وزارة النقل: شحن الدفعة الأولى من صفقة اقتناء 461 حافلة من الصين قريبا    كأس أمم إفريقيا 2025: السودان وغينيا الاستوائية في اختبار حاسم لإنعاش آمال التأهل    النادي الصفاقسي: الكشف عن الحالة الصحية للاعبين إثر نهاية تربص سوسة    عاجل/ حجز يخوت ودرجات نارية فاخرة: تفاصيل تفكيك وفاق دولي لترويج المخدرات يقوده تونسي..    الكاف: ورشات فنية ومعارض وعروض موسيقية وندوات علمية في اليوم الثاني من مهرجان صليحة    مصادر دبلوماسية: اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية غدا بعد اعتراف إسرائيل بأرض الصومال    إيقافات جديدة في فضيحة مراهنات كرة القدم    اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية: محرز بوصيان يواصل رئاسة اللجنة    الإتحاد الإسباني لكرة القدم يسلط عقوبة قاسية على نجم نادي إشبيلية    عاجل/ بعد اعتراف الكيان بأرض الصومال: حماس تصدر هذا البيان وتفجرها..    جريمة مروعة: وسط غموض كبير.. يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر..#خبر_عاجل    الرياض تحتضن الدورة 12 للجنة المشتركة التونسية السعودية    رئيس الجمعية التونسية لمرض الابطن: لا علاج دوائي للمرض والحمية الغذائية ضرورة مدى الحياة    قابس: نجاح جديد بقسم طب العيون بالمستشفى الجامعي بقابس    عاجل/ تنبيه: انقطاع التيار الكهربائي غدا بهذه المناطق..    مستخدمو التواصل الاجتماعي مجبرون على كشف أسمائهم الحقيقية    تقدم أشغال بناء المستشفى الجهوي بالقصرين مع توقع انطلاق استغلاله بداية السنة    حصيلة لأهمّ الأحداث الوطنية للثلاثي الثالث من سنة 2025    كرهبتك ''ن.ت''؟ هذا آخر أجل لتسوية الوضعية؟    سيدي بوزيد: تحرير 17 تنبيها كتابيا وحجز كميات من المواد الغذائية    المسرح الوطني التونسي ضيف شرف الدورة 18 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر    عروض مسرحية وغنائية وندوات ومسابقات في الدورة العاشرة لمهرجان زيت الزيتون بتبرسق    قابس: تقدم مشروع اصلاح أجزاء من الطرقات المرقمة بنسبة 90 بالمائة    السكك الحديدية تنتدب 575 عونا    بعد ليلة البارح: كيفاش بش يكون طقس اليوم؟    مواعيد امتحانات باكالوريا 2026    التشكيلة المحتملة للمنتخب التونسي في مواجهة نيجيريا    عاجل/ تعطّل أكثر من ألف رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية..    حجز 5 أطنان من البطاطا بهذه الجهة ،وتحرير 10 محاضر اقتصادية..    الركراكي: التعادل أمام مالي كان محبطًا لكنه سيكون مفيدًا مستقبلاً    تنفيذا لقرار قضائي.. إخلاء القصر السياحي بمدنين    تايلاند وكمبوديا توقعان اتفاقا بشأن وقف فوري لإطلاق النار    مانشستر يونايتد يتقدم إلى المركز الخامس بفوزه 1-صفر على نيوكاسل    رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن عودة الناشط علاء عبد الفتاح    ألمانيا.. الأمن يطلق النار على مريض بالمستشفى هددهم بمقص    فرنسا.. تفكيك شبكة متخصصة في سرقة الأسلحة والسيارات الفارهة عبر الحدود مع سويسرا    مزاجك متعكّر؟ جرّب هذه العادات اليومية السريعة    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    استراحة الويكاند    الإتفاق خلال جلسة عمل مشتركة بين وزارتي السياحة والفلاحة على إحداث لجنة عمل مشتركة وقارة تتولى إقتراح أفكار ترويجية ومتابعة تنفيذها على مدار السنة    نشرة متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة..