من الأماكن؛ ورائحتها فاحت وعلى التونسيين الأحرار البدء بالعمل حتى لا تكثر البكتيريا ويصعب الحل فيما بعد.... سحقا سحقا لأزلام العهد البائد أينما كانوا وكائنا من كانوا؛ وليكن ما تبقى من سنة 2013 مرحلة أولى كنس وتطهير نهائي وفاعل نضمن به الخروج الآمن من الفترة الإنتقالية التي لولا الحالمين بتوقف الزمن والعاملين بإستماتة من أجل العودة به إلى الوراء؛ لكانت تونس قطعت أشواطا كبيرة إلى الأمام ولحققت نهاية نجاح أول ثورة في تاريخ العرب أسست لبداية تغييرات جذرية في التوازنات الإقليمية ولم الدولية ولو بعد حين.... عبد الرحمان الحامدي