القاهرة:للمرة الأولى منذ إنشائها، تلقت لجنة شؤون الأحزاب بمجلس الشورى أوراق إنشاء حزب جديد مؤسسه من الأقباط الأرثوذكس الذين حرص البابا شنودة على الدوام على إبعادهم عن العمل بالسياسة.وحسب تصريحات خاصة ل'القدس العربي'، أكد مؤسس الحزب المهندس عادل فخري دانيال بأنه ليس معنياً بغضب رجال الكنيسة منه لأنه اتخذ تلك الخطوة من تلقاء نفسه. وأضاف بأن هذا الهدف بداخله منذ أعوام، لكنه آثر تأجيل اتخاذ تلك الخطوة مرات عديدة بسبب شكوكه في إمكانية موافقة السلطات عليها. وقال ان الحزب المرتقب يحمل عنوان (الإستقامة) ويهتم بالأخلاقيات والقيم والمبادئ، ويدعو كل المصريين على كافة انتماءاتهم وأفكارهم وتوجهاتهم بغض النظر عن الدين والجنس والنوع والفكر والتوجه الآيديولوجي.و اضاف إنه يأمل أن يكون الحزب انطلاقة جديدة في حب مصر، وقرر أنه تقدم بأوراق ترشيحه إلى لجنة شؤون الأحزاب بمجلس الشورى للسماح له بتأسيس حزبه الذي يدعو إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق، وإعادة إنتاج مواطن ينتمي إلى وطنه انتماء حقيقياً. وأشار إلى أن فكرة الحزب ترجع إلى حلم كبير منذ سنوات كبيرة، ومنذ عامين تقدم باسم الحزب إلى مجلس الشورى، وأوضح أن حزب الاستقامة هو حزب علماني يهدف إلى إرجاع مصر إلى هويتها المصرية، ويؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع من جانبه أكد المفكر القبطي جمال اسعد عبد الملاك بأنه يشكك في إمكانية ان يرى مثل هذا الحزب النور، وذلك لأن الدجولة متمثلة في مجلس الشورى حريصة كل الحرص على سد كل الثغرات التي من الممكن أن تمثل ذرائع لتسلل أي قبطي لتأسيس أي حزب سياسي ولو لم تكن وراءه ميول دينية. أضاف بأن لجنة شؤون الأحزاب تحولت منذ أن تم تأسيسها من جهة لمنح التراخيص للأحزاب إلى وسيلة لوئد العمل الحزبي، وذلك من خلال وضع العراقيل في وجه كل من تسول له نفسه بالعمل الحزبي بعيداً عن مظلة النظام. وكشف النقاب عن أن جميع الأشخاص الذين يحصلون على موافقة بإنشاء كيانات معارضة غالباً من المرضي عنهم مما يساهم في نهاية الأمر لأن تكون تلك الأحزاب مجرد ديكورات فقط. غير أن صفوت الشريف يرفض جملة وتفصيلاً الإدعاءات التي يطلقها رموز المعارضة بشأن أنه يقف في وجه أي محاولة الغرض منها العمل على منع إنشاء اي أحزاب جديدة ،ويستشهد الشريف على صدق كلامه بالعدد الضخم لشخصيات معارضة حصلت على تراخيص بالعمل الحزبي على مدار السنوات الماضية. أضاف بأن الشروط الموجودة في اللجنه على المعارضين أن يتواءموا معها كي لايتعرضوا لرفض مقترحاتهم. وفي سياق متصل توقعت مصادر قبطية أن يتعرض المواطن القبطي الذي سعى لتكوين حزب لعقاب من قيادات الكنيسة الأرثوذكسية حيث يقف البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية بالمرصاد لكل من يحاول أن يشق عصا الطاعة على الرئيس مبارك أو رموز الحزب الحاكم. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' أشار الأنبا مكسيموس الى أن البابا شنودة مسؤول عن عزلة الشارع القبطي وذلك لأنه قطع على نفسه عهداً منذ أن تولى سلطة الكنيسة بأن يضطهد شعب الكنيسة وأن يحول بين أتباعه وبين العمل السياسي. وشدد على أن تمادي الكنيسة على منع المسيحيين من أن يمارسوا العمل السياسي جر المشاكل على الكثيرين وجعل الشعب يبدو في النهاية وكأنه يتعرض للوصاية الدائمة من قبل حكم البابا شنودة الذي يشبه حكم الحرس الحديدي. وفي ذات السياق دعا المحامي القبطي ممدوح نخلة الأقباط لضرورة أن يكسروا الحواجز التي تحول بينهم وبين العمل السياسي من أجل المطالبة بحقوقهم المؤجلة منذ عشرات السنين. وأعرب عن أهمية العمل على تعضيد نفوذ الدولة المدنية والتي تمثل الحل الوحيد لحل أزمة الإحتقان الطائفي التي تهدد وحدة المجتمع المصري. من حسام أبو طالب القدس العربي