#خبر_عاجل    قرقنة تكشف مخزونها التراثي: الحرف الأصيلة تحول إلى مشاريع تنموية    الأحوال الجوية: وضع ولايات تونس الكبرى ونابل وزغوان وسوسة تحت اليقظة البرتقالية    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    أيام القنطاوي السينمائية: ندوة بعنوان "مالذي تستطيعه السينما العربية أمام العولمة؟"    قائمة أضخم حفلات رأس السنة 2026    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    القيروان: حجز كمية من المواد الغذائية الفاسدة بمحل لبيع الحليب ومشتقاته    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    جندوبة: انطلاق اشغال المسلك السياحي الموصل الى الحصن الجنوي بطبرقة    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    السجن المؤبد لصاحب شركة وهمية أغتصب طالبة وقتلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة الفتاوى بين تونس و السعودية : حمادي الغربي


: المقدمة
الشيخ سلمان العودة يرفع الستار :
فتوى سعودية تقلب الموازين :
التلفزيون الرسمي التونسي يُحاكم السعودية :
وزير الشعائر الدينية التونسي على الخط :
الوزير و الامتحان الصعب :
تكتل اسلامي عروبي لحماية الشراكة السعودية التونسية :
أسئلة تنتظر جوابا :

: المقدمة
المتعارف عليه في أوساط الخاصة و العامة أن تونس ليس لها علاقة من بعيد أومن قريب بالمسائل الفقهية و التشريعات الاسلامية ناهيك عن استصدار فتاوى شرعية تعتني بقضايا الدين و الدنيا ....و هي دولة تفتخر بمحاربتها للاسلام و استئصال الاصولية بل ترفع شعار الحداثة و التحرر، و المقصود هنا بالتحرر هو الخروج على الدين و الطعن في هوية الامة و مقدساتها .
أما ما نسمعه اليوم من تصريحات ذات طابع ديني أو فقهي بحت ،يجعلنا نستغرب و نستهجن الاسلوب المتبع في استغلال الدين في السياسة عبر اصدار فتاوى من المعيار الثقيل كإلغاء موسم العمرة لهذه السنة و تكبد وكالات سفر الخسائر المالية بملايين الدولارات و إن كانت هذه الوكالات أو توكيلات الحج و العمرة تابعة لاسرة العائلة الحاكمة ،و الاغرب من ذلك أن التيار الحاكم في البلاد و الذي يمسك بزمام الامور و بالتأكيد ليس رئيس الجمهورية نظرا لانشغاله بأمور أخرى ذات أهمية أكبر كالتوريث و ضمان تجديد ولايته الخامسة – فالتيار العلماني الملحد إلى حد النخاع و المهيمن على مقاليد السلطة و لكنه في نفس الوقت يستغل الدين الذي يعتبره سبب انحطاط الامة و تخلفها، بل العائق الاكبر في بناء تونس الجديدة فيستغله كورقة ضغط و تلاعب لما يشعر بحاجته الملحة لهذه الورقة السحرية و المضمونة النتائج ...و بالتالي الذي يكون محظورا بالامس يصبح مباحا في اليوم الذي يليه ...والحلال عليهم حرام على غيرهم، إلى أن أصبحت الحركة الاسلامية التونسية تتحاشى في التعامل مع اصول الدين و أحكامه على الساحة الميدانية لان الطرف المقابل يستعمل حق الفيتو في الطعن في الادوات و وسائل التحليل و التحريك و التعبئة الجماهيرية ذات الطابع الاسلامي و يعتبر إدماج الدين في السياسة من قبيل المتاجرة بالاسلام و ما لله لله و ما لقيصر لقيصر ..و المؤسف في هذا السياق ان جمع كبير من الاسلاميين سقطوا في هذا الفخ و فصلوا الاسلام عن السياسة و أصبحوا مثل غيرهم بدون روح أو منبت بعلة أن مقتضيات السياسة تستوجب ذلك .

