الرباط تصدر المستقلون نتائج انتخابات ممثلي العمال التي جرت في المغرب طيلة مايو/ أيار وأعلنت الحكومة نتائجها في مؤتمر صحفي أمس بالعاصمة الرباط.وتجري هذه الانتخابات مرة كل ست سنوات، وتتنافس فيها النقابات لاختيار ممثلين للعمال (يسمون مندوبين) داخل المؤسسات التي تشغل أكثر من عشرة عمال بصفة دائمة، وتعتمد نتائجها في تحديد "النقابات المهنية الأكثر تمثيلية" التي تحاور الحكومة بشأن حقوق العمال، في ظل تعدد المؤسسات النقابية في البلاد. هيئة ناخبة وتتمثل مهمة المندوبين في مراقبة تطبيق قانون العمل في هذه المؤسسات، وتقديم الشكاوى الفردية المتعلقة بظروف العمل للجهات الرسمية المسؤولة (وزارة العمل). كما أنهم يشكلون هيئة ناخبة تشارك في انتخاب نسبة من أعضاء مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، الذي يتكون من ممثلين عن الأحزاب السياسية وآخرين عن النقابات، وكذا من ممثلين عن الفلاحين والتجار والحرفيين. وفاز المستقلون بالمراتب الأولى في مؤسسات القطاع الخاص بنسبة 64%، متقدمين على نقابة الاتحاد المغربي للشغل التي حصلت على 13.74%. وتصدر المستقلون كذلك نتائج انتخاب ممثلي موظفي البلديات بنسبة 36.62%، متبوعين بنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي فازت بنسبة 17.73%. تضييق على النقابات وانتقد مسؤولون نقابيون هذه النتائج واتهموا الحكومة المغربية بتعبيد الطريق أمام المستقلين للفوز بهذه الانتخابات وقطع الطريق أمام "الإزعاج الذي تسببه لها النقابات". وقال القيادي في نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب رشيد التولالي للجزيرة نت إن الحكومة فرضت إجراءات معقدة على مرشحي النقابات في القطاع الخاص. من جهته اتهم القيادي في نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل عبد المجيد بنشريفة معظم أرباب العمل بأنهم "يفضلون المندوبين المستقلين على المنتمين للنقابات حتى يسهل عليهم التحكم فيهم وفي مطالب العمال". وأضاف بنشريفة في حديث للجزيرة نت أن العمل النقابي في القطاع الخاص "ما يزال في حاجة ماسة إلى النضال ومزيد من الحرية النقابية". أمر طبيعي غير أن الحكومة ترفض الاتهامات الموجهة لها بهذا الخصوص، ونفت أي تدخل للسلطات في هذه الانتخابات، واعتبرت فوز المستقلين "أمرا طبيعيا". وقال وزير العمل المغربي جمال أغماني إن الوزارات المعنية بهذه الانتخابات "كانت محايدة، وعملت ما بوسعها لتنظيم الاقتراع دون توجيه أو تزوير". وأضاف أغماني في تصريح للجزيرة نت أنه لا يملك أي تفسير لصعود المستقلين، "هل هو عزوف عن العمل النقابي وارتباطاته السياسية، أم أنه تمرد من بعض النقابيين ضد مركزياتهم النقابية". الحسن سرات