بيان للهيئة الوطنية للمحامين حول واقعة تعذيب تلميذ بسجن بنزرت    لاليغا الاسبانية.. سيناريوهات تتويج ريال مدريد باللقب على حساب برشلونة    معرض تونس الدولي للكتاب: الناشرون العرب يشيدون بثقافة الجمهور التونسي رغم التحديات الاقتصادية    كأس تونس لكرة اليد : الترجي يُقصي الإفريقي ويتأهل للنهائي    الاتحاد المنستيري يضمن التأهل إلى المرحلة الختامية من بطولة BAL بعد فوزه على نادي مدينة داكار    بورصة تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث الأداء بنسبة 10.25 بالمائة    الأنور المرزوقي ينقل كلمة بودربالة في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي .. تنديد بجرائم الاحتلال ودعوة الى تحرّك عربي موحد    اليوم آخر أجل لخلاص معلوم الجولان    الإسناد اليمني لا يتخلّى عن فلسطين ... صاروخ بالستي يشلّ مطار بن غوريون    الرابطة الثانية (الجولة العاشرة إيابا)    البطولة العربية لألعاب القوى للأكابر والكبريات: 3 ذهبيات جديدة للمشاركة التونسية في اليوم الختامي    مع الشروق : كتبت لهم في المهد شهادة الأبطال !    رئيس اتحاد الناشرين التونسيين.. إقبال محترم على معرض الكتاب    حجز أجهزة إتصال تستعمل للغش في الإمتحانات بحوزة أجنبي حاول إجتياز الحدود البرية خلسة..    بايرن ميونيخ يتوج ببطولة المانيا بعد تعادل ليفركوزن مع فرايبورغ    متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة: أمطار بهذه المناطق..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور تعرض سجين الى التعذيب: وزارة العدل تكشف وتوضح..    قطع زيارته لترامب.. نقل الرئيس الصربي لمستشفى عسكري    معرض تونس الدولي للكتاب يوضّح بخصوص إلزام الناشرين غير التونسيين بإرجاع الكتب عبر المسالك الديوانية    الملاسين وسيدي حسين.. إيقاف 3 مطلوبين في قضايا حق عام    إحباط هجوم بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا'المليوني'    قابس.. حوالي 62 ألف رأس غنم لعيد الأضحى    أهم الأحداث الوطنية في تونس خلال شهر أفريل 2025    الكاف: انطلاق موسم حصاد الأعلاف مطلع الأسبوع القادم وسط توقّعات بتحقيق صابة وفيرة وذات جودة    نهاية عصر البن: قهوة اصطناعية تغزو الأسواق    حجز عملة أجنبية مدلسة بحوزة شخص ببن عروس    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025": فرصة لدعم الشراكة والانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والمستدامة    انتفاخ إصبع القدم الكبير...أسباب عديدة وبعضها خطير    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    إلى أواخر أفريل 2025: رفع أكثر من 36 ألف مخالفة اقتصادية وحجز 1575 طنا من المواد الغذائية..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    مبادرة تشريعية تتعلق بإحداث صندوق رعاية كبار السن    تونس في معرض "سيال" كندا الدولي للإبتكار الغذائي: المنتوجات المحلية تغزو أمريكا الشمالية    إحباط عمليات تهريب بضاعة مجهولة المصدر قيمتها 120 ألف دينار في غار الماء وطبرقة.    تسجيل ثالث حالة وفاة لحادث عقارب    إذاعة المنستير تنعى الإذاعي الراحل البُخاري بن صالح    زلزالان بقوة 5.4 يضربان هذه المنطقة..#خبر_عاجل    النفيضة: حجز كميات من العلف الفاسد وإصدار 9 بطاقات إيداع بالسجن    تنبيه/ انقطاع التيار الكهربائي اليوم بهذه الولايات..#خبر_عاجل    برنامج مباريات اليوم والنقل التلفزي    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    خطير/كانا يعتزمان تهريبها إلى دولة مجاورة: إيقاف امرأة وابنها بحوزتهما أدوية مدعمة..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    أريانة: القبض على تلميذين يسرقان الأسلاك النحاسية من مؤسسة تربوية    بطولة فرنسا - باريس يخسر من ستراسبورغ مع استمرار احتفالات تتويجه باللقب    سوسة: الإعلامي البخاري بن صالح في ذمة الله    لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    ترامب ينشر صورة له وهو يرتدي زي البابا ..    كارول سماحة تنعي زوجها بكلمات مؤثرة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سريبرينتسا .. بين الذكرى 13 و14 : عبدالباقي خليفة