الشيخ سلمان العودة يرفع الستار :
في زيارته الاخيرة لتونس و في إطار أشغال منظمة اليونسكو قام الشيخ سلمان العودة بجولة سريعة و خاطفة لقلب العاصمة التونسية الوجه اللامع للبلاد و ككل أي بلاد ، تكون دائما العاصمة الواجهة الامامية للزوار و السائحين و بما أن زيارته كانت خاطفة و سريعة جاءت إنطباعاته بنفس المقدار خاطفة و سريعة و لم ترتق إلى المستوى العلمي أو الموضوعي كما عاودنا بها فضيلة الشيخ بتحاليله الدقيقة و استنتاجاته المفصلية و لكن في نفس الوقت إحترمنا رأيه باعتباره بشرو له اجتهاداته يُأخذ منها و يُرد ولكن مُؤاخذاتنا عليه كانت في استعجاله في تقديم أوسمة و تزكيات مجانية للنظام هو بنفسه لا يدعيها و يتبرئ منها لانها تُدينه امام شركائه الغربيين والملحدين المتواطئين معه في تصفية الاسلام و معالمه بتونس و تُظهره كالمتخاذل أويملك وجهان لعملة واحدة و لذلك و برغم إستياء رجال الحركة الاسلامية التونسية من تصريحات الشيخ لم تبد الحكومة و اعوانها حد أدنى من البهجة و السرور للثناء السعودي المجاني الذي نزل عليها من السماء و بدون مقابل و الذي قد يُفيدها بالتأكيد في حملتها الانتخابية الرئاسية المقبلة و يُبيض وجهها امام التونسيين الذين كثيرا ما سمعوا و شاهدوا بأم أعينهم انتهاكات غير لائقة في حق الاسلام و أهله .
كان حري بالشيخ قبل زيارته لتونس أن يستأنس برأي الحركة الاسلامية التونسية ،و يطلع على آخر تطورات القضية بتونس و يلقي نظرة على قوانين مجلة الاحوال الشخصية أو أن يطلب زيارة للمساجين الاسلاميين أو يقف على ابواب المعاهد و الجامعات ليشهد بعينه وقائع نزع الحجاب و خلعه من رؤوس الاخوات عنوة ،أو الابحار لدقائق معدودات في الشبكة العنكبوتية و البحث عن قضايا أو مسائل أجتماعية تونسية :كالطلاق ،و الانتحار ،و العنف العائلي ،و الامهات العازبات و المخدرات و الايدز و الجريمة المنظمة و البطالة و الاجهاض والخمرو ما يتبعه، كافية بتقريب الصورة الحقيقية عن الوضع الطبيعي للبلاد .
و لكن بنفس المقدار الذي نلوم فيه الشيخ سلمان فيما ذهب إليه فإننا نحن رجال الحركة الاسلامية و رموزها و شيوخها و علماؤها بالدرجة الاولى قد ظلمنا أنفسنا و بلدنا و لا نلوم إلا انفسنا في المستوى الذي وصلنا اليه من اللامبالات و القعود و العطالة الفكرية و الحركية و السياسية التي نعاني منها و أصبحت العطالة صفة ملازمة للكثير منا ،فأصبح لا يُسمع لنا صوت إلا بعدما ان تُنتهك حرماتنا و اعراضنا... وقتها نبكي و نصرخ و نقيم المآتم و نفتح بيوت العزاء و صفحات الرثاء على النت و لكن متى...؟ بعد ذبح الشاة و سلخها .


فتوى سعودية تقلب الموازين :
و كأن الله أراد أن يُنزل سكينته على المؤمنين و يُخفف عنهم الألام والجراح التي خلفها الشيخ سلمان في نفوسهم بعد مدحه و تزكيته لنظام لا يستحقها و لا يستح البتة في قتل المؤمنين و استئصال الاسلام من منبعه و سن قوانين وضعية تستهدف أحكام الله و روح الدين لم يسبقه بها أحد من العالمين .
