أتلتيكو مدريد يقترب من التعاقد مع لاعب ريال مدريد سيبايوس    الرابطة الأولى: نجم المتلوي يرفع قضية عدلية ضد حكم مواجهة النادي البنزرتي    لاعب سان جيرمان لوكاس هيرنانديز يغيب عن لقاء اياب نصف نهائي ابطال اوروبا    رالف رانغنيك يرفض رسميا تدريب بايرن ميونيخ الالماني    من بينهم مساجين: تمتيع 500 تلميذ باجراءات استثنائية خلال الباكالوريا    بنزرت: تنفيذ قرارات هدم وإزالة لاسوار واعمدة خرسانية    مدنين: بحّارة جرجيس يقرّرون استئناف نشاط صيد القمبري بعد مراجعة تسعيرة البيع بالجملة    البنك المركزي التونسي يدرج مؤسستين جديدتين ضمن قائمة المنخرطين في نظام المقاصة الالكترونية    عاجل/ الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل أغلب الطلبة المعتصمين    رئيس لجنة الشباب والرياضة : تعديل قانون مكافحة المنشطات ورفع العقوبة وارد جدا    مجددا بعد اسبوعين.. الأمطار تشل الحركة في الإمارات    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    إضراب حضوري للمحامين بمحاكم تونس الكبرى    رسميا: الشروع في صرف قروض السكن في صيغتها الجديدة ابتداء من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    اليوم: جلسة تفاوض بين جامعة الثانوي ووزارة التربية    إرتفاع أسعار اللحوم البيضاء: غرفة تجّار لحوم الدواجن تعلق وتكشف..    وزارة التجارة تنشر حصيلة نشاط المراقبة الاقتصادية خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2024    صناعة النفط و النقل واللوجستك : تونس تنظم معرضين من 25 الى 28 جوان المقبل    عبد المجيد القوبنطيني: " ماهوش وقت نتائج في النجم الساحلي .. لأن هذا الخطر يهدد الفريق " (فيديو)    المغازة العامة تتألق وتزيد رقم معاملاتها ب 7.2%    جبنيانة: الكشف عن ورشة لصنع القوارب البحرية ماالقصة ؟    فظيع/ حادث مروع ينهي حياة كهل ويتسبب في بتر ساق آخر..    صفاقس_ساقية الدائر: إخماد حريق بمصنع نجارة.    وزيرة التربية: ''المقاطعة تساوي الإقتطاع...تسالني فلوس نخلّصك تتغيّب نقصّلك''    4 حالات وفاة في شهرين:طبيب بيطري يحذّر من انتشار داء الكلب في صفوف التونسيين.    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و341 إصابة خلال 24ساعة.    حادث مرور قاتل بسيدي بوزيد..    الحماية المدنية: 9 قتلى و341 مصابا خلال ال 24 ساعة الماضية    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    الحبيب جغام ... وفاء للثقافة والمصدح    وفاة الممثل عبد الله الشاهد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    24 ألف وحدة اقتصاديّة تحدث سنويّا.. النسيج المؤسّساتي يتعزّز    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    مفزع: أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض بغزة..    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    تونس:تفاصيل التمديد في سن التقاعد بالقطاع الخاص    بطولة مدريد المفتوحة للتنس: روبليف يقصي ألكاراز    البنك المركزي : نسبة الفائدة في السوق النقدية يبلغ مستوى 7.97 % خلال أفريل    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    نَذَرْتُ قَلْبِي (ذات يوم أصابته جفوةُ الزّمان فكتب)    مصطفى الفارسي أعطى القصة هوية تونسية    المهرجان الدولي للثقافة والفنون دورة شاعر الشعب محمود بيرم التونسي .. من الحلم إلى الإنجاز    حالة الطقس ليوم الخميس 02 ماي 2024    بينهم ''تيك توكر''...عصابة لاغتصاب الأطفال في دولة عربية    وزيرة التربية تكشف تفاصيل تسوية ملفات المعلمين النوّاب    عاجل : سحب عصير تفاح شهير من الأسواق العالمية    وفاة غامضة ثانية لمسؤول كشف العيوب في طائرات 'بوينغ'    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    مايكروسوفت تكشف عن أكبر استثمار في تاريخها في ماليزيا    مندوب روسيا لدى الامم المتحدة يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة    طيران الكيان الصهيوني يشن غارات على جنوب لبنان    المرسى.. الاطاحة بمنحرفين يروّجان الأقراص المخدّرة    الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تقول ان الوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات لم تمتثل لتوصياتها    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    الكاف: اليوم انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سيكا جاز    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟(الجزء 4/7 ):عبد السّلام بو شدّاخ


بسم الله الرحمان الرّحيم
تركيا القوة الإقليمية الناشئة لملئ الفراغ العربي وانتفاضة أردوغان الشرق أوسطية..
صدق من قال : الطريق ليس صعبا ولكن الصعب هو الطريق
لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحوار
بلا استثناء او اقصاء
ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا
أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة.
كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟
توقفت القافلة لتعود المسير من جديد
هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني
«التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس
كيف تغيير موازين القوى في الواقع
الدكتور الصادق شورو : "أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان".
ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء
إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول
ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي
شعار ابن تونس البار البطل الشجاع فرحات حشاد المناضل الوطني والقائد النقابي والزعيم السياسي والمصلح الاجتماعي، رحمه الله رحمة واسعة: «التضحية أساس النجاح»
"قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله"(سورة يوسف 108)
(الجزء 4/7 )
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ،
احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
باريس في 16 جانفي 2009
إسرائيل تواصل قصفها على قطاع غزة المنكوبة : نقلت وكالة الأنباء الليبية تصريحا مقتضباً للقائد الليبي دعا القائد الليبي معمر القذافي العرب إلى فتح باب التطوع للقتال مع الفلسطينيين . وقال الأمير تركي الفيصل المدير السابق لجهاز الاستخبارات السعودية العامة،: إنه "يتمنى الاستشهاد في سبيل غزة"، التي تواجه عدوانا إسرائيليا متواصلا منذ يوم 27-12-2008، أسفر حتى يوم 16-1- 2009 يرتفع إجمالي عدد الشهداء الذين سقطوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 1190 شهيدا، بينهم 410 أطفال، ونحو 110 نساء، و15 من الطواقم الطبية، وأربعة صحفيين، وثلاثة من الأجانب وأصيب 5280 بينهم 1745 طفلا، ومن بين المصابين 400 في حالة خطرة.
قال الأمير تركي الفيصل في كلمة بمناسبة افتتاح المنتدى الأمريكي - الخليجي بالعاصمة السعودية الرياض، الذي سبق ان شغل منصب سفير بلاده في واشنطن: "أتوق إلى الاستشهاد في سبيل الله، وأن أكون على خطى من استشهد من أطفال ونساء وشيوخ في غزة". وأضاف: "كفي.. كفى، لقد بلغ السيل الزّبى، كلنا اليوم فلسطينيون، نتوق إلى الاستشهاد في سبيل الله، وفي سبيل فلسطين، غير مبالين لأي تبعات، وفي خطى من استشهد من أطفال ونساء وشيوخ في غزة".
واستشهد الأمير تركي بمقولة للعاهل السعودي الراحل، الملك فيصل بن عبد العزيز، وهي: "حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا التي تنتهك وتستباح، وتمثل فيها المخازي والمعاصي والانحلال الخلقي، فإني أرجو الله مخلصا، إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات، ألا يبقيني لحظة واحدة على قيد الحياة".
وخاطب الأمير تركي الفيصل الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قائلا: إن "إدارة بوش ورطتك وتورطك في إرث تشمئز له النفس الزكية، وفي موقف أرعن لما يحصل في غزة من مجازر، وسفك لدماء الأبرياء".
وأنه طالب أوباما ب"انتهاج سياسة شاملة تتعامل مع جميع القضايا الساخنة في المنطقة بمسئولية، من ضمنها الدعوة إلى انسحاب مباشر للقوات الإسرائيلية من مزارع شبعا في لبنان، وتشجيع مفاوضات السلام الإسرائيلية - السورية".
ان ما يحدث في غزة هو مخطط لتصفية القضية الفلسطينية ولفرض التسوية الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة ، و أن توقيت العدوان لم يكن محض صدفة وإنما كان مخططا له بعناية. وكان من المقرر فرض التسوية قبل عام 2006 ، إلا أن فوز حماس في الانتخابات التشريعية كان المفاجأة التي لم تتوقعها أمريكا وإسرائيل ، الأمر الذي شكل عقبة كبيرة أمام تلك التسوية ولذا بدأت إسرائيل حصارا غير مسبوق ضد حماس وعندما فشل في تحقيق أهدافه ، قررت التدخل العسكري المباشر خاصة وأن الذين اعتمدت عليهم في المنطقة لتحقيق هذا الأمر لم يكونوا في المتسوى المطلوب .
إن توقيت العدوان على غزة كان مدروسا من كافة النواحي، فهو جاء في وقت تقترب فيه الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية كما تزامن مع فراغ في السلطة بالولايات المتحدة التي تعيش مرحلة انتقال السلطة من بوش لأوباما وهي وإن كانت واثقة من تأييد بوش وأوباما ، إلا أنها استبقت تنصيب الرئيس الجديد لأنها تعلم كل العلم أن السياسة الأمريكية تكاد تكون مشلولة في هذا التوقيت.
و أن أوباما كان على علم بالعدوان الإسرائيلي قبل وقوعه ، اذ أن الجيش الإسرائيلي لم يكن أمامه من فرصة مناسبة غير هذا التوقيت الذي يوجد فيه فراغ في السلطة بأمريكا لاستعادة جزء من قوته الرادعة بعد الفشل الذريع الذي واجه الجيش الإسرائيلي في حرب تموز2006 في لبنان. وتأكيدا على أن ما يحدث ليس صدفة ،فانه من المتوقع اذا نجحت أمريكا وإسرائيل في إضعاف المقاومة في غزة فإن إيران تصبح الهدف التالي في الترتيب مثلما كانت سوريا مستهدفة خلال حرب تموز 2006 ، إلا أن الرياح لا تجري حسبما تشتهيه السفن و نتائج الواقع أجهض هذا المخطط.
