ادنبره(اسكتلندا)(رويترز)الفجرنيوز:قبلت المحكمة العليا في اسكتلندا الطلب المقدم من عبد الباسط المقرحي الليبي المدان في قضية لوكربي عام 1988 بسحب الاستئناف المقدم من جانبه لحكم الادانة الصادر عليه في قضية تفجير طائرة ركاب أمريكية في خطوة قد تسرع من عودته الى وطنه.وفي عام 2001 أدين المقرحي البالغ من العمر 57 عاما بتهمة التخطيط لتفجير طائرة تابعة لشركة بان أمريكان في الرحلة رقم 103 مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 259 اضافة الى 11 شخصا اخرين على الارض. وحكم على المقرحي بالسجن بحد أدنى 27 عاما. وقال اللورد هاملتون كبير قضاة اسكتلندا انه وافق على طلب المقرحي الخاص بسحب الاستئناف المقدم من جانبه لكنه أوضح انه مازالت هناك عقبات قانونية يجب حسمها قبل سحب الاستئناف بشكل كامل. ومن المتوقع ان تنعقد المحكمة مجددا هذا الاسبوع للانتهاء من عملية اسقاط الاستئناف الامر الذي يعتمد على ان تسقط الهيئات القضائية في اسكتلندا الاستئناف المقدم من جانبها ضد الحكم الاصلي على المقرحي والذي اعتبرته حكما مخففا للغاية. ويعاني المقرحي ضابط المخابرات الليبية السابق من سرطان في البروستاتا في مراحله المتأخرة وقدم طلبا للافراج عنه لاسباب انسانية كي يتمكن من العودة الى وطنه ورؤيه عائلته قبل أن توافيه المنية. وأكد محاموه ذلك يوم الثلاثاء وقالوا انه يريد العودة ليموت في وطنه. وقالت المحامية مارجريت سكوت "لديه سرطان بروستاتا في المراحل المتقدمة ووصل الان الى مراحله النهائية." وفي الوقت نفسه وقعت بريطانيا وليبيا اتفاقا لتسليم السجناء الامر الذي من شأنه أن يسمح باعادة المقرحي الى ليبيا ليقضي ما تبقى من مدة عقوبته. ويحاول وزير العدل الاسكتلندي كيني ماك اسكيل التوصل الى قرار بشأن الامر سواء الافراج عن المقرحي لاسباب انسانية أو ارساله الى ليبيا بموجب اتفاق تسليم السجناء أو تركه في السجن الاسكتلندي. ويفتح قرار المحكمة الصادر يوم الثلاثاء الطريق أمام عودة المقرحي الى وطنه حتى ان كان ذلك بموجب اتفاق لتسلم السجناء الامر الذي قد يحدث فقط في حال اسقاط كافة طلبات الاستئناف والذي من المرجح أن يستغرق بضعة أسابيع. وقال ماك اسكيل انه سيتخذ قرارا بشأن مصير المقرحي بنهاية الاسبوع المقبل. وتشير معظم التوقعات الى أنه سيتقرر الافراج عنه لاسباب انسانية في خطوة من المرجح أن تثير غضب عائلات ضحايا حادث التفجير. وتعارض الولاياتالمتحدة الافراج عن المقرحي وتقول انه يجب أن يقضي مدة عقوبته في اسكتلندا حتى وان كان سيموت. وأسفر تفجير لوكربي عن مقتل 189 أمريكيا. وأرسلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكى خطابا الى ماك اسكيل يطالبونه بعدم الافراج عن المقرحي ليدعموا بذلك سلسلة من الاعتراضات من قبل وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون وأسر الضحايا الامريكيين. ومن المرجح في حال الافراج عن المقرحي لاسباب انسانية أن يلقى ترحيبا حارا من جانب الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اقترب من التيار الغربي منذ أن تخلى عن برنامج الاسلحة النووية عام 2003. وتشكل قضية المقرحي عبئا ثقيلا على الحكومة الاسكتلندية في ظل الموازنة بين سلسلة من المصالح المتضاربة من بينها رغبة شركات النفط البريطانية في تنفيذ المزيد من الاعمال في ليبيا والتي تأمل في أن يفتح الافراج عن المقرحي الباب أمام قيامها بذلك.