في بيتنا ظلٌَ سيدُ القومِ يحدثنا عن قصصِ الزمنِ الغابرْ. ويحرضنا على الكسلِ سيدنا في الحاضرْ. ويبوحُ في سخريةٍ كيفَ كان يمارسُ الموتَ بالفطرةِ وكيفَ صارَ يعيشُ في الظاهرْ . ونفسهُ غيرُ آبهةٍ سوى عنْ خمولٍ توارثهُ عن جدٌٍ قديمٍ كانَ يسمى الناصرْ. فسألناهُ ببراءةٍ : ومن يبعثُ فينا الجدٌ يا سيدنا ؟ في زمنٍ صارَ العلمُ فيهِ يعبرُ طريقَ الحاضرْ . ويجعلُ منا قطيعَ حميرٍ لا نفقهُ حرفاً من إبداعهِ وكلاباً تنبحُ على اللاشيءِ وذئاباً تعوي حتى آخرِ الليلِ دونَ عياءٍ مثلَ عبيدِ الزعيمِ القاهرْ . نحنُ قومُ الجبنِ والكسلِ نتعاركُ على حفنةِ قمحٍ أو شبرِ أرضٍ في فيافيهِ يضحكُ البومُ على غباوتنا ويجمعنا على الجهلِ كل ساحرْ . في زمننا صرنا نوعاً من الغربانِ تتنبأُ بسقوطنا عراةً وعندما فهمنا الواقعَ كنا في صفٌِ الخاسرْ . عزيز العرباوي كاتب