ان الاوضاع في قطاع غزة واتهام حكومة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته من قبل جامعة الدول العربية بعرقلة الجهود التي يبذلها الوزراء العرب بالامم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الامن لوقف الحرب من أجل إتاحة الفرصة لاسرائيل لمواصلة حربها مشيرة الى اجتماع قد يعقده وزراء الخارجية العرب بعد عودة الوفد العربي من نيويورك لدراسة تقرير اللجنة التي شكلت بقرار من الاجتماع الطارئ الاخير لوزراء الخارجية بالقاهرة.
كما يتجه الاهتمام نحوغزة التي تشهد مجزرة اسرائيلية قل نظيرها في التاريخ الحديث متحدثة بتوسع عن تفاصيل العدوان البري والجوي والبحري الاسرائيلي الذي تجاوز عدد ضحاياه من الشهداء عتبة 700 نفس بشرية ومن الجرحى عدة الاف اخرين في ظل تخاذل وصمت مريب في عواصم القرار السياسي الدولي .
اتهم الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر إسرائيل بأنها هي التي انتهكت الهدنة مع "حماس" في غزة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عندما شنت هجوما على أحد الأنفاق في القطاع، مشيرا إلى انه كان بإمكان إسرائيل بسهولة أن تتفادى اجتياح غزة.
مع العلم ان جيمي كارتر كان رئيسا للولايات المتحدة الامريكية بين عامي 1977 و1981، وقد أسس في العام 1982 مركز كارتر وهو منظمة غير حكومية تعنى بتعزيز السلام والصحة في العالم. وقال في مقالة بصحيفة "واشنطن بوست" "أعلم من ارتباطي الشخصي بأنه كان بالإمكان بسهولة تفادي الاجتياح المدمر لغزة". اذ ذكّر باتفاق الهدنة الذي وافق عليه الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني في 19 حزيران/ يونيو والذي نص على أن توقف حماس إطلاق الصواريخ وأن تسمح إسرائيل بعودة الإمدادات الإنسانية إلى غزة إلى المستوى الطبيعي الذي كان قبل انسحاب إسرائيل من القطاع في العام 2005.
أما الجهود الدولية المبذولة لوقف هذه المأساة الانسانية التي طالت كل بيت في غزة و المساعي التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ساركوزي لنتائج الجولة المكوكية لزعيم الاليزيه مخيبة للامال على خلفية الردود الاسرائيلية الرافضة لكل جهود التهدئة واستمرار الاحتجاجات والمواقف المنددة في جل عواصم العالم وبصورة غير مسبوقة بالاستباحة الاسرائيلية لقطاع غزة .
إنتفاضة أردوجان زعيم العالم الاسلامي : أن رد الفعل التركي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة كان لافتا؛ نظرا لحدته وقوة انتقاده لإسرائيل، بشكل لم يفعله أي طرف آخر؛ "فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نفسه قد حمل حماس مسئولية ما يجري، وقدم معلومات استخباراتية لإسرائيل عن قادة حماس؛ ومصر قد رفضت مرارا فتح معبر رفح المنفذ الوحيد للفلسطينيين؛ والرئيس الإيراني يغتنم الفرصة بإعلان قرب زوال إسرائيل".
أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان سارع إلى كشف المستور في هذا الشأن و هو الذي وصف بالرجل الشجاع و البطل الهمام في هذه اللحظة بجانب الصامدين الشرفاء في غزة.
هذا الرجل الزعيم للعالم الاسلامي لم يقتصر في رد فعله على إدانة الحرب البربرية الهمجية الإسرائيلية ضد غزة أو التحرك سريعا لوقف العدوان عبر زيارة عدد من الدول العربية وإنما جاهر أيضا بالحقيقة ، متحديا زعماء أمريكا والاتحاد الأوروبي الذين زعموا أن إسرائيل تدافع عن نفسها وأن حماس تتحمل عواقب ما يحدث ، أي أن الضحية وفقا لادعاءاتهم أصبحت هي الجاني وأصبح الاحتلال هو المجني عليه.
أردوجان لم يعجبه الاستخاف بعقول البشر وتزييف الحقائق ، وأدلى بشهادته للتاريخ على مرأى ومسمع العالم ، مؤكدا أن المزايدات الانتخابية وليس غيرها هى من تقف وراء المجازر التي يشهدها قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 27 ديسمبر2008 .
ففي تصريح أدلى به في 5 جانفي 2009 ، حمل رئيس الوزراء التركي بكل شجاعة وقوة إسرائيل مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في غزة لعدم التزامها بالتهدئة ورفع الحصار عن القطاع ، مؤكدا أن إسرائيل هي التي قامت باستفزاز حركة حماس لأنها لم ترفع الحصار ، في الوقت الذي التزمت فيه حماس كليا بالتهدئة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل كشف المسكوت عنه بخصوص العدوان الصهيوني ، موضحا أن إسرائيل رفضت عرضا تركيا للوساطة مع حماس بعد انتهاء التهدئة التي استمرت 6 شهور منذ 19 جوان إلى 19 ديسمبر 2008 والتي كانت بوساطة مصرية.
وأضاف أنه عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال زيارته لأنقرة قبل أيام قليلة من بدء العدوان الوساطة مع حماس لتمديد التهدئة إلا أنه راوغ وأخبره أنه سيبلغه برده بعد التشاور مع وزراء حكومته ، إلا أنه فوجيء ببدء العدوان الهمجي على المدنيين الأبرياء في غزة ، قائلا :" إنه ذهب للهجوم على غزة، لذا اعتبرت ما حدث إهانة وتعبيرا عن عدم الاحترام لتركيا".
