و منه إلى بقية الشعب التونسي (الدراسة الرابعة ) السجين السياسي السابق فريد خدومة باحث وكاتب تونسي - عضو إتحاد الكتاب التونسيين الدراسة الرابعة إطلع أيضا على: باقي مقالات الكاتب فريد خدومة السجن الأكبر مدخل لا شك أن نهضويي ما بعد السجن داخل الوطن يشعرون دائما بأنهم ما زالوا مرتهنين داخل السجن الذي فارقوه و إن اتسعت جدرانه و تمتعوا داخل الجديد بالعيش مع الأهل و الأحباب و لكن السلطة كرست الخوف بل و عمقته في عقولهم و قلوبهم مما سلطته عليهم بالأصالة أو بالتبعة من سوء المعاملة أو بالجفاء و هم في حاجة ماسة كباقي شرائح المجتمع إلى الالتجاء إلى السلطة أي الإدارة أي المنظم الرئيس للحياة ما داموا في حاجة إلى الحياة بل إنهم قد خرجوا من السجن بأمل أن يعوّضوا عن تلك السنين و أن يعانقوا وهج الحياة الدافئ و لكن خاب أملهم و وقفوا حقيقة لا وهما على قسوة السجن الأكبر. 1) آليات الضغط: عندما تسير في الشوارع التي حرمت من السير فيها سنوات طوالا و تشعر أنك متهم أو أنك مرفوض أو هناك من يسعى لتكريس إقصائك و إبعادك عن أهلك و الأصدقاء و عن باقي مكونات الحياة. عندما تجلس في المقهى لتشعر أن النادل لا يرحب بك و لا يسرع في تلبية طلباتك و أن باقي النزلاء ( الحرفاء ) لا يرحبون بجلوسك معهم بل و لا يرحبون حتى باقتراب مقعدك من مقاعدهم تشعر بأنك ما زلت نزيل ( سجن برج الرومي ) أو ( سجن 9 أفريل سابقا أو المرناقية لاحقا ) أو ( الهوارب ) و أن سجانك ما زال يتبعك بعصاه الغليظة و يحصي عليك الأخطاء ليتمتع بمعاقبتك. عندما تشعر بأن شهادتك الجامعية في الهندسة أو الكيمياء عبء ثقيل عليك و أنها لم تعد مفتاحا للجنة كما كانت من قبل و بأنك لم تعد " سي " فلان تشعر بأن الآخر " السلطة " ما زال يجني عليك. عندما تشعر بالخوف من حاجيات الأطفال و حاجيات الزوجة و حاجيات إخوتك و لا تجد إلى تحقيق تلك الحاجيات سبيلا تشعر بأنك في السجن " القضباني " لم يكونوا ليحمّلوك أية مسؤولية أما اليوم فصرت أنت المسؤول. إنهم لا يصدقون بأنك لا تستطيع أن تحقق لهم الحد الأدنى من مطالبهم بل ربما أساؤوا بك الظن و نظروا إليك بنظرة الريبة قائلين في همس مر " إنه اعتاد على الكسل ". عندما تعود إلى بناتك و أولادك لتكتشف إذا عانقتهم بأنهم غرباء عنك. إنك تكتشف في ألم بأنك تعانق جثثا لا حياة فيها و لا حراك، إنك تكتشف منذ الليلة الأولى التي تعود فيها إلى البيت بان زوجتك تتحرج من مشاركتك غرفة واحدة و لعلها تخاطبك في لطف " عيب فالأولاد لم يتعودوا على وجودك معهم". إنك تكتشف بأن الأولاد ينادونك " بابا " مجاملة لأمهم أو استجابة لطلبها أو رجاء مثوبتها، إنك تكتشف مع مرور الوقت بأنهم يحترمونك و لكن و بكل أسف ليس يحبونك. إنك قد تحمّل النظام كل هذا الألم النفسي و المادي أو قد تحمّله للنضال و تحاول أن تقنع رفقاء السجن إن التقيتهم صدفة بأن كل هذا هو ضريبة حتمية النضال. إنك تحاول أن ترفض أن تثبت حضورك في مركز الشرطة صباحا و في مركز المنطقة في منتصف النهار و في أقرب حرس وطني عند الثالثة بعد الزوال و ربما في مركز الإقليم عند السادسة مساء. إنك تحاول الرفض و الاحتجاج فمتى ستعمل بل و من سيشغلك و أنت السجين المراقب و مع مرور الوقت سقطت المراقبة أو أسقطت و لكن ظل المواطن الرقيب " القواد " أو " الصباب " الغول الدائم المتطوع رجاء مثوبة ولي الأمر يقدم خدماته بكل إخلاص و وطنية و لكن إن كان هو و من يمثل وطني فمن تكون أنت؟ 2) من أنت؟ من أنت في ظل رفض الجميع لك و في ظل رفض السلطة أن تعترف بك كمواطن له الحق في جواز سفر و عمل و حرية تعبير و حرية النشاط في مؤسسات المجتمع المدني؟ إنك متهم إلى ما لا نهاية بأنك إرهابي و لكن من هو الإرهابي ؟ أهو ذلك الذي يختلف معك في الرأي أو الذي أصر على عدم العمل السري أو الذي رفض العنف حتى إن دفع في سبيل ذلك تململ القواعد و الدخول إلى السجن المرة تلو الأخرى بل و دفع الغالي و النفيس في سبيل ألا تدخل تونس في دوامة العنف. لكن هل من حق القيادة أن تقحم قواعدها في معركة خاسرة سلفا ما دامت الحركة قد قررت ألا تستعمل العنف و أن تراهن على الضغط السياسي كي تفرض على النظام الوليد مبدأ الاعتراف بها؟ إن القواعد اليوم لو خيّرت بين أن يذهب النظام إلى الجحيم أو أن تذهب هي إلى الجحيم لاختارت غير ما اختارته لها القيادة سنة 1991. إن القواعد اليوم أدركت بعد المعركة الفاشلة مع النظام القائم و بعد سنوات الألم أن حسابات المعركة كانت خاطئة من الأساس. من أنت و أنت ترى أنك وريث معركة خاسرة يصر الآخر المنتصر أن يفرض عليك شروط المنتصر على المهزوم؟ إنك لا تستطيع أن تساهم في تشكيل المشهد السياسي العام الداعي إلى فرض الحريات و لكن ألا ترى أنك عضو في تشكيل فسيفسائي لا وجود فعلي له في الشارع فماذا تشكل حركة 18 أكتوبر مثلا من ثقل في الشارع ؟ إنك الرقم الأصعب في الشارع و الأضعف في تلك الحلقة المتحالفة لأنهم يعدّون مجرد التحالف معك منحة منحوها إياك و مغامرة قد يدفعون ثمنها أمام النظام أو أمام الغرب. إن العقل الإسلامي المجروح لا يمكن له التفاعل الحي مع الواقع البوليسي الجديد الرافض للإسلاميين جملة و تفصيلا و عليه فإن هذه التجارب النهضوية الوليدة التي تلحظ على الساحة لا يمكن أن تؤدي إلى المحافظة على الحركة غير المنتظمة أو على التيار الوسطي المعتدل لأن هذه التجارب الوليدة تعتريها العلل التالية: 3) التشخيص: إن العلل التي تعتري التجارب النهضوية الوليدة اليوم لا يمكن تحديدها أو حصرها و إن نقر بأنها على أقل تقدير ما زالت تصر على عدم موت حركة النهضة في تونس و لكن هل يعدّ هذا مكسبا؟ إن هذه التجارب بادئ ذي بدء قد تصدى لها جملة من شباب الحركة كانوا زمن قوتها و تشعب مؤسساتها و شرعية قياداتها و قوة حضورها في الشارع و خصوصا داخل الجامعة أطفالا أو في إرهاصات الشباب الأولى أي لم يتمكنوا من التمدرس داخل الحركة الأم و إن تمتعوا بملاقاة الكثير من القيادات التاريخية داخل السجن و باستثناء القليل و القليل منهم لم يشتغل هؤلاء أصلا داخل مؤسسات الحركة. 4) الدوائر الأربع: الحلقة الأولى: من أبرز هؤلاء الأسماء الصحفي محمد الفوراتي و الصحفي و الناشط الحقوقي لطفي الحيدوري والجامعي و الناشط الحقوقي الدكتور سامي نصر و الصحفي محمد الحمروني و الباحث سامي ابراهم و الناشط الحقوقي عمر القرايدي ، هذه التشكيلة ينظر لها على أنها تيار فاعل و قوي و لا تنسيقي في نفس الوقت و تدور اهتمامات هذه الحلقة ما بين النشاط الحقوقي و الصحفي و مواكبة الملتقيات السياسية و الفكرية و محاولة صناعة علاقات مع شخصيات محلية و أروبية فاعلة وقريبة من المجال الحقوقي و الإعلامي . الحلقة الثانية: تلي هذه الحلقة حلقة ثانية أقل إضاءة و نفوذا و إن لم يخرج اهتمامها عن اهتمام الدائرة الأولى وهم يعتبرون مكملين للدائرة الأولى بل هم من يسعى وراء المعلومة و الحدث و الخبر على عكس الدائرة الأولى التي تأتيها جاهزة في أغلب الأحيان و من أبرز من يمثل الدائرة الثانية الطالب لطفي العمدوني و السيد زهير مخلوف و الاسم الأبرز في هذه الحلقة هو السيد لسعد الجوهري و رغم لمعان اسمه إلا أنه لا يصنف من رموز الدائرة الأولى رغم أنه من السابقين الذين كسروا السور الذي ضربه النظام حول أبناء النهضة لمنعهم من التواصل مع ناشطي المجتمع المدني. ألمحت إلى أن السيد لسعد الجوهري لا يصنف من رموز الدائرة الأولى و ذلك لأنه مؤاخذ بحدة الطبع رغم الأدب الجم الذي يتمتع به و افتعال معارك جانبية مع السلطة ربما قد تهمش القضية الأساس التي يطرحها الصف الأول و عليه فقد غدا لسعد الجوهري معزولا شيئا ما رغم أنه يتمتع بحضور قاعدي أوسع مما يحظى به رموز الدائرة الأولى و قد ساعده في ذلك تجشمه مشاق السفر رغم إعاقته لمواكبة القضايا العدلية التي ترفع بين الحين و الآخر على هذه الفئة أو تلك و أيضا فقد استفاد لسعد الجوهري من تجربته القديمة داخل مؤسسات الحركة و التي لا تحسب في رصيد بقية أفراد الدائرة الأولى إذا استثنينا عمر القرايدي و يجب ألا ننسى أن لسعد المعروف بذكائه المفرط قد استفاد من استشهاد أخيه القيادي سحنون الجوهري ليجلب الأنظار إليه و يؤكد على وفائه للخط الوسطي التقليدي داخل حركة النهضة و الذي يعتبر الشهيد سحنون الجوهري أحد أقطابه. الحلقة الثالثة: تأتي وراء هاتين الدائرتين دائرة ثالثة هي الأضعف رغم أنها تقدم نفسها على أنها الدائرة الأبرز وهي دائرة المحامين الذين يقدمون أنفسهم على كونهم لسان الدفاع الرسمي عن التيار الإسلامي في تونس و قد اقتصر دورهم تقريبا على الملف الأمني الحقوقي حتى ساهموا بوعي و بدونه على اعتبار أن الملف النهضوي في تونس هو ملف امني بالأساس و ليس ملفا سياسيا ذا أبعاد أمنية وهذه الدائرة تحظى برضا الغرب و التمتع بالأضواء الإعلامية و الحق أنها كذلك استفادت مهنيا من هذا الملف كي تصنع لها اسما مهنيا در عليها الملايين على عكس حالة الخصاصة التي يعيش فيها عامة أبناء الحركة ، إن هذه الفئة كذلك تعتبر بأن لها الفضل في المحافظة على الكيان العام من الاندثار فهي الحامية و الراعية و لكن لو كان هؤلاء المحامين من غير الإسلاميين هل كانوا سيقومون بنفس الجهد و بدون كلل و لا ملل بالتأكيد نعم لأن الملف الحقوقي في تونس اليوم هو الملف الذي يراهن عليه الجميع لصناعة الاسم و جلب الشهرة و المال أو الوفاء لتونس دون الدخول في متاهات العنف و الثورة و التنظيمات و السجن و من أبرز رموز هذه الفئة القيادي السابق في حركة النهضة و الموقع باسمها على وثيقة الميثاق الوطني الأستاذ نورالدين البحيري وزوجته الأستاذة سعيدة العكرمي و الأستاذ المعتقل سابقا محمد عبو و الأستاذ سمير ديلو و الأستاذ سمير بن عمر. تعتبر هذه الفئة متحالفة ضمنا مع عدد كبير من أبناء المهنة الذين أدركوا بأن الملف الحقوقي مدخل هام للنضال أو لأغراض أخرى ليس أقلها أنك تدافع عن عدو النظام الذي تعاديه و إن كان هو كذلك عدو لك فكريا أو تحاول أن تصوره كذلك و من أبرز هذه الأسماء الأستاذ الدكتور عبد الوهاب معطر الذي تطوع للدفاع عن صاحب هذه الدراسة ثم أعرب عن ندمه للدفاع عنه هاتفيا لأن السجين السابق لم يكلف نفسه عناء السفر إلى مدينة صفاقس لتقديم الشكر إلى الأستاذ الدكتور و الأستاذ عبد الرؤوف العيادي و الأستاذ العياشي الهمامي و غيرهم كثير. الحلقة الرابعة: خلف هذه الدوائر الثلاث تأتي دائرة القيادة التاريخية التي تقيم في تونس و باستثناء نور الدين البحيري الذي اعتبرناه من رموز الدائرة الثالثة إذ يتواجد في الساحة كمحامي و حقوقي أكثر منه كرمز تاريخي فإن هذه الدائرة تنشطر إلى شطرين: الشطر الأول يحاول الظهور و ممارسة الممكن من العمل السياسي الواقعي و الإعلامي بالأساس والشطر الثاني يرى أن مجرد المحافظة على شخصه و عدم الدخول في معارك سياسية قد تكون نتيجتها الزج به و بالآلاف في السجون مكسبا لا بد من المحافظة عليه لا نجد ما نعلق على وجهة النظر هذه إلا أن نتوجه بالاعتناء بالدائرة الفاعلة التي تعنينا. الدائرة الأولى من الحلقة الأخيرة: تنقسم الدائرة الأولى إلى قسمين إذا استثنينا