نشر في الفجر نيوز يوم 12 - 07 - 2009

span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"سراييفو : عبدالباقي خليفة الفجرنوز
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"بين الذكرى 13 والذكرى 14 لمجازر سريبرينتسا ، وقعت أحداث لها علاقة بما جرى قبل عقد ونصف تقريبا ، وهي جريمة تعد الأكبر في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية . ومن بين الأحداث التي شهدتها البوسنة ، جرائم لها علاقة بالعدوان الذي تعرضت له البوسنة في الفترة ما بين 1992 و1995 م .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"يقال أن لكل جريمة عقاب ، لكن جرائم محددة لا يمكن أن يكون لها عقاب يوازيها ، ولا سيما جرائم الاغتصاب ، والتي حصلت في البوسنة على نطاق واسع . ومع ذلك لا يزال الكثير من الجناة مطلقي السراح داخل البوسنة وخارجها ، رغم ارتكابهم أبشع الجرائم ، ومن بينهم ثلاثة من التشتنيك الصرب ، ارتكبوا جريمة اغتصاب بحق فتاة كانت في الثامنة عشرة من عمرها . كان المكان مدينة بنيالوكا والتاريخ 18 يونيو 1993 م والجناة ثلاثة من الوحوش الارثذوكس ، والمجني عليها فتاة وديعة في ربيع عمرها تدعى مائدة ميدارا . كانت عائدة من المعهد الثانوي الذي تدرس فيه بعد انهائها الامتحانات النهائية ، وهي تمني نفسها بدخول الجامعة ، عندما توقفت سيارة من نوع صاصتافا 101 ، صناعة يوغسلافية ، ويخرج منها ثلاثة أشخاص ، بالباس العسكري ويرغموها على مرافقتهم إلى مكان مجهول ، ولم تمض 7 أيام حتى عثر عليها على ضفاف نهر فرباس . وقد أثبتت الفحوص الطبية أنها تعرضت للاغتصاب قبل أن يتم خنقها بحزام عسكري . وأثبتت التحريات أن المجرمين هم ، سلافكو فويانوفيتش ( 34 سنة ) ، وملادن تريفيتشا ( 53 سنة ) ، وسلوبودان باييتش ( 40 سنة ) . وجميعهم مطلق السراح ، الأول موجود في السويد ، ويحمل الجنسية السويدية ، والثاني موقوف في ايطاليا بسبب دخوله البلاد بطريقة غير شرعية ، والثالث موجود في بنيالوكا ، ولم يتم سجنه وإنما يحضر جلسات المحاكمة ثم يعود إلى بيته قريرالعين .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"جريمة أخرى ارتكبها كل من ملادن تريفيتشا ووسلوبودان باييتش في 5 يونيو 1993 م فقد اقتحموا منزل صافت هيليتش وتحت تهديد السلاح إغتصبوا ابنته وزوجته ، وبعد 12 يوما ارتكبوا جريمتهم الاخرى باغتصاب وقتل مائدة وإلقائها في نهر فرباس .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"ورغم أن أن التهمة ثابتة بحقهم إلا أن القضاء الصربي لم يأمر بإعتقالهم على ذمة القضية مما سمح بفرار إثنين من المتهمين . وكان أحد الشهود ويدعى أمير ميميتش والموجود حاليا في الولايات المتحدة الأميركية قد ذكر في شهادته أنه شاهد الجناة الثلاثة وهم يقودون الضحية تحت تهديد السلاح ثم يصعدونها للسيارة من نوع صاصتافا 101 . وكما في السياسة فإن القضاء الصربي لم يكن نزيها ولو مرة واحدة في أي قضية يكون غير الصرب هم ضحاياها . وبعد 16 سنة لا تزال القضية أمام القضاء دون أي بارقة أمل في حكم عادل لصالح الضحية وأهلها الذين يعانون من آثار الجريمة ومن الوضع المعيشي الصعب الذي يواجهونه في بنيالوما . ويبدو أن الصرب يماطلون " حتى يموت الشهود وربما الجناة أيضا ". وقد طالب المحامي فاضل ميميتش بدوره بتحويل القضية إلى القضاء المركزي في البوسنة ، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن " أهالي الضحية والشهود لا يستطيعون الادلاء بأقوالهم وفق لما لديهم من أدلة ومعطيات ، ويتساءلون بدورهم كيف سمح للجناة بالفرار" . وتعاني أسرة الضحية مييداري إلى جانب الخوف ، من وضع مادي صعب للغاية .