وفي تهديد لإسرائيل ، قال أردوجان :" إسرائيل لم تحترم تركيا بشنها عدوانا على غزة ، عندما أقول إن إسرائيل وجهت إهانة لتركيا فإنني أعني الكثير الذي يجب أن تقرأه إسرائيل بين السطور"
هذه العبارة أكدت أن أنقرة بدأت تضيق ذرعا من تصرفات تل أبيب وأنها قد تعيد النظر في تعاونها معها إذا واصلت عدوانها البربري الذي يهدد كافة دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها تركيا ، وهذا ما أشار إليه أردوجان بالفعل ، قائلا إن على إسرائيل أن تنتبه لأنها تسير في الطريق الخاطئ وتعمل على إضعاف علاقاتها مع دولة صديقة مثل تركيا.
التهديد السابق كان الأقوى الذي يصدر من دول العالم بل إنه أحرج بعض الحكومات العربية التي التزمت الصمت تجاه ما يحدث وكأن غزة من عالم آخر ، بل والمثير للانتباه أن هناك أصواتا ظهرت في العالم العربي تشكك في نوايا تركيا الحقيقية من وراء تلك التصريحات، مدعية أن زيارة أردوجان لعدد من الدول العربية فور وقوع العدوان والتصريحات التي أدلى بها على هامش الزيارة تأتي في إطار محاولة تركيا لعب دور إقليمي أكبر في العالم العربي وعدم ترك الساحة لإيران وإسرائيل.
تلك الأصوات مردود عليها بأن تركيا إن كانت تسعى لمصلحتها فهذا أمر لا يسيء لها بقدر ما يسيء للعرب لأنهم هم من التزموا الصمت وتركوا مصيرهم بيد الآخرين ، كما أن تحرك تركيا لم يسيء لنا في شيء بل إنه فضح إسرائيل ولان مثل تلك المواقف التي تحقق مصالحها ومصالحنا في الوقت ذاته .
يحتفظ حزب العدالة والتنمية بعلاقات طيبة مع الأحزاب الإسلامية نظرا لجذور الحزب الإسلامية. ورغم كون هذه العلاقات غير مباشرة، فإنه يستطيع أن يقنع حماس والأحزاب الإسلامية الأخرى بأمور ما، ومن ثم فإن العدالة والتنمية مرشح لأن يلعب دورا كبيرا في الفترة المقبلة.
آفاق الدور التركي : ولكن هل ثمة عوائق تحد من هذا الدور التركي المتوقع في المرحلة المقبلة؟ أي هل هناك حدود ومقدرات على مستقبل دور تركيا في منطقة الشرق الأوسط؟... في هذا السياق يشدد المحللون الأتراك على أنه لا بد من النظر داخل تركيا وخارجها بموضوعية.
ويعزي بعضهم ذلك لعوامل خاصة بطبيعة الأطراف الأخرى، الدولية والإقليمية، فيما يرى آخرون أن تقييدات الدور التركي تنبع بالأساس من مثالية مقولات داوود أغلو.
من جانبه، يشدد الكاتب "أزقان إسلام" على أنه لدى الحديث مستقبليا عن الدور التركي، فيجب النظر إلى الأحداث وإلى تركيا ذاتها بعيون موضوعية. ويؤكد على ضرورة عدم المبالغة في الدور التركي، قائلا: "العرب عادة ما يبالغون في دور تركيا في المنطقة".
ويشير "أزقان" إلى أن تركيا لا تستطيع لعب دور في القضايا الكبرى في المنطقة، فهذه القضايا تتجاوز تركيا والمنطقة كلها، ولكن ذلك لا يعني أن تركيا ليس لها دور بل هناك دور لا بأس به يكبر يوما بعد يوم وإن كان ببطء".
ويرى "فايق بولوت" أن توسيع نفوذ تركيا الإقليمي، ودورها المستقبلي سيما في الشرق الأوسط، سيكون محكوما بعدة عوامل، أبرزها:
أولا: علاقة تركيا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فوصف مراكز الأبحاث الأمريكية المرموقة -مثل "راند" و"كارنيجي"- لتركيا بأنها الدولة النموذج الذي يجب أن تعتمد عليه الولايات المتحدة، قد يؤثر على دور تركيا الإقليمي، حيث سيتم النظر إليها على أنها تابع للولايات المتحدة، وبالتالي قد تتأثر علاقاتها بقوى المقاومة في المنطقة مثل حماس، والتي تحظى بالقبول لديها الآن.
ثانيا: أجندة السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة، فهي قد تعتمد على تركيا بشكل كبير في آسيا الوسطى. والأمريكيون الآن يتحدثون عن (آسيا الوسطى الكبرى) فيما يغيب (الشرق الأوسط الكبير أو الجديد).
وبالتالي ستشكل تركيا منصة الانطلاق إلى تحقيق ذلك، وستكون بمثابة ركيزة السياسة الإستراتيجية الأمريكية تجاه آسيا الوسطى، ولكن ذلك سيكون محكوما بمدى توافق المصالح التركية مع الأمريكية، أما الشرق الأوسط فتتعدد أطرافه وتتشابك إلى القدر الذي يجعل الدور التركي ثانويا، أو أوليا حسب مقتضيات الحال.
