حذّر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مراكز القوى العلمانية في تركيا التي تحاول حل «حزب العدالة والتنمية» الحاكم الذي يتزعمه وإخراجه من الحلبة السياسية، من انها لن تتغلب عليه سوى عبر صناديق الاقتراع، مشدداً في الوقت ذاته على انه «ليس خالداً في عالم السياسة». جاء ذلك في حديث لاردوغان حضرته «الحياة» وعدد من الصحافيين الاوروبيين، اثناء زيارته مدينة فان القريبة من الحدود مع ايران، ضمن جولة يقوم بها في البلاد استعداداً للانتخابات البلدية المقررة في 29 آذار (مارس) المقبل. وقال اردوغان: «حزبنا عمل على تغيير الكثير من الأمور التي كانت جامدة او معلقة او حتى ممنوع الاقتراب منها، وهذا أثار حفيظة بعض القوى التي سعت الى التخلص من حزبنا، ثم سعت الى حلّه بقرار من المحكمة الدستورية وفشلت، لكنها لم تيأس وما زالت تحاول على رغم تراجع قوتها». وأضاف: «على تلك القوى ان تعلم شيئاً مهماً، وهو انني لست خالداً في عالم السياسة. لا يمكنكم التغلب عليّ الا في الانتخابات، واذا هُزمت فيها سأنسحب بهدوء لأن المنتصر حينها سيكون الشعب وليس تلك القوى التي لا تحترم الديموقراطية». من جهة أخرى، أكد اردوغان ان موقفه من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة انطلق من مبدأ إنساني ينتصر للمظلوم قبل كل شيء. ونفى ان يكون موقف تركيا جاء داعماً لحركة «حماس»، كونها حزباً اسلامياً، مشدداً على ان بلاده «دولة علمانية ديموقراطية لا يمكنها ان تنتهج سياسة ايديولوجية لدعم الأحزاب الإسلامية». واعتبر ان حجج السياسيين الإسرائيليين للعدوان على غزة «رخيصة، ولا افهم هذا التعطش الإسرائيلي للعنف المفرط». على صعيد آخر، قال اردوغان انه سيثير مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي سيلتقيها خلال جولتها في المنطقة الأسبوع المقبل، الوضع في الشرق الأوسط وتقرير حقوق الإنسان الذي أصدرته الخارجية الأميركية واعتبرت فيه ان وسائل الإعلام في تركيا تتعرض لضغوط حكومية، في اشارة الى المجموعة الإعلامية التابعة لآيدن دوغان والتي دعا اردوغان الناخبين علناً الى مقاطعتها وعدم شراء صحفها، وفرضت عليها وزارة المال غرامة بقيمة نصف بليون دولار، بحجة تهربها من دفع الضرائب.