أبدت جماعة الإخوان المسلمين في مصر استعدادها للحوار والتعاون مع من وصفتهم ب"الشرفاء" في الحكومة المصرية والقوى المعارضة لتحقيق مصلحة مصر. وقال المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف - في رسالة إلى المعتقلين من الجماعة بالسجون المصرية بثت على موقع الإخوان على الإنترنت- "إن الإخوان المسلمين سيبقون على الدوام مستعدِّين للتعاون مع كلِّ الشرفاء وجاهزين للحوار حتى مع مَن ظلمَهم، لكل ما فيه مصلحة هذا الوطن الغالي، الذي لا يستحق ما يجري له من تقزيم وإفساد، ونرى أن على العقلاء في الحزب الوطني والحكومة- وهم كثرٌ- أن يكون لهم دورٌ في وقف هذا الاندفاع إلى السقوط والهاوية الذي يُجَرُّ إليه الوطنُ جرًّا". واعتبرت رسالة المرشد أن أعضاء الجماعة اعتقلوا لتحقيق أهداف صهيونية أمريكية غربية تتمثل في تصفية القضية الفلسطينية، وتمرير المشروع الغربي القائم على الانفلات من الأخلاق والدين، ومحو هويَّة الأمة الحضارية والثقافية. ومنذ حصول جماعة الإخوان على نحو خمس المقاعد في مجلس الشعب في انتخابات عام 2005, اعتقلت السلطات الآلاف من أعضاء الجماعة لفترات من الوقت. وشددت الجماعة على أن الهدف من حملة الاعتقالات التي يتعرض لها أعضاؤها، هو التأثير على أداء نواب الجماعة داخل البرلمان بعد أن أزعجوا النظام عبر الآليات الرقابية. بدوره؛ أكد الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أن الدعوة التي أطلقها المرشد العام للإخوان إلى الحوار هي دعوة متجددة، طالما أطلقها الإخوان المسلمون، مُرجعًا ذلك إلى أن الإسلام يدعو للحوار، ولأن الوطن يمر بفترة حرجة يحتاج فيها لكل القوى للخروج بالوطن مما فعلته سياسات الحزب الوطني به. وقال العريان في تصريح لقناة الجزيرة: "وجهنا الدعوة للعقلاء في الحزب الحاكم والقوى المعارضة ممن نثق في وطنيتهم لإنقاذ الوطن معنا مما يعانيه"، مضيفًا أنهم يعرفون- أي هؤلاء العقلاء- جيدًا من أفسد الحياة السياسية، ومن نهب أموال البنوك ونهب أموال الشعب؛ حتى نجد سبيلاً للخروج بالوطن من مأزقه.