من الدراسة الرمز الأبرز تاريخيا داخل تونس المهندس حمادي الجبالي الذي لم يمض على وجوده داخل السجن الأكبر إلا بضعة أشهر زمن كتابة الدراسة لم تتبلور من خلالها رؤيته للنضال و إن تناهى إلى مسامعنا من أجهزة الإعلام أن الرجل التقى وفدا من الكونغرس الأمريكي في مناسبة و وفدا من السفارة الأمريكية في مناسبة أخرى و لكن لا يعد هذا كافيا لمناقشة فكر الرجل الذي يعتبر مدرسة قائمة المعالم داخل حركة النهضة و ربما مازال اسمه يحظى إلى الآن برضا أغلب القواعد و الخوف و الحذر من السلطة من قوة علاقاته مع الغرب و عمق تفكيره و تصنيف الغرب له على كونه الخط الاعتدالي الأبرز داخل الحركة و ربما يراهن عليه لإعادة النهضة إلى الساحة و لكن أية نهضة و في ظل أي نظام. القطبان: ألمعت أنه إذا استثنينا المهندس حمادي الجبالي نرى أن الدائرة الفاعلة تنحصر في القطبين التاريخيين المهندس علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة و عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور زياد الدولاتلي. إن المتتبع للرمزين أو الحالتين يلحظ تباينا شديدا في الخطاب ما بين الأول و الثاني و أول ما يتبادر إلى ذهنك انعدام التنسيق في الأفكار و الأفعال بينهما و ربما هذا بدافع الهاجس الأمني و ربما بدافع الاعتداد بالشخصية التي تنبئك بأنك صرت الأكمل و ربما بدافع أن المؤسسة الرسمية غائبة عن الساحة فلا وصاية لواحد على الآخر غير أن السمت الأساس الذي يميز علي العريض عن زياد الدولاتلي هو إحساسك بإصرار الرجل بأنه يحافظ على الطرح المؤسسي الوسطي للحركة أي كأنه الممثل الشرعي و الوحيد للحركة داخل تونس في حين يواصل الدكتور زياد تمرده على المسلمات السياسية و الفكرية التي تمثل ذروتها في وثيقته التي أرسلها للسلطة من سجن المهدية طارحا فيها رؤيته للمصالحة و التي لاقت رفضا شبه مجمع عليه من طرف أغلب القيادات و أغلب القواعد ، إن خطاب الدكتور زياد يحاول أن يكون قريبا من الخطابات التي تدور في الساحة حتى تشعر بأن خطابه يسترضي باقي الخطابات حتى تساءلت أطراف من القاعدة هل يتسوّل الدكتور رضا اليسار والليبراليين في حين تشعر بأن علي العريض الأقل ظهورا يحاول ألا يتورط في آراء أو مواقف تكون مخالفة لما تطرحه الحركة الأم الشرعية التي يمثلها الأمير الشرعي للحركة الشيخ راشد الغنوشي فهل من المشروع الآن أن يتساءل أقطاب المجتمع المدني هل عدنا من جديد إلى لعبة ازدواجية الخطاب ؟ و هل من حق القواعد أن تتساءل هل يمثل الرمز التاريخي نفسه في ظل المنع الرسمي لوجود مؤسسة تنظيمية في تونس ؟ أم ليس له حق الاجتهاد و الخصوصية ؟ بالنظر إلى الدوائر الأربع نرى أن الحلقة القيادية الفاعلة هي الحلقة الأضعف في هذه السلسلة و هي مع ذلك بذكاء يحسب لها بأنها تحاول استثمار جهد بقية الحلقات ليحسب لها تاريخيا و نضاليا فهي بمجرد تزكية جهد حركة 18 أكتوبر يسجل في حسابها كل الظمأ و الجوع الذي ساهم به المحامي الإسلامي سمير ديلو و هي بمجرد زيارة مضرب عن الطعام في بيته أو المشاركة في ندوة صحفية تحتكر الأضواء و تنتقل من الدائرة الرابعة الأضعف إلى الأولى بامتياز فهل كتب على القاعدي أن يبقى قاعديا و على القيادي أن يحافظ على لقبه و لكن هل يعتبر هذا التصنيف تجنيا على الفاعلين داخل الساحة في حين أن البقية تحافظ على سلامتها و بتعلة الواقع الأمني الآسن تتقدم غدا المناضلين لاقتسام كعكة الحرية و مع وجود هذه الدوائر الأربع يمكن الاستنتاج بأنها تشترك في العلل التالية: - عدم وضوح رؤيتها - العمل بدون إستراتيجية واضحة - العمل التكتيكي تحت مبدأ " كل يوم و يومه " - محاولة مجاراة الواقع و لو على حساب الخطاب الرسمي للحركة - الهاجس الأمني - عدم وضوح الخطاب الإسلامي الذي تماهى مع باقي الخطابات إلى درجة أن هذا الخطاب أصبح لا علاقة له مع الشارع الإسلامي الذي فر منه في اتجاه سلفية علمية أو جهادية و ربما تشيّع. 5) قراءة في التشخيص: إن هذه التجارب ذات الحلقات الأربع التي قسوت عليها في التقديم و التصنيف و التشخيص لإيماني العميق بأنها تشكل مجتمعة تيارا تجديديا قد يساهم في حل الإشكال النهضوي داخل تونس. إن هذه التجارب لم تستطع إلا أن تحافظ على المريض بما هو عليه من علة و أخرت إعلان وفاته و لكنها لم تفلح في تقديم العلاج بل لم تفلح حتى في التشخيص الصحيح لعلته و لقد راهنت على وصفات متعددة و جربتها معا عليه حتى كادت تقتله و المتتبع للتجربة الوليدة يرى أن خمس أو ست سنوات من النضال داخل السجن الموسع لم تفلح في تقديم رؤية واضحة للمرحلة و لقد سقطت هذه التجربة في فخ أمننة الأزمنة النهضوية في تونس من حيث لم تشعر حتى عاد الإسلامي في تونس الذي ينجح في عدم الرجوع إلى السجن هو الإسلامي الناجح و ليس الذي استطاع فك الحصار عنه و اختراق جدار الفصل العنصري الذي ضرب بينه و بين مؤسسات المجتمع المدني و لكن أليس الإصرار غير الواعي على هذا الملف بالذات قد حجب عنا البحث عن منافذ الاختراق السياسي حتى غدا رواد الحلقة الأولى مختصون في خوض غمار المعارك الأمنية و الحقوقية و قد وجدوا أنفسهم في معمعة المعركة الدائرة بين السلفية الجهادية و السلطة فتبنوا هذا الملف الحقوقي بكل ثقله و تعقيداته ربما بدافع: - الوصاية على الشارع الإسلامي - الاختصاص في المجال الحقوقي - العداء القائم بينهم و بين النظام القائم و عليه فقد أصبح هؤلاء الرواد يتمتعون بحظوة لدى بعض الدول العظمى و لدى أهم الدوائر الحقوقية العالمية فلطفي الحيدوري حلّ على أمريكا ضيفا مبجلا و لا يمانع في الالتقاء بالسكرتير الأول للسفارة الأمريكيةبتونس و سامي نصر زار الأردن و مصر و الكثير من الدول ليشارك في الملتقيات الدولية المختصة في مجال حقوق الإنسان و عمر القرايدي الإداري بمنظمة حرية وإنصاف صار قبلة الأسر السلفية التي تقصده لتقديم شكاوى للمنظمة أو للتعريف بابنها و قضيته أو للاستفسار عن ابن مفقود و لكن ألا يمكن لنا أن نطرح الأسئلة التالية المحرجة التي نلح على الحصول على أجوبتها من أصحابها قبل غيرهم. - لماذا يتمتع هؤلاء بكل هذه الحظوة رغم الحصار المضروب على بقية المناضلين؟ - ما هي علاقاتهم بالدوائر الاستخباراتية الغربية التي عادة ما يكون لها علاقة جد وثيقة مع الناشطين الحقوقيين؟ - من يمثل هؤلاء بالضبط : هل يمثلون الحركة المندثرة أم المؤسسة التي تتخذ من لندن مقرا لها؟ - ما هي علاقة هؤلاء مع الخطاب الإسلامي الذي يرفع العديد من " الفيتوات " على مثل هذه العلاقة مع الغرب و مع أمريكا بالذات؟ 6) المراهنات: إنك في تونس اليوم ذات الأفق السياسي المحتضر لا يمكن أن تراهن على الملف الحقوقي الذي استنفد جهدك و وقتك و عزلك في دائرة الملف الأمني بقدر ما تراهن على عقل التونسي المترقب للحظة التي يقدر فيها أن الحسم لا بد منه. إنك إذا أردت الاستمرارية في مشروعك في تونس مع الرفض الرسمي لوجودك السياسي و التنظيمي و مع الانصياع الصارم للقيادة في المهجر التي أكدت في أكثر من مؤتمر و أكثر من مناسبة على رفض تشكيل تنظيم جديد على أنقاض حركة النهضة و ربما للاعتبارات التالية: 1- الانصياع لشروط دوائر الاستخبارات الغربية التي تستضيف الحركة و توفر لها الملاذ الآمن 2- الخوف من بروز قيادة داخل تونس تختطف المشروعية من القيادة المقيمة في المهجر 3- عدم القدرة على استحداث تنظيم جديد بجناحين جناح في الداخل و جناح في الخارج و بقيادتين