جاء في فتوى الدكتوريوسف بن عبد الله الاحمد عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الامام بالرياض بخصوص سفر وفد نسائي سعودي الى تونس الاتي :
ان سفر وفد نسائي الى تونس للدراسة هو تحقيق للمشروع الامريكي التغريبي في افساد المراة السعودية ...حكومة تونس هي أسوأ حكومة في العالم في محاربتها لشعبها في دينه فهي تمنع الحجاب الشرعي في الدوائر الحكومية و الجامعات و تضيق على المسلمات و تتبنى الاختلاط بأسوأ صورة و تقنن دور البغاء رسميا و تحرم تعدد الزوجات و تحارب الدعوة إلى الله .
و نصح الدكتور الوفد الذي يزمع للسفر الى تونس بالتوبة .
فتوى الدكتور سببت للشيخ سلمان إحراجا بليغا و بينت أن فضيلته غابت عنه أشياء كثيرة و أنه استعجل في ثنائه على أسوأحكومة في العالم على حد تعبير الدكتور كما أن الفتوى كانت بردا و سلاما على إسلاميي تونس الذين كثيرا منهم انطفأت شموعهم وذبلت عزيمتهم و أُصيبوا بالاحباط و الحيرة .
و في رد رسمي على الفتوى الحاسمة أصدرت سفارة الجمهورية التونسية بالامارات بدل سفارة تونس بالرياض التي كان من المفترض ان تتولى مهمة الرد كعرف ديبلوماسي متبع بين الدول و باعتبار أن الفتوى صاحبها سعودي الموطن ، بيانا لا طعم فيه و لا رائحة ولا لون و هو عبارة عن ترديد اسطوانة قديمة ليس لها اول ولا آخر و إجراء روتيني لا غير . و لكن تدارك السفير التونسي الموقف عبر الديوان الرئاسي بتونس العاصمة بمناسبة الاجتماع الرابع للمجلس الاعلى لمنظمة المرأة العربية بعد تكريم ممثلة الامارات و الثناء على دورها و دور الامارات في تعزيز مسيرة المرأة العربية و نهضتها ثم تكريمها بوسام رئاسة الجمهورية للسابع من نوفمبر و هي بالتأكيد رسالة مبطنة للسعودية التي لا تبتعد كثيرا من حيث المسافة على حدود المملكة فضلا عن الروابط التي تجمع بين الدولتين .

التلفزيون الرسمي التونسي يُحاكم السعودية :
في سابقة الاولى من نوعها و في عمل صحفي تنقصه اللباقة و الحرفية و الدبلوماسية، صحفي تونسي مغمور يستضيف كاتبة سعودية تدعى زينب حفني غير مرغوب فيها ببلدها و هي شاذة في أفكارها و خارجة عن المألوف و تعاليم الشريعة ، يتعامل معها الصحفي التونسي و كأنها شاهدة إتهام ضد النظام السعودي و تلقي جزافا أحكاما و اتهامات ضد تقاليد المجتمع و شريعته بقولها أن :لا يوجد قانون بالمملكة بل تشريع منذ الاف السنين و تقصد بذلك أحكام الشريعة ، و للكاتبة رواية تحت عنوان- سيقان ملتوية- ذات طابع جنسي في أدب لم يعهده السعوديون من قبل في بلد مهبط الوحي و مرقد رسول الله عليه افضل الصلاة و ازكى التسليم ؟
تاتي هذه المقابلة المشبوهة كردة فعل صبيانية على فتوى الدكتور يوسف بن عبد الله الاخيرة التي منعت صراحة سفر السعوديات الى تونس باعتبار هذه الاخيرة تُفسد النساء من خلال تبني الاختلاط و تقنين دور البغاء .
وأحسب أنه بهذا العمل الغير مسؤول عبر التلفزيون الرسمي اي بلغة اخرى توجه رسمي تتبناه الدولة او اشخاص نافذين في الدولة يعملون على الإساءة للعلاقات بين الدولتين ، ولمصلحة من ؟
و من سيكون الخاسر ...؟
حتما تونس ...الصغيرة في كل شئ.....ثم سيفرح العلمانيون المتطرفون في الدولة بقطعهم اواصر الاخوة العربية و الامتداد الطبيعي للجسم العربي المسلم عبر التاريخ و الجغرافيا و الدين واللغة و الحضارة .