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وفي أثناء المحاكمة التي يحضرها أحد الجناة ويغيب عنها الاثنان المتبقيان ،والتي جميع قضاتها من الصرب ،تغيب العدالة تماما ، فمنذ نوفمبر 2006 وحتى 21 أبريل 2007 م لم تجر سوى جلسة واحدة للمحاكمة وفي تلك الجلسة انسحبت المدعية العامة ، بليانا يانكوفيتش ، بتعلة المرض ، ومن تولى مهمتها أعلن أنه غير مستعد نفسيا للمحاكمة . وقالت رئيسة المحكمة الصربية أولغا ماليشوفيتش أن السويد ترفض تسليم أحد المتهمين في قضية مائدة لانه يحمل جنسيتها ولا تعترف سوى بالجرائم التي ترتكب فوق أراضيها " وبذلك تبين أن قضية مائدة ميدارا ، كغيرها من القضايا المرفوعة أمام القضاء الصربي ، كقضية فاطمة أورليتش التي بنى الصرب فوق أرضها كنيسة ، ولا تزال قائمة حتى اليوم ، دون أن يبت القضاء فيها منذ 16 سنة . وهناك من يرى بأن المحكمة يمكن أن توجه تهمة الاغتصاب للمتهمين وقد تبرئهم من تهمة القتل ، وجرائم الحرب .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وإلى اليوم لا تشعرعائلة مائدة بالأمن ويسكنهاالخوف ، ولا تريد أن تذكر أسماء أفرادها عند الحديث للصحافة على قلة اهتمامها بالقضية التي تعد وبكل المقاييس جريمة حرب " فقد اغتصبت الفتاة لأنها مسلمة ، وقتلت لنفس السبب من قبل جنود يرتدون الزي العسكري وفي أثناء الحرب "ولم تكن مييدا هي الحالة الوحيدة لجرائم الحرب ضد المسلمين في بنيالوكا ، فقد اغتصبت وقتلت الكثيرات من بينهن صابينا ميليوفيتش . وأثناء العدوان ، 1991 ، 1995 م، قتل في بنيالوكا 135 بوسنيا مسلما و22 كرواتي ابوسنيا ، ففي 1991 م قتل 41 بوسنيا مسلما و5 كرواتا بوسنيا وفي 1993 قتل 32 بوسنيا مسلما و3 كروات بوسنويين ، وفي 1994 قتل 17 بوسنيا مسلما و6 كروات بوسنيين وفي 1995 م قتل 20 بوسنيا مسلما و7 كروات بوسنيين. كما هناك 22 بوسنيا مسلما وكرواتي بوسني واحد تعرضوا لنفس المصير ولكن لا يعرف متى قتلوا وأين إنتهى بهم الأمر .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic"; color: red;"محكمة لاهاي ترفض شكوى ضحايا سريبرينتسا
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";"وما بين الذكرى 13 و14 لمذابح سريبرينتسا ،ردت محكمة لاهاي الدعوى التي رفعها أهالي ضحايا سريبرينتسا ضد هولندا التي يحملونها المسؤولية عن مقتل أقاربهم في سريبرينتسا سنة 1995م على إثر اجتياح القوات الصربية للمدينة التي كانت تحت إشراف الامم المتحدة ، وكانت ترابط بها قوات هولندية تابعة للمنظمة الدولية . وقال القاضي هانز هوفويس أن " هولندا لا تتحمل المسؤولية عن أخطاء القبعات الزرقاء في سريبرينتسا في يوليو سنة 1995 م لأن قواتها كانت تخضع لقادة الامم المتحدة " !!!. وكان عدد من أهالي ضحايا سريبرينتسا قد تقدموا في 16 يونيو 2008 م بشكوى إلى محكمة لاهاي يحملون فيها القوات الهولندية مسؤولية الكارثة التي حلت بذويهم بعد أن تم نزع سلاح الجيش البوسني في سريبرينتسا من قبل الامم المتحدة بعد اعلان الجيب منطقة آمنة في ذلك الحين . وقال حسن نوهانوفيتش الذي يتزعم أهالي الضحايا " لن نستلم وسنقدم شكوى ضد الامم المتحدة " وتابع "هذا الحكم كان متوقعا وقد فتح الباب على مصرعيه لتقديم شكوى ضد الامم المتحدة ، وما قاله القاضي يؤكد مسؤوليتها ".
