واشنطن:أصدرت محكمة أمريكية أمس، الجمعة، قراراً بالإفراج عن الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد بعد قضائهما أكثر من ست سنوات في السجن، ونقل القيادي في التجمع اليمني للإصلاح إلى المستشفى لمعرفة ما إذا كانت حالته الصحية تسمح له بالسفر على متن طائرة عادية أو على متن طائرة طبية مجهزة، ووجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بسرعة نقل مواطنيه إلى اليمن. وأبلغت مصادر مطلعة ل “الخليج” أن قاضية اتحادية أصدرت حكماً مخففاً بالسجن 5 سنوات على كل من المؤيد ومرافقه، واعتبرت أن المدة التي قضياها في السجن كافية، لتأمر بإطلاق سراحهما فوراً، ومن قاعة المحكمة. وأشارت المصادر إلى أن “أسباباً صحية” وراء قرار تسريع إطلاق سراح المؤيد الذي تدهورت صحته بشدة مؤخراً جراء الحبس الانفرادي الطويل منذ سنوات في سجن فائق الحراسة (سوبر ماكس). ولتصوير التدهور الصحي للمؤيد تكفي الإشارة إلى انه نقل بطائرة اسعاف من السجن إلى المحكمة. وفي تاريخه المرضي في السجن تعرضه لأزمات قلبية وتنفسية حادة عدة مرات. وذكرت السفارة اليمنية في واشنطن ان جولات عدة من المفاوضات المكثفة عقدت بين السفارة ومسؤولي وزارة العدل الامريكية من جهة، وكذلك بين محامي المؤيد وزايد والادعاء الامريكي من جهة أخرى، أدت هذه الجهود إلى إبرام اتفاق تسوية بين الملتمسين والقاضية. وبناء على التسوية، فقد أقر الشيخ المؤيد ومرافقه بعدد من التهم الموجهة إليهما، حيث حكمت القاضية بتخفيف عقوبتهما إلى خمس سنوات واحتسبت فترة العقوبة من تاريخ إلقاء القبض عليهما وإيداعهما في المعتقل. وقال الناطق الرسمي باسم السفارة في واشنطن محمد الباشا ان الافراج عن المؤيد ومرافقه جاء نتيجة جهود مضنية ومستمرة واتصالات وضغوط بذلها الرئيس صالح. وأشار إلى أن السفارة لمست تغيراً إيجابياً في القضية منذ تولي الرئيس باراك أوباما سدة الرئاسة وتأكد ذلك بتولي وزير العدل اريك هولدر لمنصبه. وأكد زكريا المؤيد، نجل الشيخ محمد المؤيد، وهو من قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح صحة الأنباء التي وردت عن الإفراج عن والده، وتوقع أن يصل إلى صنعاء يوم غد الاحد أو بعد غد الاثنين. وكان المؤيد ومرافقه قد استدرجا إلى فرانكفورت حيث رحّلا فوراً إلى الولاياتالمتحدة حيث اتهما بتمويل الارهاب وحكم على المؤيد بالسجن 75 سنة وعلى مرافقه 45 سنة وتغريمهما مليوني دولار. وكانت محكمة الاستئناف اصدرت في 3 اكتوبر/تشرين الأول 2008 قراراً بإلغاء الحكم الابتدائي الذي اصدرته محكمة بروكلين. وتبنت الاستئناف قرارها على الشك في شهادات الشهود وموثوقية الادلة. وأعيدت القضية للنظر أمام المحكمة، فيما يعرف بإعادة المحاكمة، وانتهى الأمر بقرار الإفراج. وتم نقل الشيخ المؤيد مباشرة من المحكمة إلى المستشفى عقب صدور الحكم المخفف إلى خمس سنوات قضى أكثر منها بحوالي العامين في السجن الانفرادي فائق الحراسة (سوبر ماكس) حيث سيخضع لكشف طبي لمعرفة ما إذا كانت حالته الصحية تسمح بالسفر على متن طائرة عادية على الفور أو سفره على متن طائرة طبية مجهزة. وعلمت “الخليج” انه حتى الساعة الخامسة مساء بتوقيت واشنطن كانت المشاورات تجري لتحديد توقيت نقله وبصحبته مرافقه محمد زايد إلى صنعاء، حيث بادرت الجهات اليمنية على الفور بالتزامن مع نقل الشيخ المؤيد للمستشفى بالترتيب لعودته في أسرع وقت ممكن ربما خلال ساعات إذا ما سمح الأطباء له بالسفر. يذكر أن الشيخ المؤيد سبق وأن تعرض لعدة أزمات صحية في السجن لدرجة استدعت نقله بطائرة اسعاف من السجن قبل حوالي العامين للمستشفى بعد تعرضه لأزمة صدرية وتنفسية حادة. حنان البدري دار الخليج : السبت ,08/08/2009