نواكشوط:تختتم عند منتصف ليل غد الخميس، الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات الرئاسية الموريتانية المقررة يوم السبت المقبل 18 يوليو/تموز.وقطع المرشحون شوطاً كبيراً في الإعداد لمهرجاناتهم الختامية بالعاصمة نواكشوط، وسمى المرشح العقيد ولد فال مهرجانه ب”مهرجان الأمل”، فيما بدأ أنصار المرشح الجنرال محمد ولد عبد العزيز يستخدمون عبارة “مهرجان التحدي” واستخدم أنصار المرشح ولد داداه “مهرجان النصر”. ويسود الترقب الشديد الساحة الموريتانية والمنطقة في انتظار الرئيس الذي ستسفر عنه صناديق الاقتراع في أكثر انتخابات تنافسية في تاريخ البلاد. ومع اقتراب موعد الاقتراع يتأكد يوماً بعد آخر أن المرشحين عزيز وداداه يتصدران بقوة جميع المرشحين العشرة، بل إن دوائر المال والمجتمع بدأت بالفعل تحضر نفسها للعمل تحت حكم أحد الرجلين. وخلال جولة قامت بها “الخليج”، أمس، على مقرات الحملة بنواكشوط اتضح أن المرشحين بدأوا في تشكيل لوائح ممثليهم داخل مكاتب التصويت، إذ سيمثل كل مرشح بممثل داخل جميع مكاتب الاقتراع البالغ عددها 2600 مكتب، على أن التنسيق يجري بين مرشحي المعارضة لتمثيلهم بممثل واحد في بعض المكاتب إذا اقتضت الضرورة. وقبل ثمان وأربعين ساعة من يوم الاقتراع وصل التحضير للعمليات الانتخابية ذروته على مستوى السلطات وحملات المرشحين وبعثات الرقابة الدولية. وشرع أطراف في المجتمع الدولي الذي رعى اتفاق المصالحة بدفع أقساطه من تمويل الانتخابات. وشدد اتئلاف مرشحي المعارضة والمرشحين المناوئين للانقلاب حربهم الإعلامية والنفسية ضد الجنرال عزيز متوعدين ب “إخراجه من التاريخ”، وشكلوا عدة منظمات تهدف للتأثير في ولاء الناخبين له، بدعوة المواطنين للتصويت لأي مرشح ما عدا الجنرال. وبدأ المرشحون الكبار بزيارة بيوت المواطنين لحثهم على التصويت لهم، وركز عزيز على زيارات ليلية لبيوت الفقراء في أحياء الصفيح بالعاصمة نواكشوط كما ترأس مهرجاناً للنساء في منطقة “عرفات”، أما ولد داداه فقد توجه إلى الأسواق في وسط وشمال العاصمة. وحذر الرئيس المستقيل سيدي ولد الشيخ عبد الله، الجنرال عزيز من القيام بانقلاب جديد، وأكد في مقابلة نشرت بنواكشوط أن عزيز إذا قام بانقلاب فإنه سيجابه بقوة ومعارضة أكبر، وأكد أنه يفعل كل ما بوسعه لإنجاح مرشح الجبهة المناوئة للانقلاب مسعود ولد بلخير. وبدأ وزير الدفاع في الحكومة الائتلافية اليدالي ولد الشيخ زيارة ميدانية للوحدات العسكرية بدأها بالمنطقة العسكرية في الشمال (أزويرات). وتتخوف الأغلبية من زيارة الوزير المنتمي للمعارضة لأنه قد يسعى لتحييد الجيش عن تجاذبات العملية الانتخابية الجارية بعد الاتهامات التي وجهها إعلام المعارضة للجيش بالضلوع في حملة انتخابية لصالح عزيز. ووصل وفد جامعة الدول العربية المكلف بمراقبة الانتخابات إلى نواكشوط، والتقى فور وصوله بوزير الخارجية، ومن المقرر أن يتم توزيع أفراد البعثة على كافة المناطق. ويرأس الوفد رئيس مركز تونس التابع للجامعة السفير الشاذلي النفادي، ويضم 12 موظفاً بينهم ثلاث سيدات. وقال المترشح مسعود ولد بولخير (رئيس البرلمان) إن عزيز لا يمتلك أي حظ في الفوز بالانتخابات ما لم يلجأ إلى عمليات التزوير الواسعة. وأكد أن المعارضة ستنزل للشارع في حالة قام عزيز بالتزوير. واضاف أنه لا أحد في موريتانيا باستثناء عزيز يعتقد أن ولد عبد العزيز سيفوز. من جهته، قال رئيس الوزراء مولاي ولد محمد الأغظف إنه مرتاح لكون رسالة المرشحين الأربعة (داداه، مسعود، ولد فال، منصور) التي اشتكوا فيها المرشح الجنرال عزيز، لا تتضمن اتهاما للإدارة بعدم الحياد. وأضاف في رسالة جوابية إن الحكومة التوافقية تضمن سير الانتخابات بشفافية وحياد، وأن حكومته لم تلاحظ استغلال أي من المترشحين لممتلكات الدولة، مؤكداً أن الحكومة تعمل بجد على تنفيذ اتفاق دكار ولم تلاحظ أي خروج على هذا المسار. في سياق منفصل، ذكرت مصادر أمنية أن الاستخبارات الموريتانية تمكنت خلال اليومين الماضيين من اعتقال أربعة عناصر يشبه في انتمائهم لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وذكرت المصادر أن المعتقلين لهم صلة بعملية “تورين” شمال البلاد أواخر السنة الماضية والتي قتلت فيها القاعدة 12 عسكرياً. دارالخليج:الأربعاء ,15/07/2009