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic"; color: red;"17span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" عاما على مذبحة الفرهادية :
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"كما تم بين الذكرى 13 و14 لمجازر سريبرينتسا ، إحياء الذكرى 17 لمذبحة الفرهادية ، التي ارتكبها التشنيك الصرب ، وقتل فيها 26 مدنيا وجرح فيها 108 آخرين . وكان الصرب التشتنيك قد قصفوا سراييفو عديد المرات ، منها مذابح تاريخية مؤثقة كمذبحة 27 مايو 1992 م ، والتي ارتكبها الصرب بفعل اطلاقهم لقذيفة مدفعية عيار 82 مليميترعلى تجمع للسكان المدنيين كانوا في طوابير للحصول على الخبز. وقال عمدة سراييفو بسيم مهميديتش " هنا قتل مدنيون عزل ذنبهم أنهم ليسوا من طائفة القتلة الذين يقتلون على الهوية " وذكر بأن " الذين قاتلوا من أجل حرية البوسنة ودافعوا عن سراييفو يجب أن لا يتم اعتقالهم " وطالب بتسجيل أسماء الضحايا في لوحة بالشارع حتى لا ينسى سكان سراييفو الجريمة والضحايا والجناة أيضا .وقالت رئيسة جمعية ضحايا الحرب، سنيدة كاروفيتش " نحن مدينون للضحايا بالتعريف بقضيتهم والاقتصاص من المجرمين ، وذلك من أجل مستقبل آمن لأبنائنا وحتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم " وتابعت " الضحايا لم لم يموتوا ولكنهم قتلوا حقدا وغلا وغدرا ، وبشكل وحشي وبربري " وقالت إحدى الناجيات من المجزرة " قبل 17 عاما ، ارتكبت هنا مجرزة ، وفي هذا الشارع أصبت وأنا في ريعان الشباب ، وكانت إصابتي بليغة وبقيت في غرفة الانعاش مدة 4 أشهر ،حتى أن الأطباء كانوا يقولون عني حالة ميؤوس منها ، لأن جسدي كان مغطى بالشظايا " وتابعت " اليوم ، وبعد 17 عاما ها أنا والحمد لله على قيد الحياة ، وشاركت في إعادة بناء المدينة ، كما أني شاهد ورمز على ما تم من جرائم في سراييفو " وقالت أن القذيفة سقطت على بعد متر ونصف المتر منها لذلك أصبحت معاقة مثلها مثل العشرات من الجرحى . بينما قضى في الجريمة أكثر من 20 ضحية . وأشادت بشجاعة أهالي سراييفو الذين سارعوا لنجدة الضحايا ونقلهم للمستشفى الجامعي " نظرت إلى زرقة السماء في سراييفو ثم فقدت الوعي " . وقالت ضحية أخرى تدعى سمية حافيظوفيتش " أتيت يوم 27 مايو 1992 م لشراء الخبز ، وقد فوجئنا بسقوط القذيفة التي خلفت وراءها غبارا كثيفا ، والناس صرعى تنزف جراحهم بينما الرعب خطف حمرة وجوههم فبدوا كما لو أنهم قد خرجوا للتو من بين الأموات ، وفعلا فقد فارق الكثير منهم الحياة ، وكثير منهم أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة " . وذكرت بأنها شعرت بأنها ستفارق الحياة ، ولكن الله كتب الله البقاء لتشهد هذا اليوم على حد قولها وقالت " في المستشفى احتجت للدم وقد تبرع الكثير ممن لا أعرفهم بدمائهم لانقاذ حياتي ، وأنا مدينة لهم بكل ذلك "
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"تجدر الاشارة إلى أن عديد الضحايا في سراييفو لوحدها بلغ نحو 12 ألف ضحية ، خلال 43 شهرا من الحصار ، والقصف .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic"; color: red;" dir="rtl"مذبحة 3 آلاف مسلم رميت جثثهم في نهر درينا