كشف المذيع التونسي عن تنسيق متين و مدروس بين علمانيين سعوديين و اخرين تونسيين و ذلك لمحاربة الحجاب و البرقع ...و لعمري أنه تدخل سافر في شؤون الدول الاخرى و له توابع غير حميدة على المستوى السياسي و الامني و شكل العلاقات بين الدولتين، جاءت هذه المقابلة على قناة 7 التلفزيون الرسمي لتونس في برنامج اخر الليل من الشهر الماضي .

وزير الشعائر الدينية التونسي على الخط :
نقلت صحيفة الصريح التونسية يوم السبت بتاريخ 27-6-09 عن أبوبكر الاخزوري وزير الشؤون الدينية بتونس قوله : أنه تم تعليق العمرة في انتظار النظر في مسألة تعليق الحج إذا ما تأكدت خطورة ذلك على صحة حجيجنا – حسب ما يفرضه الوضع العالمي – بما ام السفر الى البلد الموبوء غير جائز .
علما و انه الى حين صدور تصريح وزير الشعائر الدينية تم تسجيل ثلاثة حالات تونسية مصابة بانفلونزا الخنازير أو ما يصطلح عليه علميا " اتش 1 ان 1
الملاحظ أن سيد الوزير كان احر من الجمر في اعلان تعليق العمرة لهذه السنة و أنه بذلك حقق الرقم القياسي و الاول في العالم في الاستباق بمكافحة انفلونزا الخنازير و هو بذلك و كعادة تونس تتصدر العالم العربي في القضايا الاسلامية و لكن بالاتجاه المعاكس فهي ما شاء الله الاولى عربيا في الطلاق و الانتحار والامهات العازبات و استهلاك الخمر و ضرب النساء لرجالهن و تشريع قوانين مخالفة لشرع الله ،إذا غير مستغرب ان يبادر وزيرنا بتعليق العمرة و ذلك بعمل إضافة جديدة في سجل الارقام القياسية بتونس تحت شعائر مطاردة الاسلام و ما يعلق به ، و لعمري إن وجد النظام التونسي و خاصة الجناح العلماني المتطرف إمكانية حذف ما يُسمى بالحج و العمرة من قاموس شعائر الاسلام التونسي لحذفها .
و يتسائل المرء هنا ...هل حقيقة ما ذهب إليه وزير الشعائر الدينية هو مذهبا دينيا و فقهيا صرفا و خوفا على صحة المعتمرين التونسيين ، ام هنالك مسائل أخرى ...؟
ان انفراد تونس بهذا الاعلان من دون العالم الاسلامي يجعل الباحثين ينظرون إلى الامر بشئ من الريبة و الشك و خاصة ان تونس مشهور عنها بمحاربة الدين و احكامه و منذ الاستقلال عن فرنسا علاقة الحكومة التونسية بالاسلام علاقة شد و جذب و مطاردة للاسلاميين على اختلاف توجهاتهم الفكرية ،و الراجح عندي ان فتوى الوزير التونسي بخصوص العمرة هي ردة فعل غير مدروسة لفتوى الدكتور يوسف بن عبد الله التي منعت السعوديات من السفر إلى تونس و بما ان الفتوى السعودية تمنع النساء من زيارة تونس فالفتوى التونسية تأتي في هذا الاطار بمنع التونسيين من السفر الى السعودية و هكذا واحدة بواحدة .
إن هذه العملية الحسابية في عالم السياسة لاغبار عليها أما إن يتم حشر الدين و بالاخص شعائر الاسلام و معتقاداته في اللعبة السياسية فهذا مرفوض من أساسه و غير مقبول بالمرة و زلة كهذه لا تُغتفر لمثل شخصية حكومية برتبة وزيرالشعائر الدينية لحكومة مسلمة .
و من جهة اخرى فإذا اعتبرنا أن سيد الوزير كان حريصا على تعاليم الاسلام و سلامة المعتمرين و كانت الفتوى في موضعها ...فيتحتم علينا في هذه الحالة أن نسأل سيادته عن التجاوزات الفظيعة و الكبائر الشنيعة و الحرب المنظمة على الاسلام التي تشنها الدولة التونسية و التي هو أحد وزرائها و حاميها .
