قتلت سيارة ملغومة ضابطا في مخابرات الشرطة كان له دور في التحقيق في جرائم اغتيال وقعت في لبنان في هجوم في احدى الضواحي المسيحية بالعاصمة اللبنانية بيروت يوم الجمعة. وقال اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الامن الداخلي ان الضابط القتيل هو النقيب وسام عيد وقد استهدف عيد اثناء توجهه الى العمل. وقتل احد الحراس وشخصين اخرين وأصيب 38 شخصا. ويعمل عيد (31 عاما) مع فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي التي ينظر اليها على نطاق واسع على انها مقربة من زعيم الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا سعد الحريري. وقال مدير عام قوى الامن الداخلي للصحفيين من مكان الانفجار "عيد كان له دور في كل الملفات التي لها علاقة بالتفجيرات الارهابية". وهذه الجريمة هي الاحدث ضمن موجة تفجيرات واغتيالات سياسية في لبنان خلال السنوات الثلاث الاخيرة. واثارت الاضطرابات الناجمة عن هذه الاغتيالات اسوأ ازمة سياسية في لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 . وشاركت وحدة مخابرات الشرطة عن كثب في تحقيق الاممالمتحدة في اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق ووالد زعيم الائتلاف الحاكم وفي حملة امنية ضد مسلحين يستلهمون نهج القاعدة. وقال وزير الداخلية حسن السبع ان عيد الذي كان مهندس اتصالات قد تعرض لمحاولات اغتيال من قبل . وتولى عيد منصبه بعد ان أصيب سمير شحادة الضابط الذي كان يسبقه في المنصب في انفجار قنبلة مزروعة في الطريق في جنوببيروت عام 2006 . وقالت مصادر أمنية ان عيد كان مسؤولا عن تتبع اتصالات جرت بالهاتف المحمول بين المهاجمين في عمليات اغتيال سابقة وخلايا متشددين اسلاميين. ووضعت السيارة التي كانت محملة بما لا يقل عن 50 كيلوجراما من المتفجرات على جانب الطريق قرب جسر علوي في ضاحية الحازمية. وقالت مصادر أمنية انها فجرت عن بعد لدى مرور سيارة عيد. واستخدم رجال الاطفاء خراطيم المياه لاطفاء النار المشتعلة في السيارات . وشوهدت جثة متفحمة داخل احدى السيارات فيما تناثرت أشلاء جثث أخرى على الطريق. وتضررت عشرات السيارات في الانفجار الذي أحدث حفرة كبيرة في الارض. وأعلن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة يوم السبت يوم حداد وطنيا على عيد والضحايا الأخرين. ووقع الانفجار بعد عشرة أيام من انفجار سيارة ملغومة ألحق أضرارا بسيارة دبلوماسية أمريكية في العاصمة اللبنانية وقتل ثلاثة أفراد وأصاب 16 . وفي الشهر الماضي أسفر انفجار سيارة ملغومة عن مقتل قائد العمليات بالجيش اللبناني العماد فرانسوا الحاج في شرق بيروت. ويتهم ائتلاف الاغلبية سوريا بأنها وراء اغتيال الحريري وكثير مما لا يقل عن 30 تفجيرا في الاعوام الثلاثة الماضية استهدف كثير منها ساسة وصحفيين مناهضين لسوريا. وادانت دمشق التي تنفي اي علاقة لها بالهجمات احدث هجوم قائلة انه يستهدف امن لبنان واستقراره. وأدانت الولاياتالمتحدة الهجوم وقالت دانا برينو المتحدثة باسم البيت الابيض " انه هجوم شنه اولئك الذين يسعون الى تقويض مؤسسات لبنان ." وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية التي تزور كولومبيا "ندعو من جديد لكل الاطراف المعنية وهذا يعني جيران لبنان بشكل خاص الى دعم عملية في لبنان يمكن لشعب لبنان عن طريقها انتخاب رئيس..بحرية ودون تخويف." وشجبت فرنسا "هذه المحاولات الاجرامية المتكررة لزعزعة استقرار لبنان." كما استهدف مفجرون من قبل قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان في الوقت الذي ادى فيه تمرد من جانب متشددين اسلاميين يستلهمون نهج القاعدة في شمال لبنان العام الماضي الى تقويض استقرار لبنان بشكل اكبر. ويواجه لبنان صراعا سياسيا مستمرا منذ فترة طويلة بين الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله. وأصاب هذا الصراع الحكومة اللبنانية بالشلل لاكثر من عام وعطل انتخاب رئيس للبنان تاركا البلاد دون رئيس لاول مرة منذ الحرب الاهلية . واتفقت الفصائل المتناحرة على ان يتولى العماد ميشال سليمان قائد الجيش الرئاسة لكنها مازلت مختلفة على اقتسام السلطة في حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة. وفشلت الوساطة التي قام بها عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية للتوفيق بين الفريقين ومن المقرر ان يقدم موسى تقريرا في هذا الصدد امام اجتماع لوزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة يعقد في العاصمة المصرية القاهرة يوم الاحد. وادانت الاطراف اللبنانية المختلفة الهجوم وقال الحريري "بهذا المعنى تشكل رسالة واضحة لكل العرب بان مصير هذا البلد سيبقى محكوما بالاجرام والارهاب رغما عن كل المبادرات والجهود ومساعي البحث عن حلول." .