بقلم: جيلاني العبدلي الفجرنيوز اعلم أخي العربي - رحمك الله، وخفّف عنك عسر القهر ووزر الحجر- أنّ للوطنية السليمة في ربوعنا التونسية شروطا قويمة، مسطورة في كُتب السلطان على مرّ الأزمان، كُتب آياتها محكماتٌ لا متشابهاتٌ، فصّلها الزعيمُ الواحدُ الأحدُ الذي لا شريك له في التسيير، ولا كفء غيره في التدبير. فإذا رُمت أخي العربي - أعزّك ربك - درء المهالك السحيقة، ونهج المسالك القويمة، استعذْ بالله من الشيطان، واقرأ قرآن السلطان، واُتلُ ما تيسّر من الآيات الهادية إلى الشروط الضرورية للوطنية الصادقة، وإذا شئت ذاكرْتك منها في الآتي بعد أعوذ بالله من الوسواس الخنّاس وآكلي حقوق الناس: 1- أنْ تُشهّد على الدوام بسلطانك المصطفى الذي لا ينطقُ عن الهوى، وأنْ تشْهد بأنّ حاكمك لا يأتيه الباطلُ منْ بين يديه ولا منْ خلفه. 2- أنْ تُصدّق قول السلطان، وتذكرهُ في السرّ والإعلان، وتُؤيّد مسعاه ومأتاه في السرّاء والضرّاء، وأنْ تُكذّب الكلّ ممّن خالفه، وتُفنّد ما قالوا ولو صدقوا، وأنْ تبغضهم ولو أحسنوا، وأنْ تُكفّرهم ولو وحّدوا، وتنعتهم بالخيانة والعمالة مهما سمَوْا وتساموْا. 3- أنْ تُمجّد ساستك، وتُحصي حسنات سادتك، وتسكت عن نقائصهم، وتصمت عن مزالقهم وما لهُم منْ كبوات ونكسات، وأنْ تكْتب فيهم كُتبا، وتحْبك حولهم قصصا كلّها خيال في خيال، وتدّعي لهم صوْلات لا تُعدّ وجوْلات لا تُحدّ. 4- أنْ تكون واشيا لساستك، وشّاء لسادتك، عسّاسا، دسّاسا، مشّاء بين النّاس بنميم لعلّ أوسمة تُوشّح صدرك في آخر مشوارك. 5- أنْ تُشيع ما أمكن من عقيدة التوحيد لحاكمك، وتُذيع سرّ التّأييد لقائدك المصطفى، وتزْعم أنّه صمدٌ وأنّ الوطن ما ولد غيره كُفئا أحدا. 6- أنْ تضع صورة مُنمّقة أو تمثالا عملاقا لقائدك في مُستقرّك: دارك أو مكتبك أو مركبك، وأنْ تسْتشْهد في كلّ مناسبة أو غير مناسبة بأقوال مُنقذك الخالدة، وتحفظ نشيدا وحيدا: " نموتُ، نموتُ ويحيا سيّدُنا حاكمُنا إلى الأبد". 7- أنْ لا تُعبّر، ولا تتظاهر، ولا تسلُك سبيلا به تحتجُّ مهما كبُرتْ بك المتاعبُ والمظالمُ والمصائبُ، وأنْ تقول غير ما يلقى هوى السلطان، ولْتحذرْ - رعاك خالقُك - أنْ تزلّ بك القدمُ فتصير لا قدّر اللهُ إلى العدم. 8- أنْ تُبايع سلطانك، وتُساند ساستك في كلّ ما نهجوا، إذا استفتوا أو انتخبوا، وأنْ تتشبّع منهم بفنون التّزوير، وتبحث معهم في أصوات التّأييد بين الأحياء والأموات وتكون المحصّلةُ عملية انتخابية حرّة ونزيهة لم تشهدْها الإنسانيةُ قاطبةٌ. 9- أنْ تجعل ربْطتك للعُنق ولحافك على الكتف بلوْن الحزب الواحد الأحد، وتحْمل شارات بصورة الزعيم الخالد، وتلبس نظّارات سوْداء داكنة، وترفع شعارات التأييد والتّأبيد في كلّ مُحتشد، وتُثير عاصفة صاخبة من التّصفيق بسبب والأفضلُ منْ دون سبب، وترفع عقيرتك، وتصرُخ في المصدح بحياة الواحد الصمد حاكمك إلى الأبد. هذه أخي العربي - حيّاك الله، وحفظ سرّك - أقومُ المسالك لتدْرأ عنْك المهالك، وشُروطُك القويمةُ للوطنيّة السليمة فاحفظْها، وأذعْها، واجعلْها شرْعتك الهادية. وإنّه لقولٌ حقٌّ قدْ قُلتُه فاللّهُمّ اشهدْ أنّي قدْ بلّغتُ.. اللّهُم اشهدْ أنّي قدْ بلّغتُ.