قيادة في الداخل و قيادة في الخارج و الأولى ذات أربع دوائر و الأخيرة مكونة من قطبين 4- الخوف من الاختراق 5- الخوف من اتخاذ النظام ذلك حجة للقضاء على الحركة من جديد 6- الخوف من الشارع العام و الشارع الإسلامي الخاص الأول لأنه انطلت عليه دعاوى النظام الإعلامية و اعتقد لفترة طويلة أن حركة النهضة حركة إرهابية ، و الثاني لأن له تحفظات عديدة على فكر و أداء الحركة المنهزمة مع دخول تيار جديد للساحة يحمل أفكارا مباينة بل معادية لأفكار حركة النهضة. ألمعت أنك إذا أردت الاستمرارية فعليك البحث عن حقول أكثر فاعلية و أكثر التصاقا بالتونسي و ربما لا تنطبق هذه الشروط إلا على الحقل الثقافي. 7) الحقل الثقافي: من الحقول التي يتوجب على النهضويين في تونس اليوم التوجه إليها و لكن يبدو أن الإسلاميين على عكس اليسار ما زالوا لم يدركوا خطورة هذا القطاع و ما زالوا يعتبرونه من الترف الذهني أو لا يحظى بالأولوية في ظل الأزمة السياسية و الاجتماعية و الأمنية التي يمر بها التيار و لكن لما لهذا المجال من خطورة فيمكن أن يشكل رافدا مهما من روافد التعبئة و الحضور رغم أنه قطاع مهمش كأغلب القطاعات الحيوية في تونس و عليه فلا بد لهذه الفئة المثقفة الواعية أن تتوجه للتونسي النخبة المثقفة عوض أن تتوجه للسلطة لتنازلها فيما يعد مواقع متقدمة داخل الساحة إذ الصراع فيها أشد و إصرار السلطة فيها على إقصاء الإسلاميين أشد أيضا ، إنك في مواكبتك للملتقيات الثقافية و محاولة الاقتراب من هموم الشعراء و الكتاب و الرسامين و السينمائيين و الفنانين و إيمانك بقضايا هؤلاء بل و تبنيها و دفع من له الأهلية من الإسلاميين كي يتصالحوا مع هذه الفئة الراقية مرهفة الحس غير أننا ضربنا جدرا عديدة بيننا و بينها بوعي و بدونه حتى غدت تلك الساحة مرتعا للسلطة و مكسبا تاريخيا لليسار حتى صرت لا ترى شاعرا إسلاميا أو روائيا إسلاميا و من العجيب أنه لا يوجد في اتحاد الكتاب التونسيين من الإسلاميين إلا عضو واحد و هو صاحب هذه الأسطر حتى يشعر كونه يغرد خارج السرب ، و لقد رأى نظرة الاستهجان في أعين الكثير من النهضويين ففي حين يشتغل هؤلاء بهموم الحركة من اعتقالات و بطالة و ندوات سياسية يشتغل هو بالشعر و الشعراء و البحث عن الطباعة و النشر. إنك بهذا الاهتمام بهذا الحقل ستدخل كل بيت و ستجد أنك لا تغيب عن ندوة أو جريدة أو قناة و أن الآخر لا يستطيع إقصاءك من ساحة الإبداع أو لا يستطيع أن يفرض على الناس عدم الاستماع إلى أشعارك أو عدم التأثر برواياتك. إن الفكر الإسلامي العام و المغاربي بشكل خاص ما زال بعيدا عن الخوض في فلسفة الثورة الثقافية التي تنطلق من الشعر و القصة و الرواية و المسرحية و السينما و الرسم و الغناء و المحاضرة و التظاهرة إلى المدرسة إلى الجامعة إلى كل بيت ... إن الثورة الثقافية التي أرشد إليها ليست مستحيلة و إن كانت صعبة الاستيعاب و صعبة المنال لما طبعت عليه عقول الإسلاميين الجدد من قدسية للسياسة حتى كادوا أن يصبحوا حركات سياسية مدنية و أبعد أن يكونوا حركات دعوية ذات منحى سياسي ، إن الفكر الإسلامي الوسطي التجديدي ينطلق من القاعدة النبوية الذهبية " خلوا بيني و بين الناس " و من القاعدة القرآنية الذهبية " ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون " لا يمكن أن يسمح لمن يتخذهما منهجا أن يتحدث في سره عن الثأر من الجلادين و استهجانه من التونسي الذي تخلى عنه في أوج المعركة و عن اليساري العدو عقائديا و عن الليبرالي المصلحي و التجمعي الدموي. إن الإسلاميين اليوم في مفترق طرق خطير قد يشكل نقلة نوعية نحو سلفية إقصائية أو الاندثار أو منهجا وسطا قد يبعث الحركة من جديد في ثوب جديد. 8) التعددية القيادية – تنوع أم فرقة؟ النهضوي اليوم لا تعتبر علاقته مع السلطة القائمة في البلاد السبب الرئيس في أزمته و إن نجح في تسويق هذا التشخيص السهل لأنه الأقرب للإقناع و لكن أليست الأزمة داخلية بامتياز هذا الإسلامي الذي أضحى يعيش واقعا مهمشا ينتمي فيه إلى تيار غير موجود بالفعل و يعاقب على الانتماء إليه في اليوم سبعين مرة. و لكن من يمثل هذا التيار رسميا أو فعليا و ما هي مساهمته في حل أزمة النهضويين اليومية ؟ هل ينتمي إلى هذا التيار الذي يساهم في الحياة السياسية من خلال البيانات و الشجب و الظهور المتكرر في القنوات الفضائية أم من خلال هذه المحاولات الضعيفة للتغلغل داخل الفضاء الحقوقي النهضوي ؟ يتساءل بحرج من يمثله فعلا و لو غير رسمي كي يحاول التماهي مع تصورات هذا الرجل أو الهيئة أو التشكيل أو يتخذ موقفا أو مسافة مما يطرح هؤلاء. هل تمثله المؤسسة التنظيمية الرسمية المقيمة في الخارج و التي لم يعد سرا انقسامها إلى تشكيلين يتخذ الأول من لندن مقرا في حين يتخذ الثاني من باريس مقرا له و مع اعتبار إمكانية الولاء لرئيس الحركة كحد جامع مانع فماذا قدم الشيخ راشد لضحايا الداخل؟ إن قيادة المهجر مجتمعة أم متفرقة لم تقدم لمن في الداخل إلا: 1) المحافظة على اسم الحركة 2) إبراز أسماء جديدة كانوا نكرات لوقت قريب و ليس لهم أي رصيد نضالي غير ترأس بعض الاجتماعات العامة الطلابية في تونس في ثمانينات القرن المنصرم أو صلة القربى مع قيادي بارز أو الانتماء الجهوي. 3) تغييب الأسماء التاريخية الكبرى أمثال الدكتور صالح كركر و الأستاذ محمد شمام و التي تحظى بشعبية كبيرة لدى القاعدة إلى حد الآن ربما استرضاء للآخر الذي سمح للحركة بالإقامة فوق أراضيه و ربما لأن تلك الأسماء تحسب على الإرهاب. 4) تكديس الأموال بل و صناعة أرستقراطية إسلامية مهاجرة أصبح إسلاميو الداخل الجائع ينظر إليها و إلى أموالها و إلى مواقفها بعين الريبة. 5) الحرص على الظهور إعلاميا دون أن تكون القضايا المطروحة تمس الحركة من قريب أو بعيد حتى أن سيد الفرجاني القيادي البارز المهاجر ظهر في قناة الحوار اللندنية ليتحدث عن العادات و التقاليد في القيروان مسقط رأسه. إن الإسلامي النهضوي اليوم يرى في هذه الأسماء اللامعة التي أطلق سراحها أملا عظيما في إخراجه من أزمته و التجاوز به حقبة التشتت و التشرذم و لكن يرى أن أداءها ما زال دون المأمول فهم يدورون في فلك الإعلام و حقوق الإنسان. إن هذه الفئة ما زالت تراوح مكانها إذ لا يمكن لها التجرؤ على الهاجس الأمني النفسي الساكن في عقولهم و قلوبهم و الانطلاق من الفردية في الفعل إلى التنسيق و ليس التنظيم الذي يبدو أنه صار مطلبا خرافيا. إن هذه الفئة التي تتواجد في الساحة دون تنسيق بينها لا يعد الهاجس الأمني وراء عدم التنسيق بينها بل نحن أمام وجهات نظر قد تبشر أو تنذر بميلاد حركات جديدة على أنقاض الحركة الأم و لكن لماذا يخشى الإسلاميون من ولادة حركات جادة و فاعلة قد يكون الحل عندها ، ألم يوجد الحل في تركيا على يدي رجب طيب أردوغان و حزب العدالة و التنمية الذي ولد من رحم حزب الرفاه للبروفيسور نجم الدين أربكان كذلك ألم تكن حركة الإخوان المسلمين في مصر الأم التي أنجبت عشرات الحركات الإسلامية فإذا كانت الحركة الأم لم يعد لها القدرة على : - استيعاب هذه الألوف من القواعد - هذه الأجيال من القيادات المتعاقبة - هذه الألوان من المنظرين مختلفي المشارب و الآراء - هذه الساحة المتجددة و المتشعبة فلماذا تصر على هذا " الكوكتيل " الهجين الذي ربما ينذر بالاندثار أو التقاتل أو التطرف النهضوي أيضا ما زال وفيا لتلك الأسماء اللامعة التي خاض معها نضال السجن و ما زال أغلبها حتى كتابة هذه الأسطر وراء القضبان و يرى فيها القيادة الشرعية التي فضلت النضال و السجن على الهروب و يرأس هذه المجموعة الدكتور السجين الشيخ الصادق شورو حفظه الله( أطلق سراحه قبل نشر الدراسة). 