في يوم من أيام الصيف الحارق ، رافق صهيب والده إلى حقول القمح التي يزرعها كل موسم ، وشاهد حبات القمح التي تحولت إلى سنابل ذهبية ، فشرع بجمع جزء منها ، يأكل القليل ويضع بعضاً منها في كيس صغير ، وشاهده أبيه ونادى عليه قائلاً : لماذا تجمع حبات القمح ، فغدا نحصده ، ونجمع منه كيفما تشاء وسأجعلك تأكل منه ، وتخزن جزء منه وسأحضر لوالدتك الشيء الكثير لتصنع لنا طعاماً لذيذاً منه ، سمع صهيب ما قاله والده وأطاعه وجلس يراقبه وهو يجمع الأعشاب الجافه التي كانت تسبب الضرر لسنابل القمح ، فاندفع بفضول طفولي يسأل والده : أبي كيف تنضج حبات القمح فتصبح سنابل .. تبسم الوالد وقال له : في فصل الخريف نحرث الارض ونجهزها للزراعة وبعد أن تسقط الأمطار لأول مره نعود فنحرثها مرة ثانية ، ثم نقوم بزراعة بذور القمح مع مراعاة توزيع الحب على الارض بشكل متناسب ، وننتظر الغيث مرة أخرى ونبقى نرعاها طوال فصل الشتاء ونهاية فصل الربيع ، ونحصدها فقال صهيب : أنه عمل متعب يا والدي ثم سأل أباه : وهل تستحق الأرض منا كل هذا الجهد كي تعطينا القمح ، فقال الوالد : طبعاً يا حبيبي فلكل مجتهد نصيب ولكل امرء ما سعى إليه وقال : والأرض التي لا ترعاها وتحافظ عليها لن تعطيك قمحاً ولا ثمراً ، صمت صهيب مطولاً ثم قال لوالده وأني أعدك يا والدي أن أحافظ على الارض واساعدك بها وأبذل الجهد كي يعطينا الحب والثمر ونحصد نتاج عملنا كي تستمر الحياة .