الخرطوم(ا ف ب)الفجرنيوز:تخيم اجواء من التوتر في السودان الاربعاء ولا سيما في دارفور حيث تم تعزيز قوات الامن، قبل ساعات من صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن اصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير.واتهم مدعي عام المحكمة الرئيس السوداني بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في اقليم دارفور، غرب السودان. وقال مسؤول في قوة حفظ السلام المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي "رجالنا المنتشرون على الارض يشعرون باجواء من التوتر". وتنتشر هذه القوة في دارفور الذي يشهد نزاعا مسلحا منذ 2003 اودى بحياة 300 الف قتيل بحسب هيئات الاممالمتحدة، في حين يؤكد السودان ان العدد لا يتجاوز عشرة آلاف. واضاف المصدر "يمكننا رؤية عدد كبير من قوات الامن تم نشرها في دارفور". وذكر مسؤولو القوة المشتركة ان الجيش السوداني سيقوم "باستعراض قوة" في الفاشر، العاصمة التاريخية لسلطنة دارفور السابقة التي اصبحت في بداية القرن العشرين جزءا من السودان. وحذرت السلطات السودانية من انها ستعاقب اي اعلان يؤيد المحكمة الجنائية.وقال خليل ابراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة ان "الحركة ستتحرك اذا تعرضت (القوات الحكومية) بالاذى للمدنيين". واكد متحدث باسم فصيل الوحدة في حركة تحرير السودان لفرانس برس "قواتنا مستعدة للتصدي لاي تحرك عسكري تقوم به الحكومة". ومنذ الثلاثاء، اعلن البشير ان القرار لا قيمة له، وقال باللهجة العامية "بلوه واشربوا ميته". واعلن مدعي عام المحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو الثلاثاء ان لديه ادلة وصفها بانها "دامغة" تتيح اتهام البشير بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة. واضاف ان اكثر من ثلاثين شاهدا مختلفا "سيشهدون كيف قام بادارة وتوجيه كل شىء". ويتوقع ان تنظم خلال اليوم تظاهرات تأييد للبشير في مختلف المدن السودانية وخصوصا بالقرب من سفارات الولاياتالمتحدة وفرنسا ومكاتب الاممالمتحدة في الخرطوم. وتوظف هيئات الاممالمتحدة قرابة 32 الف شخص من المحليين والاجانب في السودان، بمن فيهم 25 الفا من جنود حفظ السلام في جنوب السودان وفي دارفور، في حين يقيم في السودان الفا اميركي و300 فرنسي. وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية كمال عبيد "بالطبع ستكون هناك ردود فعل شعبية (على قرار المحكمة الجنائية) لكن الحكومة ستحمي السفارات والبعثات الدبلوماسية والمدنيين الاجانب". وتمركزت شاحنتان عسكريتان في وقت متاخر من مساء الثلاثاء بالقرب من السفارة الفرنسية، كما افاد مراسل لفرانس برس. ويتوقع ان تبت المحكمة الجنائية الدولية في الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش (16,00 بتوقيت السودان) في مسألة اصدار مذكرة التوقيف التي ستكون الاولى في حال اقرارها بحق رئيس دولة. لكن التظاهرات قد تنظم قبل ذلك. وتم ابلاغ موظفي الدوائر الحكومية ان بوسعهم ترك العمل عند الظهر، وفق مصدر في الاممالمتحدة. ومن غير المرجح تنظيم تظاهرات تاييد للبشير في جنوب السودان حيث يولي السكان اهتماما اكبر باتفاق السلام الشامل الذي وضع في نهاية 2005 حدا لاحدى وعشرين سنة من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.