ثالثا: أن تنامي الدور التركي في المنطقة قد يخلق حساسيات لدى الدول الإقليمية الرئيسية مثل مصر التي قد تعتبر تنامي الدور التركي على حساب تراجع دورها الإقليمي، وهو ما ينطبق على إيران حيث لديها نفس الحساسية، وربما هذا ما يفسر تصريحات بعض المسئولين الإيرانيين بأن الدور التركي لن ينجح في التوصل إلى تسوية لعدوان غزة.
أما المحلل السياسي "محمد كالونسي"، فهو ينتقد فكرة الدولة "المركزية" التي ينادي بها داوود أوغلو، قائلا: "يبدو كلام أوغلو ضربا من التفكير المثالي، وأن تركيا أصلا دولة "طرفية" مثلما هي دولة "مركزية"؛ فالسياق الجغرافي يحتم عليها ذلك.
أما كون الحديث عن دولة مركزية تكون فاعلا عالميا، فهذا ما يحتاج إلى أجيال كثيرة قادمة؛ ولذا فإن "حزب العدالة والتنمية لن يمكنه سوى أن يقوم بخطوة على طريق تحقيق درب الخطوة الكبرى".
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، يرى "كالونسي" أن تركيا لن يمكنها أن تتبع سياسة أوغلو، طالما لم تتغير أنماط القيادة في هذه الدول، مما يقلل من قدرة تركيا لقيادة أي تغيير هيكلي في سياسات القوة في المنطقة أو في مقاربات القوى الدولية الكبرى تجاه المنطقة.
ويقول المحلل التركي إن "الدرس الوحيد الذي يجب أن تلاحظه تركيا أنه طالما أن هذه النظم السلطوية ما دامت موجودة في منطقة الشرق الأوسط، فإن أنقرة لا يجب أن تتوقع أن تكون قادرة على إعادة تشكيل وتنفيذ سياسة دائمة بالتعاون مع قادة هذه الأنظمة السلطوية".
وبالرغم من ذلك، يرى "كالونسي"، أنه "بوسع تركيا، سواء بقيادة حزب العدالة والتنمية أو غيره من الأحزاب، أن توسع من نفوذها الإقليمي في المنطقة.. لكن لا يجب أن تتوقع أنقرة من إسرائيل أن تغير من سياساتها تجاه الفلسطينيين، ولا أن يتخلى الزعماء العرب عن ترددهم التقليدي في اتخاذ أي خطوة أو فعل..
المجازر تستهدف الأطفال والمدنيين بالأساس : إن الأصوات تناست أن هذا الموقف الشجاع لم يكن الأول من نوعه لأردوجان فهو من تحدى الضغوط الأمريكية ورفض فتح الأراضي التركية أمام القوات الأمريكية خلال غزوها للعراق في عام 2003.
والأهم أن تصريحات أردوجان أثارت غضب علمانيي تركيا واللوبي الصهيوني في الغرب كما وصفتها إسرائيل بأنها عاطفية وتنبع من اعتباره مسلما ويمثل حكومة ذات جذور إسلامية ، أي أنه بات في مواجهة مشاكل قد تزيد من المعارضة الداخلية لسياسة حكومته وقد يستغلها الغرب للحيلولة دون ضم تركيا للاتحاد الأوروبي.
ورغم هذا لم يتراجع أردوجان ، بل إنه واصل تحديه لتواطؤ الغرب مع العدوان الإسرائيلي ، مؤكدا أنه لم تكن عاطفة وإنما عبر عن موقف سياسي جاد وإن كان عليه الاختيار فإنه سيتعاطف مع غزة من منطلق إنساني بالأساس ، مخاطبا إسرائيل بالقول :"عندما تعرض أجدادكم للظلم والطرد من أوروبا ، نحن من وقفنا معهم ووفرنا لهم مأوى في أراضينا ، أنا حفيد الدولة العثمانية التي قامت بهذا الإجراء الإنساني".
وأضاف في تصريح أمام البرلمان التركي في 6 يناير أن الفلسطينيين لهم الحق في الحياة الكريمة مثل إسرائيل ، مؤكدا أن حصارها لغزة حول القطاع إلى ما يشبه معسكرات الاعتقال ولذا فإنها بأي حق تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفي تحذير شديد اللهجة لإسرائيل ، أضاف أردوجان أنه لا يمكن مسامحتها على ما ترتكبه في غزة ، وتساءل " أين المنظمات الحقوقية والمحاكم المختصة بانتهاكات حقوق الإنسان ؟ " ، مخاطبا وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بالقول :" اتركوا عنكم حسابات الدعاية الانتخابية ، سيحاسبكم التاريخ وسيذكر أفعالكم على أنها بقعة سوداء في تاريخ البشرية ".
و أحرج الغرب ، قائلا :"في أزمة جورجيا سارعتم بالتدخل ، أما في العدوان على المدنيين في غزة لم تحركوا ساكنا ؟ هذا تصرف غير مقبول وغير مبرر" ، مؤكدا أن تركيا ستواصل دعم الفلسطينيين في غزة ، وستقوم بوصفها عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي بعرض وجهة نظر حماس التي تثق في تركيا ثقة كاملة و أن لحماس أن تثق في هذا الرجل الشجاع الذي قال كلمة حق في عالم تراجع فيه الضمير والأخلاق ونصرة المظلوم لصالح شريعة الغاب.
