الاربعاء 24 حزيران (يونيو) 2009 المؤتمر من أجل الجمهورية الفجرنيوز: يرفع المؤتمر من أجل الجمهورية إلى علم الرأي العام الوطني والعربي أن الأخوين عبد الرءوف العيادي وعبد الوهاب معطر القياديين البارزين في حركتنا، والأخت الأستاذة راضية النصراوي، قد تعرضوا في مطاري تونس وصفاقس عند رجوعهم من لقاء المعارضة في جنيف، إلى اعتداء جسدي بشع ومشين لم يهن إلا من ارتكبوه ومن حرضوا عليه. هذا الانتقام الرخيص من مناضلين معروفين ، دليل آخر على المستوى الهابط لنظام أصبح انحطاط أساليبه في التعامل مع معارضيه نوعا من الماركة المسجلة المعروفة عنه محليا وعربيا ودوليا. . والمؤتمر من أجل الجمهورية يحمّل المسئولية الكاملة للأطراف الضالعة في إرهاب التونسيين والاعتداء عليهم سواء كانوا من النخب أو من عامة المواطنين. كما يلفت نظر الرأي العام الوطني والدولي أن الطبيعة الإجرامية والقمعية للدكتاتورية في تونس ستتزايد بتزايد الرفض وصعود كل أشكال المقاومة المدنية. وبهذا الصدد فإنه، يلاحظ أن الأحداث تثبت يوما بعد يوم صحة تحليله لطبيعة النظام وأنه في الأساس مكوّن من عصابات تتمحور حول الدكتاتور وعائلاته، خصخصت الدولة ودمّرتها ولا هدف لها غير التمكّن من السلطة أطول وقت ممكن ، لا كوظيفة اجتماعية تمارس لخير البلاد والعباد، وإنما كغنيمة يجب التمتع بها عبر الاستيلاء على المال العام وتسيير تونس بالفساد والمحسوبية والعنف. - 2- يعتبر المؤتمر أن لقاء أبرز تيارات ووجوه المعارضة السياسية والحقوقية في بلادنا يومي 20 و21 جوان على هامش المؤتمر الدولي للمهجّرين التونسيين هو مرحلة هامة في تاريخ نضال شعبنا ضد النظام الاستبدادي . وإن كنا لم نرقى بعد للمستوى الذي يتطلبه هذا الوضع، ويطالب به المؤتمر منذ تأسيسه، أي تكوين جبهة سياسية تتقدم ببرنامج للحكم وكبديل سياسي من خارج النظام وأجهزته ، فإننا نستبشر بانعقاد لقاء جنيف وتفاهم كل الأطراف على تشخيص موحّد للوضع العام في جوّ من النقاش الصريح والأخوي. ونتعهّد على بذل قصارى الجهد لرفع مستوى العمل المشترك مع المعارضة الوطنية وتكتيل كل الجهود الصادقة الرامية لتخليص تونس الحبيبة من براثن الفساد والقمع. 3- رغم محاولات بعض الأطراف المعادية لشعوبنا العربية والإسلامية الاستيلاء على مظاهرات الشعب الإيراني وتفويضها لأجندتها الخاصة، فإن المؤتمر من اجل الجمهورية يتضامن كليا مع مطالب الإيرانيين في الحق في انتخابات حرة ونزيهة ويحيّ نضالهم ، كما يحيّ نضال الشعب الموريتاني الذي تصدى للانقلاب العسكري الأخير. ما تثبته كل الأحداث في محيطنا العربي والإسلامي أن عهد الانقلابات العسكرية السهلة قد ولي ، أن التعددية المزيفة حالة لن تقبلها الشعوب طويلا وستلقى معارضة متصاعدة إلى أن تسقط. مثل هذه التعددية المزيفة هي التي يعيش بها النظام الاستبدادي التونسي منذ انطلاقته ومطالبته بوقف التزييف الانتخابي عمل عبثي حيث هو بمثابة مطالبته بالانتحار. ومن ثم فإن المرور من التعددية المزيفة إلى التعددية الحقيقية لن يكون إلا نتيجة نضالات صعبة ومريرة ومكلفة كالتي نراها في إيران وموريتانيا. لذلك يدعو المؤتمر من اجل الجمهورية كل القوى الوطنية الصادقة ، حتى نسرع بنهاية مرحلة ستنتهي عاجلا أو آجلا ، لاغتنام فرصة المهزلة الانتخابية المقبلة للعمل من الآن على تنظيم كل أشكال المقاومة بالمقاطعة والفضح في الخارج ورفض النتائج المسبقة و التظاهر ضدها. إنها مسؤولية الطبقة السياسية والنخبة والشباب ورجالات الدولة الصامتين لحدّ الآن، التصدي لعملية مفضوحة وسخيفة تواصل بها العصابات سلب حق التونسيين في تقرير مصيرهم، بعد أن أولغت في سلب الثروة الوطنية وتمادت في السخرية من ذكائهم وتمريغ كرامتهم في الوحل . إنها مسؤوليتنا جميعا تجاه تونس الحبيبة والأجيال المقبلة أن نعمل معا لاجتثاث الدكتاتورية من بلادنا بكل وسائل المقاومة المدنية السلمية وان نبني على أنقاضها الجمهورية والنظام الديمقراطي، مما سيمكن هذا الجيل ومن يليه بالعيش كرماء في ظل دولة عادت دولة الجميع ووطن بلا مهجّرين في الخارج وغرباء في الداخل .