يزداد الفضول شيئا فشيئا: ما الذي سيقوله باراك أوباما يوم الخميس القادم للعالم الإسلامي؟ في اليوم الذي تم تنصيب أوباما رئيسا للولايات المتحدة، وعد بأن سياسته تجاه العالم الإسلامي ستكون مختلفة عن سابقه، ولكن مهما كان تفاصيل هذه السياسة، فان العالم ينتظر من الرئيس الأمريكي أفعالا لا مجرد أقوال. في الرابع من يونيو/ حزيران، سيلقي الرئيس الأمريكي حسين باراك أوباما في القاهرة، خطبته المنتظرة التي يتوجه فيها بالخطاب إلى العالم الإسلامي. وفي خطاب التنصيب أكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية "تبحث عن علاقة جديدة بهذا الجزء من العالم، تكون مبنية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل." بالإضافة إلى هذا أعلن أوباما عن نفس الرغبة في مناسبات أخرى: في مقابلة مع قناة العربية الفضائية، وفي بداية ابريل/ نيسان أمام البرلمان التركي، وأيضا في شريط فيديو مصور موجه إلى إيران. الإرث يشدد أوباما مرة أخرى أن "أمريكا ليست في حرب، كما أنها لن تكون في حرب مع الإسلام" وهي مؤشرات ذات أهمية كبيرة بالنسبة لرئيس ورث من خلفه الرئيس السابق جورج بوش سلسلة من الصراعات التي تمس كلها العالم الإسلامي بشكل مباشر: الحرب ضد تنظيم القاعدة والحرب في العراق، وفي أفغانستان ثم الصراع مع إيران حول برنامجها النووي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي لا ينتهي. وفي كل مرة يتأكد أن ما قاله باراك أوباما لم يكن هو الخطبة المنتظرة الموجهة للعالم الإسلامي، وأنها ليست اللحظة التي يعلن فيها الرئيس عن تفاصيل بداية أساسية جديدة للعلاقات مع العالم الإسلامي. توتر كبير والنتيجة في الأخير هو أن الفضول والترقب يزداد شدة للخطاب المرتقب يوم الخميس الرابع من حزيران القادم. لكن هنا قد يكون الخطر كامنا بالنسبة لباراك أوباما: هل سيتمكن من تحقيق هذه الآمال؟ في خطبه السابقة، كان باراك يجد اللهجة المناسبة، إذن فالقضية ليست في إيجاد الكلمات المناسبة. لكن بالرغم من أن اللغة الخطابية هي ذات أهمية في العالمين العربي والإسلامي، إلا أن القضية ستتحدد بالأفعال، بالسياسة الفعلية التي ستتبع في المنطقة، لأن الشيء الأكثر رسوخا في العالم العربي والإسلامي هو أن الغرب بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يزال يتبع سياسة الكيل بمكيالين. أكثر ما تتجلى عبره مشاعر الإحباط هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. التدخلات العسكرية، وفرض العقوبات المشدةة للإرغام على تطبيق قرارات مجلس الأمن مثلما هو الحال مع العراق وإيران، يقابلها غض النظر الكامل عن إسرائيل عندما تتجاهل القرارات الأممية. هذه هي الشكوى التي تتكرر باستمرار. الصراع العربي الإسرائيلي الرئيس وباما أعلن بأنه سيقوم من بداية عهدته الرئاسية بمحاولة جادة من أجل تقريب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من الحل النهائي. انه يريد حل الدولتين. وتكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه من خلال وقف توسيع الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. ، كل المستوطنات وليس فقط ما يسمى بالمستوطنات غير القانونية، بما في ذلك وقف البناء المخصص لاحتواء النمو السكاني الطبيعي، كما أشارت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هذه الأيام. ومع ذلك عرف أوباما كيف يضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، في زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض ويجعله يقبل بحل الدولتين. ايران يعارض نتانياهو بشدة التقارب الأمريكي مع إيران. لكن يُفترض أن سياسية اليد المفتوحة لإيران ستكون عاملا مساعدا لاوباما كي يخرج من مستنقع الحرب على أفغانستان والعراق. وهذا التقارب يثير من الناحية الأخرى قلق الدول العربية مثل مصر والمملكة العربية السعودية. وقبل القاء خطبته، يتوجه أوباما في زيارة إلى الملك عبد الله والرئيس المصري مبارك لمناقشة العلاقة مع إيران والمبادرة العربية لحل الصراع مع إسرائيل. تلك المبادرة تمنح إسرائيل- بانسحابها من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية -السلام والاعتراف، ليس من الدول العربية وحسب، بل أيضا من دول العالم الإسلامي. وكان مساعدو الرئيس أوضحوا أنه لن يأتي إلى القاهرة بتفاصيل حول مخطط للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن سيقدم مبادئ عامة للحل. الأفعال سيكون الرئيس باراك حسين أوباما بحاجة إلى مواهبه الخطابية لإقناع الرأي العام الإسلامي بأنه سيدشن انطلاقة جديدة في العلاقة مع العالم الإسلامي. لكن إذا لم تقترن تلك الأفكار بالأفعال الواضحة، فان تأثير مقاربته الإيجابية سيزول بسرعة. بيرتوس هندريكس- إذاعة هولندا العالمية