أثار لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع معارضين مصريين، الخميس وقبل أسبوع من وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس حسني مبارك، قلقا لدى مسؤولين مصريين.فرغم إقدام القاهرة على عدة خطوات إيجابية تجاه معارضين ليبراليين مسجونين أو صدرت ضدهم أحكام قضائية، سبق أن طالب نواب الكونغرس بالضغط علي القاهرة بإطلاق سراحهم؛ فإنّ مراقبين رصدوا قلقاً واستياء في لقاء كلينتون ببعض المعارضين، معتبرين أنّ إحدى أدوات الضغط الأمريكية في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش كانت اللقاء مع هؤلاء المعارضين الليبراليين وناشطي جمعيات حقوق الإنسان. وأصدر الرئيس المصري حسني مبارك، قراراً جمهورياً قبل شهرين، يقضي بإطلاق سراح المعارض أيمن نور من سجنه حيث يحاكم بتهمة تزوير. كما أصدرت محكمة مصرية حكماً ثانياً لصالح المعارض البارز الذي يعيش في الولاياتالمتحدة سعد الدين ابراهيم ينفي أنه "أساء لسمعة مصر في الخارج". وقد اعتبر مراقبون هاتين الخطوتين بادرة حسن نية مصرية تجاه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. لكنّ وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التقت أمس الخميس معارضين مصريين غير معروفين، وقالت عقب اللقاء إنّ "من مصلحة مصر أن تبدي مزيداً من الاحترام لحقوق الإنسان"، ما اعتبره مراقبون في القاهرة مساً بعصب حساس في العلاقات بين واشنطنوالقاهرة قبيل زيارة أوباما التي يحيط بها اهتمام إعلامي كبير. وأثيرت مخاوف مصرية أخرى من أن يلتقي أوباما أو الوزيرة كلينتون خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى القاهرة يوم الخميس المقبل (4/6)، معارضين ليبراليين كما فعلت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، ما أثار وقتها استياء المسؤولين المصريين وتسبب في جفاء في العلاقات استمرّ سنوات. كما أثيرت مخاوف مماثلة من أن يلتقي أحد من أعضاء إدارة أوباما معارضين من جماعة الإخوان المسلمين، ما حدا بأربعة أحزاب مصرية صغيرة موالية للحكومة إلى إصدار بيان استباقي، اليوم الجمعة، تندد فيه بخطوة مفترضة كهذه، وتحذر منها، وتطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعدم التدخل فى الشأن المصري ووقف اتصالات إدارته بجماعة الإخوان المسلمين. ودعت هيلاري كلينتون أمس الخميس، مجموعة من الناشطين السياسيين ورموز المعارضة المصرية إلى اجتماع بمقر وزارتها بواشنطن، حضره الدكتور سعد الدين إبراهيم، المعارض البارز، بخلاف معارضين أو ليبراليين آخرين غير معروفين. وتعوِّل الإدارة الأمريكية على المعارضات الليبرالية في مصر والعالم العربي عموماً وتدعمها، أملاً في أن تتولي السلطة لاحقاً علي حساب إسلاميين حظوظهم أوفر لو أجريت انتخابات حرّة. ورغم القلق المصري؛ فقد امتدح وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط، الإدارة الأمريكيةالجديدة، وقال إنها "مختلفة اختلافاً كبيراً" عن الحكومة السابقة، وتستخدم "تعبيرات طنانة أقل حينما يتصل الأمر بمناقشة قضايا مثل حقوق الانسان". ولكنّ كلينتون قالت عقب لقاء الناشطين المصريين الليبراليين أمس بشأن "هل ستُثار هموم حقوق الانسان حينما يزور أوباما مصر الأسبوع القادم"؛ إنّ "هذا الأمر دائماً على جدول الأعمال".