تأكيدات حول دور حماس والجهاد ومجلس علماء المسلمين في تحولهم دمشق :منذ إعلان جماعة الإخوان المسلمين السورية انسحابها من جبهة الخلاص الوطني المعارضة وفك تحالفها مع نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام ما زالت التكهنات جارية بشأن مصير الوضعية التي ستنتهي إليها المعارضة السورية في الخارج وكيفية ترتيب أوراقها وحراكها السياسي وخاصة منها جماعة الإخوان المسلمين، وتحدثت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر سورية في فرنسا أن مطار دمشق يشهد هذه الأيام عودة لوجوه معروفة من رموز المعارضة السورية في الخارج دون ذكر أسماء هذه الرموز، وأن السفارات السورية في دول العالم وخصوصاً في فرنسا، أصدرت جوازات سفر لرموز كبار في المعارضة السورية بعد سنوات من الانقطاع. اللافت أن هذه المعطيات أوردتها صحيفة تابعة لحزب الله اللبناني الحليف لسورية ما اعتبره المراقبون مؤشراً على إمكانية صحة تلك المعلومات، فيما نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن أحمد أبو صالح أحد قيادات المعارضة السورية في الخارج هذه المعلومات. وقال أبو صالح انه لم يسمع عن عودة أي رمز من رموز المعارضة السورية إلى دمشق في الآونة الأخيرة، وأن الذين عادوا هم معارضة '2005' التي نشأت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وهي عبارة عن أحزاب وشخصيات لا قيمة لها ولا وزن في المعارضة السورية، وذلك حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. التقارير الإعلامية الأخيرة كانت قد ذكرت أيضاً أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ممثلاً بالمرشد العام محمد مهدي عاكف مارس ضغوطاً على المراقب العام للجماعة في سورية دفعته لإعلان انسحاب إخوان سورية من جبهة الخلاص التي جمعتهم مع عبد الحليم خدام، وبحسب مسؤول سوري فإن 'دمشق ليس لديها مشكلة مع التيارات الإسلامية وخاصة ذات المواقف المؤيدة للمقاومة، بل المشكلة هي مع تنظيم أساء وأخطأ بحق أبناء سورية'، في إشارة إلى تنظيم الإخوان المسلمين. كما تؤكد المعلومات ل'القدس العربي' أن دعم سورية لكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والعلاقة الطيبة جداً التي تربط سورية بالمجلس العالمي لعلماء المسلمين ورئيسه الشيخ يوسف القرضاوي أفرغ الورقة التي كانت تتحدث بها جماعة الإخوان المسلمين، وتنفي مصادر سورية أن يكون للمصالحة السعودية السورية أي دور في تغيير مواقف الإخوان المسلمين السوريين مؤكدة في المقابل أن الإخوان المسلمين ربما وصلوا إلى قناعة بضرورة العودة عن كل ما فعلوه وما اتخذوه من مواقف ضد سورية. كما تقول معلومات مؤكدة أن قيادات من حركة حماس (تشكل احد مكونات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين) الموجودين بدمشق التقوا سابقاً صدر الدين البيانوني وأكدوا له خطأ تحالف جماعته مع عبد الحليم خدام وانضمام جماعته (إخوان سورية) إلى جبهة الخلاص. وكانت جماعة الإخوان المسلمين السورية قد أصدرت بياناً في نيسان (أبريل) الماضي أكدت فيه أنها 'أعادت النظر في الموقف من جبهة الخلاص الوطني، وقررت بعد التداول والتشاور وبأغلبية كبيرة الانسحاب من جبهة الخلاص الوطني بعد أن انفرط عقد الجبهة عملياً، وأصبحت - بوضعها الحالي - عاجزة عن النهوضِ بمتطلبات المشروع الوطني، والوفاء بمستلزماته'. 'القدس العربي' من كامل صقر