قصفت "إسرائيل" جنوب لبنان بعد وقت قصير من سقوط ثلاثة صواريخ استهدفت مستوطنة كريات شمونة في منطقة الجليل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق هذه الصواريخ لكن الأمن "الإسرائيلي" يرى أن أحد التنظيمات الفلسطينية هو الذي يطلق صواريخ الكاتيوشا على خلفية العملية العسكرية "الإسرائيلية" الواسعة في قطاع غزة. وقالت مراسلة الجزيرة في رام الله شيرين أبو عاقلة إن التقارير الأولية أشارت إلى سقوط صاروخي كاتيوشا شمال "إسرائيل" في الساعة الثامنة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي وأضافت أنه لم يُذكر وقوع إصابات حتى الآن. وأوضحت المراسلة أن حالة من التأهب تسود في "إسرائيل" منذ أيام حيث تتخوف تل أبيب من سقوط صواريخ على حدودها خصوصا أن أربعة صواريخ قد أطلقت من الجنوب اللبناني الأسبوع الماضي إضافة إلى إعلان الجيش "الإسرائيلي" أن إطلاق نار حدث من الحدود الأردنية تجاه دورية "إسرائيلية" كما سبقه حادث إطلاق نار في مرتفعات الجولان من الجانب السوري. ومن جهته قال المتحدث باسم الشرطة "الإسرائيلية" ميكي روزنفيلد إن ثلاثة صواريخ أطلقت على "إسرائيل" وسقطت خارج مدينة كريات شمونة.
وذكر متحدث باسم خدمة الإطفاء بشمال "إسرائيل" أن الصواريخ سقطت في حقول ولم تصب أحدا. لكن مصادر إعلامية ذكرت أنه تم نقل مواطنتين من كريات شمونة المحاذية للحدود إلى مستشفى بعد سماع صفارات إنذار هناك لأول مرة منذ حرب تموز عام 2006. وأفادت مصادر أمنية في لبنان أن خمسة صواريخ أطلقت ولكن صاروخين لم يصلا إلى الحدود "الإسرائيلية". من جهة أخرى قالت مراسلة الجزيرة في بيروت إن القوات "الإسرائيلية" أطلقت 17 قذيفة مدفعية على الهبارية وسهل الخيام بجنوب لبنان وأوضحت أن تلك القذائف لم تصب مناطق سكنية سوى قذيفة واحدة لكن لم يبلغ هن سقوط إصابات جراء ذلك القصف.
وأضافت المراسلة أن المدفعية "الإسرائيلية" تواصل قصف الجنوب اللبناني بشكل متقطع. وأشارت إلى أن هناك إجماع لبناني على ضرورة عدم انجرار لبنان إلى وضع أمني غير محسوب. وأكدت مصادر أمنية لبنانية سقوط أربع قذائف مدفعية في منطقة الهبارية القريبة من الخط الأزرق جنوبي لبنان. وتعد هذه المرة الثانية من نوعها التي يتعرض فيها شمال "إسرائيل" لإطلاق صواريخ من جنوب لبنان منذ بدء العملية العسكرية على غزة قبل 19 يوما حيث أطلقت ثلاثة صواريخ قبل ذلك. ويرجح أن مصدرها مسلحون يرغبون في إبداء دعمهم للمقاومة الفلسطينية في معركتها مع القوات "الإسرائيلية" في غزة. وتتوقع مصادر عسكرية "إسرائيلية" تصعيدا عسكريا عند الحدود مع لبنان، وقالت وسائل إعلام "إسرائيلية" إن الجيش "الإسرائيلي" احتاط لتصاعد التوتر الأمني هناك ولأن يؤدي الوضع إلى عمليات عسكرية متدحرجة. وأثار هجوم الخميس الماضي مخاوف في تل أبيب من أن يكون مقاتلون في لبنان قد فتحوا جبهة ثانية ضد "إسرائيل".