9) بين الولادة و الاندثار: يرى البعض أن القيادة في الخارج لا تراهن على الداخل كثيرا و ذلك لأنها أصبحت تضم أكثر من تيار في داخلها و لكل تيار همومه و مشاغله و طموحاته و علاقاته مع الدولة المضيفة و الأدهى من ذلك و أمر و الذي أضحى يخيف الكثير من قواعد الداخل دعوة مؤسس الحركة الشيخ راشد الغنوشي الإسلاميين في أوروبا إلى التفكير في التوطين و المطالبة بحق المواطنة في الغرب و الكف عن اعتبارهم ضيوفا و الكف عن التفكير في العودة إلى الأوطان التي هاجروا أو هجروا منها وخوض النضالات السياسية من خلال البلدان التي يقيمون فيها لا من خلال إرثهم النضالي الذي ألجأهم إلى أوروبا و الغرب. هذا الطرح بالتأكيد لا لبس فيه سياسيا و شرعيا و لكن إن كان هذا الفكر يمثل حركة النهضة الحركة ذات الهموم و الخصوصيات القطرية فإنه يعد انقلابا على رهانات القواعد و على البرنامج النضالي الذي على ضوئه انتخب المؤتمر الأخير الشيخ راشد الغنوشي رئيسا للحركة و بناء عليه فإننا نطالب بمساءلة الشيخ من طرف مؤسسة الشورى أو إلزامه بتوضيح إن كانت هذه الأفكار تمثله كرمز فكري إسلامي عالمي و ليس لها أية علاقة بمنصبه التنظيمي و لكننا نرى أن قيادات أخرى كذلك تلقفت هذا الطرح و بدأت تدعو إليه مما يجعلنا لا نقبل بتأويل من يؤول أو تبرير من يبرر بان هذا الطرح فكري عام و ليس تنظيمي خاص فقد ظهر القيادي البارز المقيم في فرنسا محمد بن سالم ليدعو على شاشة قناة الحوار إلى نفس الطرح بل و المراهنة عليه في نيل مكاسب سياسية في فرنسا و في غيرها من البلدان الغربية. إن كانت قيادات الحركة صارت تراهن على التوطين و التجنيس فلها الحق في ذلك و لكن كذلك لنا الحق في البحث عمن يمثل العشرين ألفا من أبناء النهضة الذين دخلوا السجن دون أن يدركوا إلى الآن لماذا دخلوه و خرجوا منه بعد هذا الكم الهائل من السنين و الحقد و التعذيب دون أن يدركوا أيضا لماذا خرجوا منه. 10) ضرورة التنظيم: أصبح النهضوي اليوم يشعر بحاجة ماسة إلى التنظم أكثر من قبل بل و يحاول أن يجاهر بهذا المطلب أمام المسؤولين الأمنيين و لم يعد خافيا أن مثل هذه الحوارات أخذت طابعا حادا بين بعض النهضويين من أمثال كاتب هذه الأسطر و بعض ضباط الاستخبارات الذين لم يستوعبوا خطر التهديد الذي ساهموا في ولادته من خلال الإمعان في الإقصاء و التهميش و عدم تجاوز الحالة الأمنية وعدم تغيير الخطاب الأمني. فحركة لا تحكمها مؤسسات و أفرادها ينتشرون على كامل الوطن منهم من عصمته تجربة السجن من الزلل و الخطأ و الانجراف وراء الأفكار الهدامة و منهم من فتحت له آلام السجن الباب على مصراعيه كي يكون لقمة سائغة لذا أو ذاك. ما ذنب هذا أو ذاك إذا أخطأ فرد أو مجموعة لا تصلها أيادي التوجيه و الزجر و المنع و الالتزام كي يؤخذ بجريرة هؤلاء الذين انتموا تاريخيا إلى الحركة و لا يربطهم واقعا أي رابط أم أن السلطة من الحكمة بمكان حتى لا تمشي على قاعدة " أرنب يجر على حلوف ". إن السلطة اليوم و التي تجتهد في الإمعان في تجاهل قراءة الأحداث الدموية الفارطة التي جدت بمدينة سليمان قراءة علمية و موضوعية تسهم بشكل أو بآخر في تكريس الأزمة و تعميقها و تصديرها للآخرين. إن السلطة معنية بملف الأزمة و مطالبة بحلها و الحركة معنية كذلك و مطالبة في نفس الوقت و المجتمع المدني معني كذلك و مطالب و لكن من هو يا ترى يدرك أنه معني و مطالب قبل " "التسونامي" المرتقب.