لا يختلف إثتنان على أن حركة النهضة من خلالها أداءها السياسي في الفترة الأخيرة كان باهتا إن لم نقل فاشلا الى درجة خروج بعض الرموز و القواعد على نهج القادة الذين اعتبروه انبطاحا و تسليما مجانيا للثورة التونسية و الأمانة لأيادي غير أمينة . ولكن و للحقيقة نقول و صفحات التاريخ تشهد أن قيادة حركة النهضة استفاقت من غفلتها و عادت لرشدها و ان كانت العودة متأخرة حينما نادى الكثير من قيادي النهضة و قواعدها بمحاسبة القيادة العليا و مساءلتها عن أداءها الهزيل و المخجل بل تجاوز الحد الى مطالبة البعض بسحب الثقة من قيادة الحركة لما وقعت على وثيقة الحوار الوطني و كان توقيعها على الوثيقة شبيه بالتوقيع على شهادة الوفاة لحزبها و لمشروعها و لكن الله أراد شيئا غير ذلك ....و ان قد أجمع السياسيون أن حركة النهضة يحركها عامل الخوف و ليس قوة الارادة .... و ليس هذا الحديث بالهراء إنما كان مسنودا بادلة و شواهد لا تقبل التأويل و لتذكير القارئ الكريم عليه ان يسترجع الذاكرة للوراء قليلا و يتذكر السقطة الاولى لحركة النهضة عقب اغتيال شكري بلعيد ثم السقطة الثانية اثر اغتيال البراهمي و هكذا دواليك اصبح يقينا لدى المعارضة ان حركة النهضة لا تفهم إلا بالصدمات و بالفعل نجحت المعارضة في سياستها الماكرة و تبعتها بعد ذلك بعمليات ارهابية متتالية و التهضة بدورها أوتوماتيكيا تقدم التنازل تلو العملية الارهابية ....... و لكن العاقلين من رجال حركة النهضة فهموا عقدة الضغف لدى القيادة و استعملوا نفس السلاح الذي اكتوى به مسؤولي النهضة فصاح البعض في وجه القيادة : استقيموا كما أمرتم و الا استقيلوا ....و البعض الاخر طالب بالمحاسبة و البعض الثاني قالها علنا ان الحوار الوطني لا يمثلني و الطرف الأخير طالب صراحة بسحب الثقة من القيادة ان لم تستقم في أداءها السياسي على العموم قيادة حركة النهضة بين تهديدين و كل منهما جنى ثماره و لو الى حين و مصير حركة النهضة على المحك فكيفية أداءها و ادارتها للحوار سيحدد مصيرها ..إما يرتفع رصيدها في سوق السياسة و تكسب الجولة القادمة او ترفع الشارة البيضاء و تخسر الذي امامها و ورائها مصير الحركة مرهون بطريقة إدارتها للحوار و مدى شيطنتها و نحسب انها نزعت عن كتفها قميص المثالية و الطيبة حمادي الغربي