سامي العلي علمت صحيفة "الفجرنيوز" أن مخطط مشروع استخراج مادة الفوسفات , المنوي إقامته على أراضي قرية الفرعة غير المعترف بها إلى الجنوبي من عراد، يتواجد في مراحل متقدمة جدا للمصادقة علية في لجنة التنظيم والبناء اللوائية في بئر السبع. وعلمت الصحيفة أن شركة "روتم امبرط" المفوضة بتنفيذ المشروع تبذل قصارى جهدها منذ عام 1997 لإخراج المشروع إلى حيز التنفيذ، وتحظى بدعم حكومي واسع، لكن معارضة بلدية عراد للمخطط المودع في لجنة التنظيم منعتها من مباشرة العمل في المشروع. المشروع يشرد أهالي قرية الفرعة وفق المعطيات والمعلومات فان المشروع والذي يعتبر اكبر مشروع لاستخراج مادة الفوسفات في البلاد سيقام على أراضي قرية الفرعة غير المعترف بها، والتي يقطنها قرابة 5000 نسمة، سيجدون أنفسهم بالعراء في حالة الشروع في بناء المشروع. وسيلتهم مشروع استخراج معدن الفوسفات نحو 13 ألف دونم من الأراضي العربية الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة عراد وعلى بعد 5 كيلومترات من المدينة، وتفصل 3 كيلومترات بين المشروع وقرية كسيفة، وتشمل المنطقة المنشودة أيضاً أراضٍ مشاع لعشائر الظلام المحاذية لها والتي يستخدمها الأهل لرعي الإبل والأنعام. وحسب المخطط فان منشاة مناجم الفوسفات ستقام على حقل "سديه برير" أي في المناطق العربية المعروفة باسم، 'رجم البرارة، خربة غزة، ووادي القينة'، وهي من المناطق التي يرتادها الأهل للتنزه في الهواء الطلق، وما زالت المقبرة الإسلامية في وادي القينة اكبر شاهد على عروبة المنطقة وعيش المواطنين العرب في هذه المنطقة مئات السنين. وتنوي شركة "روتم امبرط" منفذة المشروع العمل في مناجم الفوسفات على مدار 40 عاماً يتم خلالها حفر مساحة 13 ألف دونم من الأراضي, بغية استخراج احتياطي الفوسفات الذي تقدر كميته بنحو 65 مليون طن من مادة فوسفات، والتي تقدر قيمتها ب 100 مليارد شيكل. ووفق المخطط فان مراحل العمل ستمتد على 6 مراحل، تحتل فيها عمليات التفجير والحفر الدور الأساس للوصول إلى المواد الخام. الأمر الذي سيؤدي إلى تغير ملامح الأرض كلياً من جبال وأودية ومعالم، لاسيما وان طبقة التربة التي تغطي معدن الفوسفات ستزال كلياً وتقدر ب 137 مليون متر مكعب، ومن ثم سيتم إرجاعها. يسلبوهم الصحة والبيئة ويؤكد الخبراء والمختصون في مجالي الصحة والبيئة أن مشروع مناجم الفوسفات والحفريات ستتسبب بمخاطر صحية وبيئيه جسيمة، تعود إلى انشطار الغبار الناعم الذي يلوث الهواء، وأن الأمر يعرّض السكان للإصابة بأمراض سرطانية مختلفة أهمها سرطان الرئة، وكذلك إلى أضرار في عمل الرئة خاصة لدى الأطفال وكبار السن، وغيرها من المخاطر التي ستؤدي إلى ازدياد عدد الوفيات سنوياً. فمن المتوقع أن ترتفع نسبة الوفاة في مدينة عراد لوحدها بنحو 4،25% مما يعني وفاة سبعة أشخاص إضافيين كل عام، ووفاة 21 شخصاً في المنطقة ككل. في أعقاب ذلك قدّم 276 شخصاً من سكان قرية كسيفة والفرعة وعراد في النقب مؤخرا التماساً للمحكمة العليا، ضدّ إنشاء مناجم الفوسفات المخطط إنشاؤها في منطقة رجم البرارة غربي مدينة عراد. وذلك جراء الأضرار الصحية والملوثات البيئية التي قد تسببها هذه المناجم إلى جانب مسها بالسياحة. وقرر القاضي إلياقيم روبنشطاين قبول الالتماس، وطلب من الجهات المسؤولة عن مشروع المناجم تقديم ردها للمحكمة ، علماً أن المدعى عليهم هم تسعة: رئيس الحكومة، والحكومة، ووزراء الداخلية والصحة وحماية البيئة والبنى التحتية، والمسئول عن المناجم في وزارة البنى التحتية، ودائرة الأراضي ، ولجنة التخطيط اللوائية، ورئيس بلدية عراد وبلدية عراد وشركة 'روتم إمبرط' منفذة المشروع .