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وفي ما بين الذكرى 13 و14 ، أحيا المسلمون ذكرى مجازر نهر درينا ، فقد كان جسر مهمد باشا على نهر درينا على موعد جديد مع ذكرى قتل 3 آلاف مسلم في فيشي غراد ( شرق البوسنة ) حيث ألقى أهالي الضحايا ثلاثة آلاف وردة كناية عن عدد الضحايا في ذكرى السابعة عشر للمذبحة . وذلك بحضور مفتي جوراجدة الشيخ حامد أفنديتش ، ورئيس وزراء الفيدرالية المستقيل نجاد برانكوفيتش ، ووزير المهجرين في كيان صرب البوسنة ، عمر برانكوفيتش ، وممثلة جمعية ، نساء باللباس الأسود ، التي قدمت من بلغراد .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وقالت رئيسة "جمعية أسر المفقودين"،هداية قصابوفيتش " " قتل الضحايا لأنهم لا ينتمون لطائفة القتلة ، في هذا المكان قتل الضحايا وألقيت جثثهم في نهر درينا ، واعتقد المجرمون أن الماء سيمسح آثار الجريمة ، ولكنهم خابوا فقد احمر الماء من كثرة الدماء " وتابعت " أتينا اليوم لنؤكد بأننا لم ننس " وقال رئيس بلدية فيشي غراد بلال مميشيفيتش أمام الميئآت من اهالي الضحايا " دماء هؤلاء الشهداء بمثابة طريق للبقاء ورابطة للتعلق بهذه الأرض " وتابع " فوق هذه الأرض وتحت هذه السماء ، يجب أن يكون هناك مكان للجميع لا سيما أولئك الذين دفعوا ثمن البقاء من دمائهم وممتلكاتهم ، وليس هناك مكان للذين قتلوا ومارسوا كافة أشكال الاجرام من تهجير الاهالي والاعتداء عليهم وسلب ممتلكاتهم " وأضاف " نحن نتذكر الماضي ولكننا نتطلع إلى المستقبل .. نستطيع العفو عن مقدرة ، وأن نتسامح ، ولكن لا يمكننا أن ننسى أو نفرط في حقوق الضحايا والاقتصاص من المجرمين " .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وكان الصرب قد قتلوا ما يزيد عن 3 آلاف مسلم مدني من فيشي غراد ، أخرجوا معظمهم من منازلهم ، و أخذوهم من الشوارع والطرق ، ثم قتلوهم رميا بالرصاص وذبحا بالسكاكين ثم ألقوا جثثهم في نهر درينا ، وقد وصلت الجثث إلى صربيا وزعم الجناة أنها جثث صربية ، لكن فحوص الحمض النووي دي إن كي أثبتت هوية الضحايا المسلمين . وقد أعيد دفن العديد من ضحايا مجزرة فيشي جراد ، بينما لا يزال الكثير منهم في الانتظار . ويحيي المسلمون من عام في شهر مايو ذكرى تلك المجزرة البشعة ، في عملية لتنشيط الذاكرة ، واطلاع الأجيال الجديدة على ما جرى من فضاعات ارتكبها التشتنيك الصرب في البوسنة ، ولا سيما في فيشي حراد بين 1992 و1995 م . وقد تم القاء القبض على العديد من كبار المجرمين الصرب ، لكن الأحكام التي صدرت بحقهم من قبل محكمة جرائم الحرب في لاهاي لا ترق لمستوى بشاعة جرائم الابادة التي ارتكبوها .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic"; color: red;" dir="rtl"احياء ذكرى تحرير موستار span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"في ما بين الذكرى 13 و14 لمجزرة سريبرينتسا ، أعلنت اللجنة البوسنية للبحث عن المفقودين أنها عثرت على مقبرة جماعية جديدة بها 10 ضحايا في منطقة غلوغوفا قرب براتوناتس ( شرق البوسنة ) وتعود رفات الضحايا لمسلمين بوشناق قتلوا في سنة 1992 م وقد تمت عملية نبش المقبرة بحضور القضاء في اقليم توزلا ( 120 كيلومتر شمال سراييفو ) .