تونس :تتجه الانظار بداية من اليوم، الى ضاحية قمرت حيث يلتئم المؤتمر الثالث والعشرون للنقابة العامة للتعليم الاساسي، التي تعد اكبر النقابات القطاعية في البلاد، باعتبارها تستوعب الاف المعلمين والمدرسين..وشهدت الاسابيع القليلة الماضية، «تجاذبات انتخابية» واسعة، عكسها حجم المرشحين للمؤتمر حيث بلغ عددهم نحو 36 مرشحا، بينهم 7 من اعضاء المكتب الحالي للنقابة.. وتفيد بعض المعطيات ان بورصة انتخابات المؤتمر، قد تفضي الى اكثر من قائمة (4 قوائم على الارجح) تقدم اصحابها للظفر بمقعد ضمن مكتب النقابة المتألف من 9 اعضاء.. لكن العدد الحالي للمرشحين، مرشح للانحسار في ضوء امكانية تسجيل انسحابات او القيام بتحالفات بين بعض الحساسيات النقابية او السياسية.. ولا يستبعد بعض المراقبين، فرضية التوصل الى وفاق انتخابي، من شأنه ان ينهي التنافس الشديد بين المرشحين، خصوصا اذا ما حافظ هذا الوفاق على «مقاعد» لجميع الاطراف، بما يجعل النقابة العامة، ممثلة لجميع الاطياف والتشكيلات.. وفيما يعتقد عديد النقابيين، ان للسيد حفيظ حفيظ حظوظه الكبيرة للفوز بالكتابة العامة، سيما وهو «يتحكم» في الجهات ويتوفر على قاعدة نقابية عريضة، فان غالبية النقابيين ترجح كفة الكاتب العام الحالي، السيد محمد حليّم، الذي يمتلك القدرة على التأثير في القاعدة الاوسع من المدرسين، الى جانب نجاحه في صياغة تحالفات قادرة على احتضان عديد الفرقاء ضمن اجندة نقابية موحدة.. قضية «المحاصصة الجهوية» وتتوقع اوساط نقابية مطلعة، ان تكون للجهات الداخلية، دورها في تحديد وجهة المكتب التنفيذي القادم للنقابة، وسط خشية لدى عديد النقابيين من امكانية ان ترتهن النقابة العامة للتعليم الاساسي لما بات يعرف ب«المحاصصة الجهوية».. وقال بيان لمجموعة من «النقابيين التقدميين»، تلقت «الصباح» نسخة منه، ان ثمة رغبة مدعومة من بعض اعضاء المركزية النقابية، لتكريس «المحاصصة الجهوية» بشكل يقع من خلاله الحفاظ على محور رئيسي ينحدر من ولايتي قفصة وصفاقس الى جانب قرقنة، تضاف اليها القيروان وبن عروس والكاف، بحيث تحافظ هذه الجهات على «هيمنتها» النقابية والسياسية التي تمكنت منها تاريخيا.. واعرب الموقعون على البيان عن تمسكهم «بوحدة العمل النقابي واستقلالية قطاع التعليم الاساسي، عن المركزية النقابية وعن الاعتبارات الجهوية»، وفق ما جاء في البيان.. ويرى هؤلاء ان الاشارة الى بعض الاسماء في سياق الحملات الانتخابية، يؤشر الى حرص على هذه المحاصصة، ومحاولة للابقاء عليها رغم اتجاه النقابيين الى تعزيز استقلالية القطاع.. ملفات اساسية على ان الاجواء الانتخابية الساخنة التي بدأت شرارتها منذ فترة، لا يمكن ان تحجب الملفات المهنية التي يتوقع ان تستأثر بمناقشات عميقة صلب المؤتمر الذي من المقرر ان يستمر لمدة يومين.. ويرى مراقبون للقطاع ان النقابيين منشغلون بالاساس بحصيلة مشروع مدرسة الغد، ومستوى التعليم الاساسي وافق التدريس ووضع المعلمين والعلاقة بين نقابة التعليم الاساسي والمركزية النقابية، ومنظومة الكفايات الاساسية ومسألة مجانية التعليم والمدرسة العمومية الى جانب مسألة المفاوضات الاجتماعية، والاتفاقيات التي تخص القطاع، وتشريك المعلمين في كل ما يخص الشأن التربوي، بالاضافة الى الملف المالي الذي يتوقع ان يحظى بتدخلات عديدة خلال مناقشات المؤتمر.. الصباح