طالبت المنظمة الوطنية للمجاهدين التي ينضوي تحت لوائها 100 ألف من قدماء محاربي الثورة التحريرية الجزائرية، بسحب الاعتماد من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية العلماني المعروف ب «الأرسيدي»، على خلفية إقدام رئيس الأخير الدكتور سعيد سعدي بإنزال العلم الجزائري من على مقره الرئيس في العاصمة واستبداله براية سوداء، بحجة حداده على الديمقراطية. وقال سعيد عبادو رئيس المنظمة في تصريح خاص ل «العرب»: «بعد تشاورنا مع المنظمات التي تمثل الأسرة الثورية، ممثلة في منظمة أبناء الشهداء ومنظمة أبناء المجاهدين، قررنا كخطوة أولى، مطالبة السلطات بسحب الاعتماد من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، لأننا نعتبر أن الخطوة التي أقدم عليها، تعد عملا طائشا وغير مسؤول، لاسيما وأننا لم نكن نتوقع أن يصدر من حزب سياسي يملك اعتمادا رسميا من وزارة الداخلية». وأوضح عبادو، أن الأسرة الثورية، بعد أن استنكرت ونددت بهذا التصرف قررت تأجيل مشاوراتها إلى ما بعد انتخابات الرئاسة المقررة يوم الخميس المقبل، للنظر في الإطار القانوني والدستوري الذي يمكن أن نسلكه تجاه تصرف هذا الحزب تجاه رمزا من رموز السيادة الوطنية. من جانبه، صرح خالفه مبارك رئيس منظمة أبناء الشهداء ل «العرب»، أن تصرف التجمع من أجل الثقافة الديمقراطية، خلف موجه استنكار وغضب واسعين، لأنها مست ثابت من ثوابت الشعب الجزائري، المحصن دستوريا. وأضاف يقول: «من خلال تجوالنا في اليومين الأخيرين مع وزير المجاهدين محمد شريف عباس في ولايات باتنة و خنشلة وأم البواقي وقسنطينة، لمسنا موجة غضب واسعة من طرف الشارع ومن طرف كل الأسرة الثورية الذين طالبونا باتخاذ خطوات لمعاقبة المتسببين في المس بالعلم الوطني، لكننا رأينا أن الوقت غير مناسب، ولم نرد التشويش على موعد الانتخابات الرئاسية لذلك نحن أجلنا البث في الموضوع إلى غاية الأسبوع القادم». ولم يستبعد خالفة، إمكانية مقاضاة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. مؤكدا «أن العلم الوطني هو إحدى الثوابت الوطنية التي يحميها الدستور، وقد نص على ذلك صراحة التعديل الدستوري لشهر نوفمبر الماضي. وهو ما سنؤسس عليه الدعوى التي سنرفعها على هذا الحزب». بدوره، اعتبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبدالعزيز بلخادم، «أن أحسن طريقة للرد على أولئك الذين عوضوا الراية الوطنية بمنديل أسود هو الخروج للتصويت بكثافة يوم الخميس المقبل». ووصف بلخادم لدى تنشيطه لتجمع انتخابي لصالح بوتفليقة، بتيزي وزو، أمس الأول «هذا الفعل باللاحدث الذي لا يرتقي حتى إلى وصفه بالموقف الاستفزازي». وقال موجها كلامه لقيادة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية: «لا يمكنهم أن يجنوا أية مفخرة من خلال سياسة التحدي هذه.. وإن سياسة الاحتكار لا تبني شيئا ولن تنجح في عزل منطقة القبائل». وحاول رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، في مؤتمر صحافي أمس الأول، التنصل من كل الانتقادات التي طالته، حيث أوضح بأنه لم يكن هناك أصلا علم مرفوع فوق مقر الحزب وأن رفع الراية السوداء تعبير عن موقف سياسي ودليل حداد على الديمقراطية. كاشفا أن قيادة الحزب ومناضليه شرعوا في توزيع منشورات في ثلاثة أحياء بالعاصمة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية. وقال سعدي: «إنه لا يعترف برئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة». كما اتهمه بتحويل ثروات عمومية إلى أملاك عائلية وتأميم مؤسسات الدولة والشركات العمومية لصالح حملته الانتخابية بالتهديد والقوة. 2009-04-06 الجزائر - حسين بوجمعة