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl" كما أحيا سكان موستار الذكرى 17 لتحرير المدينة تحت شعار " الشهادة طريق النصر " وقد حضر التظاهرة قدامى المقاتلين وأسر" الشهداء " والمعاقين . وقال القائد السابق للجيش البوسني في موستار شريف شباغو " " قبل 17 عاما تمكنا بعون الله من تحرير موستار من الذين مارسوا حرب الابادة ضد المسلمين البوشناق ومعالمهم الثقافية " وتابع " لقد تم ذلك بحمد الله في خلال ساعات معدودة وفقدنا 109 شهداء خلال العدوان بينهم 8 حصلوا على الزئبقة الذهبية " وأضاف " هنا قدم العشرات أرواحهم لحماية أهاليهم ودينهم وبلدهم " . وأوضح بأن " المكان يشهد سنويا حضورا كبيرا كما ترون فليس هناك أسوأ من النسيان " وقد تم احياء الذكرى بتلاوة عطرة من القرآن الكريم والتضرع إلى الله العلي القدير أن يحفظ موستار والبوسنة من كل مكروه . ولم يتمكن الكثيرون في هذه المناسبة من حبس دموعهم عند زيارة مقبرة الشهداء في موستار ، وعانق بعضهم بعضا في مشهد مهيب أعاد الذاكرة إلى نحو عقدين من الزمن وسنين خلت . وقال الجنرال نجاد أينادجيتش " حضور الشباب والأطفال إلى هنا ضروري ليروا بأعينهم آثار ما حصل ، وليحملوا المسؤولية في الدفاع عن دينهم وشعبهم وبلدهم " . وعن الوضع الحالي قال " لم نكن ولن نكن في يوم من الأيام أسوأ مما كان عليه حالنا سنة 1992 ، ومع ذلك صبرنا وقاتلنا وحمينا شعبنا ودولتنا رغم التضحيات الجسام " .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic"; color: red;" dir="rtl"إعادة دفن 43 شهيداspan lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وفيما بين الذكرى والذكرى أعاد المسلمون في منطقة كاليسيا ، ( قرب توزلا 120 كيلومترا شمال غرب سراييفو ) دفن 43 ضحية من ضحايا العدوان على المسلمين في زفورنيك ، شرق البوسنة ، بعد 17 سنة من قتلهم . وقد حضر الجنازة ما يزيد عن 5آلاف من الأهالي ، وأم المصلين مفتي الجيش اسماعيل اسماعيلوفيتش ، وحضرها رئيس حزب العمل الديمقراطي سليمان تيهيتش ، ومبعوثين من مفتي توزلا حسين مفازوفيتش .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وقال رئيس حزب العمل الديمقراطي ، سليمان تيهيتش " نحن عملنا وسنعمل على العثور على جميع المفقودين ، الموجودين في المقابر الجماعية ، والتي نعلم أماكن بعضها ولا نعرف بعد أماكن معظمها ، حتى يكون لكل فقيد قبر يزار " وتابع " علينا متابعة جميع المجرمين حتى ينالوا جزاءهم وحتى لا يتكرر ما حدث أثناء العدوان " وأشار تيهيتش إلى أن " الضحايا قتلوا لأنهم يحملون أسماء مغايرة للقتلة ، ويعتقدون بغير ما يعتقدونه ، وينتمون لشعب آخر ، مما يعني أن الجريمة التي ارتكبها الجناة مركبة ، فيها من جرائم العنصرية والكراهية الدينية واللاإنسانية كل ما هو كريه وغير حضاري " .