وهكذا يتضح أن العرب كلهم خاسرون ، ولكن الخاسر الأكبر من هذه الحرب على غزة هي إسرائيل ، لأن الحديث عن شيء اسمه سلام لم يعد ممكن قبل سنوات كثيرة ولاسيما بعد مشاهدة ضلال الدم وقتل الأطفال والنساء التي ساهمت في مضاعفة الكراهية لإسرائيل في قلوب المسلمين و العالم، اذ ان الدول الأكثر تأثيرا فى المنطقة هم أربعة، وهى إيران وتركيا فى الشمال وإسرائيل ومصر فى الجنوب، إلا أن إسرائيل ليس لديها إلا القوة المسلحة، وبالتالى دورها أقل، وأنها كسبت الكراهية من الجميع.
وبعث النائب جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية، برسائل عاجلة لوزير الحرب الإسرائيلي ايهود براك ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمة الإغاثة الإنسانية بالأمم المتحدة، طالب فيها بالتحقيق فوراً في قيام الجيش الإسرائيلي بأسر مواطنين بغزة وإعدامهم وإخفاء الجثث عن عائلاتهم.
وقال النائب انه تلقى اتصالات هاتفية من مواطنين في غزة، أكدوا أن الجيش الإسرائيلي قام بخطف مواطنين وأسرهم وإعدامهم، داعيًا الجهات الثلاث بالتحقيق الفوري فقتل الأسرى محرما حسب القانون الدولي وقوانين كل دول العالم. وأضاف:" إن هناك جرائم فظيعة ترتكب في قطاع غزة وما يشاهده الناس عبر شاشات التلفزيون هو جزء قليل جداً مما يحدث على الأرض.. يجب فضح هذه الجرائم والشروع حالاً بتقديم القيادات الإسرائيلية المسؤولة عنها للمحاكم الدولية بتهمة إرتكاب جرائم".
القنابل الفوسفورية الامريكية الصنع : كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن إسرائيل استخدمت قنابل بالفوسفور الابيض أمريكية الصنع وتعتبر من الذخائر المثيرة للجدل منذ أن شنت عدوانها على قطاع غزة قبل ثلاثة عشر يوما، مشيرًة إلى أنها تعرفت على قذائف الفوسفور الأبيض من خلال صور أوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الإسرائيلي التقطت عند الحدود مع غزة. وأضافت بأن هذه القذائف "ام 825 ايه 1" ما يشير الى قنابل بالفوسفور الأبيض أميركية الصنع، مشيرًة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم هذه القنابل لإثارة ستارة من الدخان في ميدان المعركة، كما ذكرت أن لديها أدلة على أن مدنيين فلسطينيين أصيبوا بهذه القنابل التي تتسبب بحروق بالغة، كما أوردت شهادات عدد من عناصر الأجهزة الصحية في مدينة غزة قالوا:" إنهم شاهدوا أو عالجوا مصابين يشتبه بأنهم تعرضوا لمثل هذه القنابل".
الانتهاكات القانونية : أكدت مصادر قانونية أن الكيان الصهيوني ينتهك كل القوانين والاتفاقيات الدولية في حق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ويمارس ضدهم كل أساليب التعذيب والانتهاكات، معددةً للانتهاكات الإسرائيلية لإتفاقيات جنيف الاربع بحق الأسرى الفلسطينيين واستخدام الشباب الذين دخلوا اسرائيل للبحث عن عمل استخدمت أجسادهم حقل تجارب لاختبار أثر الأسلحة على جسم الإنسان وأن عمليات التعذيب الممنهج للأسرى الذي يمارس في السجون وأن 95 شهيدا في السجن منهم 36 لقوا حتفهم أثناء التعذيب وأن 1500 سجين يعانون من أمراض مستعصية إضافة 1500 عائلة منعت عائلاتهم من الزيارة من قطاع غزة وأكثر من 200 عائلة من الضفة الغربية
وهناك سجناء منذ سبع سنوات لم يروا عائلاتهم كما أن 200 أسير تم تصفيتهم اثناء الاعتقال وأكدوا أن القانون الانساني الدولي لا يجيز سجن الاسير أو أن يتعدى الاحتجاز 30 يوما في حين أن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين يدخلون موسوعة جينتس بقضاءهم عشرات السنين رهن الاعتقال اضافة لاستخدامهم كدروع بشرية أثناء مداهمة المنازل وكل هذه الانتهاكات تخالف القوانين الدولية واتفاقيات جنيف، لافتين أيضًا إلى أن إ سرائيل تسعى لسن قوانين منها: قانون إباحة التعذيب لإنتزاع الاعتراف, وقانون حرمان زيارة أهل السجين وحرمان التقاء السجين بمحاميه إضافة إلى عدم ملاحقة ضباط المخابرات قانونياً.
و يذكر أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة وصل إلى 763 شهيدا بينهم 219 طفل و89 امرأة، بينما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3100 جريح, بحسب مصادر طبية فلسطينية.) و هذا العدد في ازدياد.
لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم. أزمة البلاد ليست أزمة نصوص بل هي أزمة ممارسة وقد سارع العديد من الاحواب السياسية والمنطمات الحقوقية بالمطالبة بإطلاق سراح الدكتور الصادق شورو فالمطلوب من جميع قوى الحية في البلاد و محبي السلام المسارعة بالامضاء على هذه العريضة ([1]).
اعتقال رئيس حركة النهضة : اعتقل يوم الجمعة 21 نوفمبر 2008 السجين السياسي السابق وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة استجوب من قبل فريق من أعوان إدارة أمن الدولة حول التصريحات التي أدلى بها لموقع '' اسلام أون لاين ''
فإن اعتقال د. شورو جاء على خلفية إدلائه بتصريحات لم تلق قبولا من السلطات التونسية، عقب الإفراج عنه مؤخرا، وخاصة تصريحاته لشبكة "إسلام أون لاين. نت" وقناة "الحوار" اللندنية، قال فيها إن حركته لم تتصدع تنظيميا، وإنها بصدد العودة إلى العمل السياسي العام.( القضية عدد 39848 )
التحقيق مع القيادي السابق الحبيب اللوز: وقع التحقيق مع السجين السياسي السابق الحبيب اللوز ، إذ علمنا أنه وقع استدعاءه عشية الإثنين 24 فيفري 2008 ، إلى المنطقة الأمنية بمدينة صفاقس ، فذهب عشية الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 على الساعة الرابعة بعد الزوال فوقع التحقيق معه حول نشاطه الدعوي ، وإتهموه بأنه يعمل ضمن خطة جديدة متكاملة لحركة النهضة ، ولكنه شرح لهم أنه يتصرف ضمن خطة فردية خاصة به أساسها فك الإرتباط بين ما هو سياسي وما هو دعوي ، ضمن رؤية وطنية وليست حركية ، أساسها تأطير الصحوة في تونس وتهذيبها وترشيدها حتى لا تنفلت إلى مزالق العنف , وإلى الرؤى التكفيرية المغالية ، وتوجيهها إلى التمسك بالسماحة والإعتدال والوسطية من أجل صالح البلاد والعباد وشباب الصحوة .
وقد تعرض للإستفزاز من قبل أحد إطارات البوليس السياسي ، الذى خاطبه بقوله : "أنت تتعذر بهذه الأسباب لأنك تخاف من العودة إلى السجن "، وهو ما أثاره ، فردّ عليهم بحدة وبصوت مرتفع : "أنا لا أخاف السجن ومستعد للعودة إليه "، وما صرح به هو من صلب قناعاته الشخصية . و بعد نقاش طويل حول الإمضاء على محضر أعدوه له مسبقا ، وحاولوا إجباره بالقوة على الإمضاء بإبهامه ، وقد أطلق سراحه على الساعة التاسعة ليلا من نفس اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 .
فإلى متى يستمر مسلسل خرق القانون من طرف المكلفين باحترامه و تطبيقه والمضايقات للمساجين المسرحين ومنعهم من التعبير والإجتماع وممارسة حياتهم بحرية دون الإعتداء على حقوقهم الطبيعية التى يكفلها لهم القانون والدستور؟
إن الذين أُطلق سراحهم.. شموع أريد إطفاءها فكانت نجوما وكلما تراشقتها سهام العداء ازدادت نورا على نور في عيون الأهل والأقارب وفي عيون قطاع كبير من الشعب التونسي.. إن الأسود الذين أريد قهرها بحبسها خلف القضبان لعلها تتحول إلى كلاب صيد أو قطط أليفة الولاء والطاعة.. أبوا أن يحققوا لجلاديهم هذه المتعة.. فمرت سنة وراء سنة.. وسبعٌ على سبع على سبع أشابت الولدان وشيعت رجالا أحرارا ونساء فاضلات وشيوخا وعجائز إلى مثواهم الأخير وأحرقت قلوبا كانت آمنة في سربها وحطمت أحلاما استوت على سوقها وكسرت آمالا طالما داعبت الآلاف من التونسيين..
إلى الصامدين لقد هبت عليكم عواصف الرعب والموت والعذاب والجحيم فما وهنتم وما بدلتم وما غيرتم وما توليتم ولا نكستم الرايات ولا خنتم ولا غدرتم ولا تبتم ولا نبتم ولا ساومتم رغم طول المحنة ولا هُنتم ولا استسلمتم للقبضة البوليسية الصارمة.. فكان لكم الشرف والمجد.. فإذا أنتم كالجبال الشامخة رغم ما حل بأجسامكم من خراب وتدمير وسرطان يسري في الأوصال.. وأمراض مزمنة هي صورة رائعة للاستبداد .
إن كان للاستبداد صورة رائعة غير تلك التي أرغمونا قسوة على الافتخار بها والتسبيح بآلائها في وطننا العربي الكبير الذي لم يفلح إلا في سحق الأبرياء بتعلة هيبة الدولة والمحافظة على دولة المؤسسات والقانون. دولة المجتمع المدني والحريات وهل ما يجري للمحجبات في تونس إلا قمة في الحرية والعدل والعمران!!!..
