الآن في القدس اعني داخل السور صخرة تكسوها قبة ذهبية ترى وجه التاريخ مبتسماً متى تبصرها،،، يخضر قلبك جسوراً من المثقفين والأدباء العرب مدت نحو مدينة الله ليتوجوها عاصمةً للثقافة العربية، وفودا من مختلف الأقطار العربية الشقيقة أتت إليها محملةً بثقافة الحداثة فيما صنعوا وصنعت أيديهم من أدب وثقافة يضاف إلى التاريخ العريق وصولا إلى الثقافة العربية الكبرى ، هي احتفالية العرب بعاصمتهم واحتفالية الثقافة بمهدها واحتفالية الأحفاد بعاصمة الأجداد ، هي القدس نقطة التكوين الأول وعاصمة السماء. الآن في القدس اعني داخل السور جندٌ مدججين بغيهم وأحبار اليهود يحاولون تشكيل المدينة وتغييبها عن الحضور،،، تدمع عينك هي القدس عاصمة السماء حين تبصرها ترى التاريخ يختصر حروفه أمامك وتعصف بك بتاريخها وقدسيتها ومن حولها الأسلاك والجدران تعلوهم قبعات بنجمات سداسية تحاول منعها ومنعك، وعزلها وعزلك وتلقيحها وتلقيحك، هم يعرفونها جيدا بحداثتها لكنهم لا يعرفون تاريخ كل من مرّ عليها غازياً كان او قاصداً العبادة فيها ، تراهم كلما خرجوا لها خرجت لهم وبوهجها الكوني عصيةً عليهم . الآن في القدس اعني داخل السور رحلة رسول مر بها إلى السماء وقيامة حقاً كانت كذلك بمشيئة ربهم ،،،، يؤمن قلبك احتفلوا بها عاصمة للثقافة العربية في كل البلدان والأقطار، حضروا جميعا وغيبها الاحتلال قصراً، فاستحقت أن تكون عاصمة للثقافة المنكوبة والمسلوبة المحفورة على جدرانها العتيقة، والنكسة الدائمة على ذاكرة الثقافة العربية طالما بقيت تعاني الاحتلال الجاثم عليها إنها الحقيقة الكاملة تتداخل وحاراتها القديمة وشوارعها تتحدث إليك بلغتها العربية الأولى وثقافة النبيين ومآثر الخلفاء والصديقين . الآن في القدس اعني داخل السور والأسواق بأسمائها تحكي ثقافة من كان بها وأصالة التاريخ العربي ،،، يبتسم عمرك