أعلن وزير الخارجية السويدي، كارل بيلت، أنه مصر على احترام حرية التعبير، بعدما دعت “إسرائيل” الدولة الاسكندنافية إلى إصدار إدانة رسمية لتقرير في صحيفة سويدية يؤكد أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” قتل فلسطينيين وتاجر بأعضائهم. وقال في مؤتمر صحافي عقد في عاصمة ايسلندا ريكيافيك “كعضو في الحكومة السويدية، من واجبي احترام حرية التعبير، بناء على الدستور السويدي، ومهما كان رأيي الشخصي في ما يكتب في الصحافة السويدية”. وأخذ وزير الخارجية “الإسرائيلي” افيغدور ليبرمان مساء الخميس على نظيره السويدي كارل بيلت سكوته بعد نشر صحيفة “افتونبلاديت” السويدية تقريراً يتهم “إسرائيل” بالاتجار بأعضاء الشهداء الفلسطينيين. وقال ليبرمان “من المعيب أن ترفض وزارة الخارجية السويدية التدخل إزاء دعوة إلى القتل تستهدف اليهود”. وأشار بيلت إلى أن رد فعل “إسرائيل” كان “قوياً”. أضاف “أظن انه يجدر بالصحيفة أن ترد بنفسها”. وتابع “أنا لست رئيس تحرير المجلة ولا أسعى لأن أكون كذلك” إلا أنه قال إنه يتفهم بعض ردات الفعل. وحين سئل عن تأثير هذه الحادثة في العلاقات، أجاب “لا أظن ان العلاقات ستتأثر”. وذكرت صحيفة “هآرتس”، أمس، أن ليبرمان اتهم السويد بالصمت إبان محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، كما أنه قد يقدم على إلغاء زيارة لنظيره السويدي بيلد إلى “إسرائيل”. وقالت الصحيفة إنه في حال رفض السويديون استنكار ما جاء في التقرير فإنه ستتم دراسة إمكان إلغاء زيارة بيلد، علما أن السويد هي الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي حاليا. ونقلت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن ليبرمان قوله “خسارة.. إن وزارة الخارجية السويدية لا تتدخل في الفرية الدموية ضد اليهود”، وان “الأمر يذكر بموقف السويد في الحرب العالمية الثانية، إذ إنها لم تتدخل حينئذ أيضا”. وذكرت أن التقديرات في وزارة الخارجية “الإسرائيلية” أن الحكومة السويدية سترفض الطلب “الإسرائيلي” ولذلك فإن “إسرائيل” تستعد لاتخاذ خطوات أخرى مثل إرجاء زيارة بيلد المتوقعة بعد عشرة أيام. كذلك تدرس الخارجية “الإسرائيلية” إمكان تحويل الزيارة إلى تظاهرة احتجاج إعلامية وأن يرفض المسؤولون “الإسرائيليون” التحدث معه في أي موضوع سوى موضوع التقرير. وفي سياق متصل أصدر وزير الحرب ايهود باراك تعليمات للمستشار القانوني لوزارته بدراسة إمكان رفع دعوى قذف وتشهير ضد الصحافي السويدي دونالد بوستروم الذي أعد التقرير. وصعدت قضية التقرير الأزمة الحاصلة أصلا في العلاقات وتبادل الاحتجاجات بينهما على خلفية انتقادات السويد ل “إسرائيل” بسبب سياستها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأعلنت “إسرائيل” على الأثر عدم موافقتها على سلسلة الاحتجاجات السويدية “المستمرة” منذ أن تولت رئاسة الاتحاد الأوروبي، واتهمتها بالانحياز إلى الفلسطينيين فيما اتهمت ستوكهولم “إسرائيل” بانتهاك حقوق الإنسان. (وكالات)