حيفا باتت المنازل العربية في منطقة النقب هدفا لحملة إسرائيلية متواصلة, دفعت فلسطينيي 48 للشكوى من تصاعد "عمليات التطهير العرقي" التي قالوا إنها تتم تحت ذرائع مختلفة, تهدف في النهاية إلى اقتلاعهم من أراضيهم.ويتهم فلسطينيو 48 السلطات الإسرائيلية بتصعيد عمليات "التطهير العرقي" على خلفية مخاوف مما يسمى القنبلة الديموغرافية أو السكانية.
وقد أقدمت قوات الشرطة وما يعرف ب"الدوريات الخضراء" على هدم منزل جديد في قرية الباط بعدما هدمت بيتين في قرية قطمات ومراحيض مسجد قرية عمرة ترابين الصانع الثلاثاء الماضي بحجة عدم وجود تراخيص بناء.
وقبيل هدم البيت الجديد في الباط الذي أنجزه صاحبه ذياب خليل الصرايعة (26 عاما) وسكنه بعد زفافه في أبريل/ نيسان الماضي، رفضت السلطات الإسرائيلية إخلاء محتوياته فهدمته على من فيه.
وطبقا لمعطيات مجلس القرى غير المعترف بها إسرائيليا في صحراء النقب، هدمت إسرائيل منذ 2002 نحو 560 منزلا في تلك القرى البالغ عددها 45 قرية, فضلا عن أوامر هدم بحق 11 ألف منزل عربي هناك.
وعلى خلفية تزايد عمليات هدم المنازل العربية قرر أهالي النقب تصعيد نضالاتهم الاحتجاجية المدنية بدءا من الأسبوع المقبل بما يشمل المظاهرات والإضرابات، وتأسيس صندوق وطني لتمويل إعادة تشييد المنازل التي تهدمها إسرائيل.
ويقيم في النقب الذي تبلغ مساحته حوالي ثلثي مساحة فلسطين التاريخية نحو 150 ألف عربي بعدما هجر تسعون ألفا منهم في النكبة عام 48، ونجا منها عشرة آلاف تضاعفوا بفضل الزيادة الطبيعية بنسبة 5.5% مما تراه إسرائيل "قنبلة ديموغرافية".
بدون خدمات أساسية ويقيم عرب النقب في مدينة رهط وسبع قرى معترف بها علاوة على 45 قرية تعدم الخدمات الإنسانية الأساسية كالماء والكهرباء والدواء والمدارس والطرقات وغيرها، ولا يمر أسبوع دون مهاجمة البيوت ومحاولة هدم بعضها.
ويؤكد رئيس مجلس القرى غير المعترف بها في النقب إبراهيم الوقيلي على ضرورة بناء برنامج نضالي موحد لعرب النقب، وكذلك توحيد الفعاليات الاحتجاجية والخدماتية التي تقوم بها الأطر والمؤسسات الأهلية والشعبية.
وتعهد الوقيلي بتنظيم اجتماع كبير للأطر والمؤسسات السياسية والاجتماعية في النقب بمساندة مجمل فعاليات فلسطينيي الداخل لاتخاذ خطوات فاعلة، في ضوء استمرار هدم البيوت ومصادرة الأراضي في النقب.
وشدد الوقيلي في تصريح للجزيرة نت على أهمية تصعيد التصدي لعمليات الهدم الإسرائيلية, وتساءل: ماذا يبقى للمرء إذا ما هدم منزله ويصبح لاجئا في وطن آبائه وأجداده. وتابع "كي لا نؤكل" يوم أكل الثور الأبيض "لا بد من تصعيد الكفاح الجماعي".
رغم قسوة الحياة وأشار إلى أن عرب النقب منزرعون في أرضهم رغم انعدام الخدمات وقسوة الحياة في الصحراء، ويدركون أنهم يذودون عن وطن لا عن مصدر رزق فحسب. وتابع" تضيق إسرائيل الخناق علينا بغية استكمال تطهير النقب من العرب بتهجير صامت وبالتقسيط، لكن هذه الاعتداءات تزيدنا تكاتفا وتكافلا وصمودا".
وأوضح الوقيلي أنه يقيم وعائلته في قرية مشاش على طريق ديمونة. وأشار إلى أن بعض بيوتها عمرها ثلاثة أضعاف عمر إسرائيل. وتابع "بيت جدي الذي نقيم فيه بني عام 1846 ومن حولنا آبار وأراض نزرعها بالحبوب ونرتبط بها وجدانيا رباط الروح بالجسد، ولذا فإما عليها نعيش كرماء أو في بطنها شهداء، ولن نرحل".
يشار إلى أن السفير الأميركي في تل أبيب لبى دعوة عرب النقب، وزار بعض القرى المهجرة، واطلع على انتهاكات السلطات الإسرائيلية وهدم المنازل العربية، وإحاطة القرى البدوية بالأسلاك الشائكة ضمن مساعي زجهم في "غيتوات".
وقال الوقيلي إن السفير سمع شرحا حول عمليات تضييق الخناق بحق عرب النقب، وأوضح أنه وعد بالتوجه للحكومة الإسرائيلية بمذكرة بهذا الصدد. وديع عواودة