القاهرة أكّد مسئولون بلجنة الإغاثة الإنسانية في مصر أن فريقًا متخصصًا من اللجنة بدأ في التوثيق العلمي- بالشهادات وبالصور- لجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي غزة خلال عدوانها الأخير على القطاع؛ تمهيدًا لمقاضاتهم.وذكرت اللجنة في بيان صحفي اليوم الأحد "أن هذا التوثيق سيكون بمثابة توثيق في ذاكرة الأجيال القادمة وشاهدًا على بربرية وهمجية الصهاينة"، مشيرة إلى أن هناك تنسيقًا بين نقابة الأطباء واللجنة التي أنشأتها منظمة الصحة العالمية لتسجيل وتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية, والتي استخدمت فيها أسلحة وقذائف محرمة دوليًا تَمّ استعمالها ضد المدنيين الفلسطينيين عن قصد بهدف إبادتهم. وأشار مسئولو اللجنة إلى أنه سيتم تقديم شهادة الأطباء المصريين العائدين من غزة إلي الجهات المسئولة عن ملاحقة مُجْرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم المصرية والدولية، مشيرين إلى أن هذه الشهادات ستُجْمع ويتم توثيقها في كتاب, وأنها ستكشف حالة الضعف التي وصلت إليها الأنظمة العربية غير القادرة علي ملاحقة أو حتى المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني في المقاومة. ومن جانبه أوضح الأمين العام للجنة الإغاثة الإنسانية الدكتور عبد القادر حجازي أن النقابة بدأت باستقبال الوفد الطبي المصري العائد من غزة المُكَوّن من أكثر من 150 طبيبًا في مختلف التخصصات الطبية وتسجيل شهاداتهم عما رأوه وعايشوه طيلة الفترة التي قضوها في إغاثة وتقديم العون الطبي لأهل غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي. وبحسب المدير التنفيذي للجنة محمد أنصاري فإن آخر حَصْر أكّد أن 25 مستشفى ومؤسسة تعليمية طبية ومركزًا طبيًا قد تعرضت للتدمير الجزئي والكلي, إضافة إلى تدمير 20 سيارة إسعاف تدميرًا كليًا. كما فقد القطاع الصحي عددًا كبيرًا من كوادره سواء في صفوف الأطباء أو المسعفين الذين كانوا هدفًا مستباحًا للطائرات الإسرائيلية, حيث قتل منهم نحو 20 مسعفًا. يذكر أن لجنة الإغاثة الإنسانية أطلقت الأسبوع الماضي مبادرة لإعادة إعمار القطاع الصحي بقطاع غزة والذي تعرّض للتدمير جراء الحرب الإسرائيلية, وحملت المبادرة شعار " غزة تحتاج إلى كل شيء". وقامت اللجنة بالتنسيق مع مسئولي وزارة الصحة الفلسطينية والمؤسسات الإغاثية العربية والإسلامية بالتعاون مع مؤسسة "ائتلاف الخير" في إعادة إعمار هذه المؤسسات وتجهيزها وتأهيلها مرة أخرى للقيام بدورها في علاج أبناء القطاع.