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وكان من بين أهالي الضحايا دامير هودجيتش الذي قدم من سان فرانسيسكو ، وكان عمره 3 أشهر عندما قتل والده . ولم يتوقف دامير عن البكاء منذ أخرج التابوت الذي يضم رفات والده مع بقية توابيت الضحايا وحتى بعد أداء صلاة الجنازة ، وإعادة دفن الضحايا الذين عثر عليهم داخل مقابر جماعية في منطقة زفورنيك . ف 17 عاما لم تطفئ نار الشوق في نفس أبناء الضحايا وذويهم ، كما لو أن جريمة قتل آبائهم وذويهم حدثت للتو . وكيف ينسى من عاش بدون والد حرمه الأعداء من العيش في كنفه وتحت رعايته ، وحرم من منادات بعضهم بعضا بأحب الأسماء .. أبي ، وبني .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl" وكان الكثير من الضحايا قد سقطوا مضرجين بالدماء بعد أن أطلق التشتنيك الصرب عليهم النار ، وبعضهم كان يهم بفتح الباب ، عندما فتح عليه الجبناء النار من وراء الباب بعدما أحسوا بوجوده .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وكان من بين الضحايا والد دامير،عاصم هودجيتش مهندس ميكانيكي من مواليد 1958 م ، وفهيم كوينجيتش من مواليد 1948 م ، وهو أستاذ رياضيات ، وسياد ديليتش ، من مواليد 1975 م وكان طالبا في السنة الثانية من كلية الهندسة .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وأثناء صلاة الجنازة ، وحتى عند بدء إعادة دفن الضحايا ، كانت صافتا بلاليتش ، في صدمة لم تستطع معها الادلاء بأي تصريحات ، بعد رؤية توابيت ابنيها سيناد وسمير وزوجها ثابت ، إلا بعد فترة طويلة ، حيث ذكرت بأن ابنيها كانا شابين صغيرين ، من جيفينتسا ، عندما قتلهم الأعداء ، وذنبهما أنهما كانا مسلمان ، تماما ولنفس السبب قتل والدهما .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"أما شاكرة ديليتش ، فقد أعادت دفن إثنين من أبنائها زياد وسناد ديليتش ، واللذين أختطفتهما العصابات الصربية من بيتهما في زفورنيك، ولم يعودا إليه ، وتضاربت بشأنهما الأنباء حتى عثر عليهما في مقبرة جماعية . وقالت شاكرة ديليتش "رأينا بأعيننا وأحسسنا بقولبنا وبأرواحنا ماذا فعل بنا الأعداء " وتابعت " سياد كان عمره 17 عاما .. كان طالبا في الثانوية ، وقد رجوت وبحرقة المسلحين الصرب تركه دون جدوى .. مرديين عودي إلى بيتك ، لن يحدث له شئ ، ولكنهم ذهبوا به ليقتلوه مع الكثير من الشبان من زفورنيك " وأضافت " زوجي قتلوه في وقت سابق ، ومجموع من تم قتلهم من العائلة 11 شخصا " . أما عدد الذين قتلوا من المدنيين في زفورنيك فيبلغ 1573 ضخية أغلبهم من الأطفال . وحسب ما أكده رئيس منظمة " أهالي ضحايا ومفقودي زفورنيك " أحمد غراهيتش ، تعد عملية إعادة الدفن التي تمت الاربعاء 3 يونيو الحادية عشرة ، حيث بلغ عدد من تمت إعادة دفنهم 617 ضحية من زفورنيك . وهناك 70 ضحية أخرى في انتظار أعادة دفنها .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl" ذكرى مقتل 4،600 طفل أثناء الحرب