أنتم رجال بمعاني الرجولة الكاملة.. أقولها لكم رغم أنني طلقت الحزب الذي من أجله تحملتم الأهوال..و كلمة حق سيكتبها التاريخ لكم أنكم أبطال في صبركم رغم النهاية المظلمة التي انتهينا إليها جميعا.. حين استهدفت النهضة النظام وناصبته العداء فناصبها هو عداء بعداء كان أشد وأنكى..
وأولى بما تبقى من رموز هذه الحركة المشلولة أن يوقفوا الاستنزاف فيعترفوا أنهم أخطؤوا وتسرعوا واستهانوا بخصمهم ولكنهم ظلوا على تعنتهم حفظا لمصالحهم ومطامعهم التي يحميها لهم هذا التنظيم الكسيح المقعد المشلول المستبد الذي لم ينجح في شيء مثلما نجح في وأد كل مبادرة تحاول أن تخرج إلى النور بهداية أو رشاد أو بحل أو بمبادرة تحاول خرق جدار الصمت..
في الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان : أعدّ السيد سامي نصر ([2]) تقرير أكاديمي متميّز عن حقوق الإنسان والمتابعين للشأن الحقوقي والسياسي في تونس. ارتكز هذا البحث على قضيّة "الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان بتونس" منذ بداية التسعينات، و جملة المبررات والدوافع لاختيار هذا الموضوع بالذات، و نذكر منها على سبيل الذكؤ لا الحصر تفاقم ظاهرة الاعتداءات والمضايقات على المدافعين والمدافعات خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت هذه الفئة أكثر استهدافا من قبل البوليس التونسي و كل مؤسسات الدولة التي أصبحت تأتمر بإمرته.
و كذلك غياب رؤية إستراتيجية واضحة من قبل المدافعين والمدافعات تجاه الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّضون لها، إذ عادة ما تقتصر ردود فعل المدافعين على بعض البيانات أو المقالات التي لا تتجاوز عالم الإعلام البديل (الانترنت) وأحيانا بعض الفضائيات.
استنتج الباحث أنّ ظاهرة الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات لم تعد مجرد انتهاكات عابرة أو تجاوزات شخصيّة للبوليس التونسي، بل أصبحت عمليّة منظمة ومهيكلة وتندرج ضمن إستراتيجية واضحة ومحددة، تستهدف: إهانة المدافع والمدافعة، وحرمانه من أبسط حقوق المواطنة، وتشويه صورته، وعزله عن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه من خلال ضرب كل أشكال العلاقات الاجتماعيّة... إضافة لمحاربته في موارد رزقه أو موارد رزق أفراد عائلته. وارتفاع نسب الاعتداءات والمضايقات على المدافعين والمدافعات، إذ سجل الباحث 4421 حالة اعتداء ومضايقة ارتكبت منذ بداية التسعينات إلى الآن.
ان المؤسسات المتورطة في الاعتداءات لم تعد وزارة الداخليّة تحتكر لوحدها الاعتداءات على المدافعين والمدافعات، بل أصبحت العديد من مؤسسات الدولة والحزب الحاكم تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذه الاعتداءات والمضايقات .
الطابع الممنهج والمنظم للاعتداءات فالقراءة التحليليّة لأشكال الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها المدافعون والمدافعات وظروف وطريقة ارتكابه تؤكد الطابع الممنهج والمنظمة، فمرتكبي الاعتداءات يدركون جيّدا أهدافهم القريبة والبعيدة، ويحسنون اختيار الطريقة التي يتم بها ارتكاب الاعتداءات، وكيفيّة حماية أنفسهم ليتجنبوا أي شكل من أشكال المتابعة والملاحقة القضائيّة...
و اقتحمت السلطة عالم الإعلام البديل (الانترنت ) الصحف والمواقع الالكترونيّة، والمدونات الشخصيّة الالكترونيّة... حكرا على المدافعين والمدافعات يلتجئون إليها بعد أن تم حرمانهم من مختلف وسائل الإعلام الرسميّة والغير الرسميّة، إذ أصبحت السلطة تعتمد في محاربتها للمدافعين والمدافعات وتشويه صورهم والرد على كل إصداراتهم عبر مواقع متخصّصة في ذلك مثل موقع "بالمكشوف"، وموقع "تونس بلادي"...
ونحن ليست لدينا أوهامًا نعلم ونعلم أن ميزان القوى اليوم هو في صالح السلطة، وسنعمل ما استطعنا إلى تحلويله و تغيير ذلك ما استطعناً، لدفعها إلى لحظة تفاوض جدي ومسئول مع قيادة الداخل لا غيرحول الحد الأدنى المقبول من المواطنين لضمان الحياة الآمنة والكريمة في بلادهم التي ليست لهم بلد غيره اذ ان لهم حقوق وعليهم واجبات مثل غيرهم لا اكثر ولا أقل.
ونعبر عن رفضنا للقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن.
بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء وندعو السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو وكل مساجين الحوض المنجمي وشباب الصحوة وتهيب بأبناء حركة النهضة وبكل أنصار الحرية أن يكثفوا الضغوط من أجل ذلك. " و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل..." (الانعام 153) و للحديث بقية ان شاء الله
باريس في 16 جانفي 2009
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس
[1] - [email protected]
[2] - : http://www.alhiwar.net/1/defnseurs.htmSadok


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.