فأين غيرته و أسلامه و فتواه و حمايته لاركان الدين و بيضته ؟
ماذا يقول في الحجاب ...و منع تعدد الزوجات ....قانون المساجد.....قانون تجفيف المنابع ...و تقنين الدعارة التي جاءت في فتوى الدكتور السعودي ....سجن المتدينين...و المبعدين ....و غيرها كثير و القائمة تطول .

الوزير و الامتحان الصعب :
بالنسبة لنا يعتبر وزير الشعائر الدينية قد سقط في الاختبار الاول بتعليقه لأداء مناسك العمرة لهذه السنة بحجة انفلونزا الخنازير لأن المجلس الاوروبي للافتاء قال ان هذا المرض ليس مبررا لتاجيل الحج و العمرة لانه يمكن تفاديه و المملكة أخذت كل الاحتياطات اللازمة لسلامة الحجاج و المعتمرين ،و لكن الامتحان الصعب الذي سيواجهه وزير الشعائر الدينية التونسي هي الفتوى الرئاسية الكبرى التي تتناول بالتفصيل مسألة الانتخابات الرئاسية و موقف الشرع منها للتصويت لرئيس مسلم تُعادي سياسته و قوانينه أحكام الله و شريعته جهارا نهارا ،علما أن هذه الفتوى صدرت عن علماء من غير التراب التونسي و لكنها مُلمة بأدق تفاصيل الاوضاع التونسية و اعتقد أن هذه الفتوى ستحدث نقلة نوعية في المقاييس و المفاهيم ،و حينها مُطالب من السيد الوزير بالدفاع عن منصبه قبل أن يُدافع عن نظام الدولة ورموزها و يستعد للمعركة الحقيقية و التي بالتأكيد سيخسرها مثل ما خسر المعركة الاولى في فتوى العمرة .

تكتل اسلامي عروبي لحماية الشراكة السعودية التونسية :
النخبة العلمانية المتطرفة و اليسار الملحد هما الايادي الخفية و العقول المدبرة التي تقود البلاد و ما البقية الباقية سوى أدوات للتنفيذ و جنود للسمع و الطاعة لاغير و وزير الشعائر الدينية هو أحد هذه الادوات التنفيذية و من مصلحة التطرف العلماني إبعاد تونس عن محيطها العربي و الاسلامي و لذلك تاتي هذه السياسة المعادية للمملكة رمز الاسلام و قبلة المسلمين ،و عليه يستوجب على النخبة الاسلامية و العربية ببناء سد منيع يحمي المناعة الاسلامية من فيروزات العلمانية و الالحاد و يعمل على مطاردتها و غسل الجسم العربي من المغرب الى الخليج العربي و تغيير الدم الملوث بفيروزات صهيونية التي بدأت تعشش في منطقة المغرب العربي بدم عربي صاف و نقي .

أسئلة تنتظر جوابا :
ماذا تريد حقيقة الافراد التي وراء الحملة العدائية ضد السعودية ؟
هل فتوى الدكتور السعودي كافية لتبرير هذه الحملة ؟
أو خوف النظام التونسي من صدور فتوى سعودية قوية كالتي صدرت في حق بورقيبة و كفرته ؟
لماذا لم تستجب السعودية لاستفزازات تونس ؟
هل يعملها الاسلاميون المضطهدون من قبل النظام التونسي و يعرضون معاناتهم على شبكة القنوات السعودية ، و العين بالعين .؟
ماذا لو تفرغ علماء السعودية و دعاتها و طلابها في نقد و عرض السياسة التونسية و قوانينها بما فيها مجلة الاحوال الشخصية و قوانين الارهاب و سلسلة قوانين ردة المعادية للاسلام على شاشات التلفزيون العربية التابعة للمملكة و في المساجد و في الكتب التي تتوزع مجانا عبر العالم ؟
ألا تسقط الحكومة التونسية بين عشية و ضحاها ....؟
عاش من عرف قدره ........؟
حمادي الغربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.