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"لقد أصبحت الكثير من الأيام ذكريات أليمة للمسلمين في البوسنة ، وليس ذكرى سريبرينتسا فحسب ،فالمسلمون يحيون بين الذكرى الدموية والذكرى الاليمة ذكرى مأسوية . فقد أحيا سكان سراييفو ذكرى مقتل 4،600 طفل من سكان سراييفو أثناء الحرب ، 1992 / 1995 وذلك بمناسبة اليوم العالمي للانتصار على الفاشية . وقد تحلقت الجموع ولا سيما أهالي الضحايا من الأطفال حول النصب التذكاري الذي أزيح الستار عنه يوم 6 أبريل الماضي وهو تاريخ اندلاع حرب الابادة التي شهدتها البوسنة ، بالاضافة لنحو ألف طفل قدموا من مختلف مناطق البوسنة ، رددوا جميعا أنشودة " حتى لا تعود الحرب " .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl" وكانت منظمات غير انسانية قد استغلت حالة الحرب سنة 1992 ونقلت 1200 طفل من سراييفو إلى ما قيل أنها محاضن آمنة في الخارج ، ثم اختفت آثار أكثر من 95 في المائة منهم في أوربا الغربية ، وهناك دلائل تفيد بأنهم بيعو لعوائل لا تملك أطفالا وكنائس ربما استخدم الكثير منهم كقطع غيار بشرية . ومن بين نحو 5 آلاف قتلوا في سراييفو وحدها سواء قنصا أو بفعل شظايا الصواريخ والقنابل ، هناك 500 لم يعاد دفنهم بعد منذ العثور عليهم داخل مقابر جماعية . وقد جرى احياء ذكرى ضحايا الحرب من الأطفال بدون أي مظاهر دينية أو سياسية رغم حضور بعض كبار السياسيين هذه التظاهرة . ولم تلق فيها أي كلمة ، واكتفي بوضع الزهور على النصب التذكاري والذي هو عبارة عن مجسمان بدون ملامح يمثل الأطفال الضحايا وأمهاتهم ، وقد ظهر مجسم الأطفال ككتلة اسطوانية صغيرة بجانبه كتلة كتلة مماثلة ولكنها أطول منه ، وهو تجسيم لعلاقة الطفولة بالامومة . ويقول أهالي الضحايا إنهم انتظروا 14 عاما لرؤية هذا المجسم المقابل لمركز بي بي آي التابع للبنك الاسلامي للتنمية .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic"; color: red;" dir="rtl"إعادة دفن 33 رفاتا لضحايا العدوان span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"وقبل إحياء الذكرى 14 لمذابح سريبرينتسا ،أعاد البوشناق المسلمون في منطقة فلياتشي قرب براتوناتس في الشمال الغربي للبوسنة ،يوم 17 جمادى الأولى الموافق ل 12 مايو 2009 م دفن رفات 33 ضحية من ضحايا العدوان الصربي على البوشناق المسلمين ،في الفترة ما بين 1992 و1995 م. وكانت الجهات المختصة قد حددت في وقت سابق هوية 160 ضحية من أصل 603 ضحايا مدنيين من " براتوناتس " قتلوا أثناء حملة الابادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة . وفي الوقت الذي يعيد فيه المسلمون دفن الضحايا دفعات وراء دفعات ، لا يزال من قام بتلك الجرائم ينعم بالآمان في براتوناتس ذاتها . وقد أم المصلين نائب رئيس العلماء في البوسنة الشيخ عصمت صباهيتش بتكليف من الدكتور مصطفى تسيريتش ، وحضر الجنازة عضو مجلس الرئاسة البوسني الدكتور حارث سيلاجيتش ،وعدد كبير من مواطني براتوناتس المسلمين والقرى المجاورة .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"ويتراوح عدد ضحايا الابادة من المسلمين بين 200 و250 ألف ضحية منهم ما يزيد عن 10 آلاف في مذبحة سريبرينتسا .
span lang="AR-SA" style="font-size: 14pt; font-family: "Simplified Arabic";" dir="rtl"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.