نشب شجار حاد بين اللواء نصر يوسف عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وحكم بلعاوى النائب الثانى لأمين سر اللجنة خلال اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس للحركة فى العاصمة الأردنية عمان، برئاسة محمد راتب غنيم رئيس اللجنة، مفوض التعبئة والتنظيم فى الحركة وفقا لمصادر موثوقة. عدد من أعضاء اللجنة المركزية كانوا عقدوا اجتماعا منذ يومين فى مقر المجلس الوطنى الفلسطينى برئاسة فاروق القدومى أمين سر اللجنة، وهم إلى جانب القدومي، غنيم، انتصار الوزير، عباس زكي، عبد الله الإفرنجي، صخر حبش، زكريا الأغا، نصر يوسف، سليم الزعنون، بحضور عدد من أعضاء المجلس الثورى للحركة هم حمدان عاشور أمين سر المجلس، ونائبه عدنان سمارة، عزام الأحمد، وصخر بسيسو، الدكتور ناصر القدوة وأحمد عبد الرحمن. وعلمت "العرب اونلاين" أن القدومى يعمل بالتنسيق مع بعض الفصائل الفلسطينية التى تتخذ من دمشق مقرا لقياداتها على صياغة مبادرة توفيقية بين حركتى "فتح" و"حماس". وقالت المصادر إن القدومى أجرى اتصالات مع عدد من القادة الفلسطينيين فى دمشق ناقش معهم خلالها نتائج المؤتمر الوطنى الفلسطينى الذى انعقد فى العاصمة السورية مؤخرا، الذى رأى فيها مواقف عقلانية تركت الباب مفتوحا أمام انجاز مصالحة بن الحركتين، وكذلك بين "فتح" وعموم الفصائل فى دمشق. وترجح المصادر أن يكون القدومى وضع أعضاء اللجنة المركزية فى صورة اتصالاته مع قادة فصائل دمشق، بهدف اتخاذ قرار ضاغط فى اللجنة المركزية على عباس بهدف إلزامه بإنجاز المصالحة مع "حماس". أنور عبد الهادى المستشار الإعلامى للقدومى صرح بأن اجتماعات اللجنة التحضيرية ستستمر لمدة ثلاثة أيام تناقش خلالها إعداد التقارير التى ستطرح على المؤتمر العام السادس، ووصف أجواء الاجتماعات بأنها طيبة جداً ومبنية على قانون المحبة فى حركة "فتح"، ومصلحة الشعب الفلسطينى فى الحرية والاستقلال، مشيرا إلى "أن "فتح" مفجرة الثورة الفلسطينية والعمود الفقرى للثورة الفلسطينية ستستمر فى قيادة النضال الوطنى الفلسطينى لحين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". مصادر "العرباونلاين" قالت إن شجارا حادا اندلع خلال اجتماع اللجنة التحضيرية بين يوسف وبلعاوى على خلفية موقف بلعاوى الذى يريد تقليص مشاركة العسكريين فى المؤتمر العام. مصادر وكوادر عليا فى "فتح" قالت ل"العرب اونلاين" إنها تشتم أن اللجنة المركزية تماطل فى عقد المؤتمر العام، وأنها تعمل على استهلاك الوقت دون التقدم بخطوات عملية على طريق عقده. وتكشف المصادر أيضا عن أن اللواء محمد جهاد المقيم والموجود فى عمان امتنع عن المشاركة فى اجتماع اللجنة المركزية احتجاجا على سياسات الرئيس عباس. القدومى طالب فى تصريحات له ب"وقف اللقاءات مع إسرائيل"، وتغيير القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية"، محملاً إياها مسؤولية الخلاص من المقاومين "كخدمات طوعية تقدمها لسلطات الاحتلال". وانتقد القدومى ما اسماها "ضبابية القرار السياسى الفلسطينى الحالي"، والذى أعاده الى "الضغوط والأموال الأمريكية والأوروبية". وأيد "استمرار إطلاق صواريخ المقاومة طالما بقى الاحتلال". واعتبر الحراك الشعبى العربى لنصرة غزة "صحوة جماهيرية"، داعياً إلى "تحرك رسمى عربى موحد مدعوم بسياسة فاعلة وبضغوط اقتصادية". وأشار القدومى إلى "مبادرة تصاغ حالياً لتحقيق الوحدة الوطنية والتوافق بين حركتى "فتح" و"حماس"، بالتزامن مع جهود لإعادة تفعيل منظمة التحرير". وأشار إلى "صياغة حالية لمبادرة القوى الشعبية الفلسطينية مع الفصائل جميعها لجمع الطرفين فى إطار منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعى والوحيد للشعب"، لافتاً إلى "خطوات جدية تسير باتجاه تفعيل المنظمة وعقد اجتماع للمجلس الوطنى وإجراء الاتصالات مع القوى الوطنية النشيطة والشخصيات المستقلة لعقد اجتماع وطنى موسع فى الفترة التى تعقب القمة العربية المزمع عقدها فى دمشق فى آذار/مارس المقبل". واعتبر أن المؤتمر الوطنى الفلسطينى الذى عقد الأربعاء الماضى فى دمشق بغياب الجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين كان "بمثابة إبداء حسن نوايا لدعم توجه المصالحة"، مشيراً إلى أهمية التحرك وعدم ترك الأمر للحركتين لوضع شروطهما للحوار. وانتقد "ضبابية وجهة النظر السياسية الحالية التى لا تستطيع أن ترى المستقبل لمسافة بعيدة"، معتبراً أن "الضغوط الأمريكية والدعم المالى الأمريكى والأوروبى قد يعميان البعض عن الرؤية السياسية الثاقبة". وأضاف القدومى ان "ما يجرى حالياً ليس بتفاوض حول بنود معينة وإنما لقاءات تتقدم فيها إسرائيل بمطالبها وتفرض شروطها، مقابل مطالب فلسطينية معيشية فى ظل الاحتلال"، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطينى على استعداد لمفاوضات جدية إلى جانب المقاومة. عمان- العرب اونلاين- شاكر الجوهري: