تونس الفجرنيوز كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة اجتماع أساتذة قسم التاريخ :نحن أساتذة قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، المجتمعون يوم الخميس 11 جوان 2009، على إثر تأكّد توجه سلطة الإشراف (بناءً على ما ورد في دليل التوجيه الجامعي) إلى دمج شعبتيْ التاريخ و الجغرافيا في شعبة أساسية واحدة انطلاقا من السنة الجامعية القادمة، نعبّر عمّا يلي : - استغرابنا لهذا التوجّه الذي يعتبر ردّة نوعية عن المكاسب التي حقّقها التعليم الجامعي في بلادنا، ففي حين تتّجه جامعات العالم أجمع إلى تفريع الاختصاصات و تدقيق التكوين، وإلى دعم هويتها الوطنية في وجه رياح العولمة العاتية عبر تطوير البحث التاريخي وإبراز خصوصياتها التاريخية والعمل خاصة على دعم ما تتلقاه الناشية في هذا المجال، تقرّر الوزارة دمج شعبة التاريخ بشعبة الجغرافيا مع ما يترتب عن هذا الأمر من تخفيض في ساعات التدريس ومن تفريط في بناء الجذور التاريخية لهوية البلاد الوطنية. - التشديد على التوقيت المريب لهذا الإجراء و استنكار فوقيته، فهو لم يعرض حتى شكليا على مجالس الأقسام والكليّات والجامعات. - تأكيدنا على تناقض هذا التوجه مع سياسة سلطة الإشراف ذاتها، مع التوجه العام لمنظومة " الإجازة/الماجستير/الدكتوراه" الذي يدعم مبدأ التخصّص، ومع مشروع التعاقد بين الوزارة والجامعات الذي يعطي للأخيرة حرية واسعة لتحديد الاختيارات والحاجيات، وكذلك مع المنطق الذي تحكّم في سنّ قانون تأخير سنّ الإحالة على التقاعد لصنف من الباحثين بما أنّ العدد الكبير من المدرّسين سيكونون مُهدّدين بالبطالة الفنّية. - سلبية هذا الدمج على الوضع المهني لإطار التدريس فضلاً عن كونه سِؤدّي حتما إلى غلق باب الانتدابات لفترة طويلة وبالتالي إلى احتداد معضلة البطالة بين خرّيجي التعليم العالي وتراجع مصداقية البحث في مستوى المرحلة الثالثة. وبناءً على ما سبق يُعبّرُ المُجتمعون عن : - رفضهم إدماج شعبة التاريخ في إجازة أساسية واحدة مع شعبة الجغرافيا، و كل ما يعنيه من تقزيم لمادة التاريخ. - مطالبتهم بسحب دليل التوجيه الذي احتوى حذف الإجازة الأساسية في التاريخ في كليتنا، والعودة إلى ما كان معمولا به في السابق، مع التعهد بالمقابل بتقديم مشروع إجازة مهنية ثانية إضافة للإجازة المهنية في التراث التي حظيت بموافقة اللجنة الوطنية. - تجندهم للنضال بكل جدية دفاعا عن الجودة وعن المكانة المتميزة التي يجب أن تحظى بها الآداب والعلوم الإنسانية عامة والتاريخ خاصة في الجامعة التونسية وفي تكوين الشباب الجامعي وفي ثقافة مواطن الغد، عبر استقالة كافة زملاؤنا وتخليهم عن مهامهم (رؤساء لجان الامتحانات، رؤساء الأقسام، ممثلينا في مجالس الأقسام وفي مجالس الجامعات) و عبر الدخول في أشكال نضالية راقية و التبرؤ من التبعات الوخيمة لمثل هده الإجراءات أمام الرأي العام و المجموعة الوطنية. عن الاجتماع أساتذة قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة