تونس(د ب أ)الفجرنيوز:أعلن محامون امس الأحد أن محكمة التعقيب (النقض) بالعاصمة تونس أيدت أحكاما بالسجن لفترات تراوحت بين ثماني سنوات نافذة، وعامين اثنين مع وقف التنفيذ ضد 38 تونسيا اتهمتهم السلطات بقيادة 'تمرد مسلح' خلال حزيران/يونيو 2008 بمنطقة 'الحوض المنجمي' التابعة لمحافظة قفصة (حوالي 400 كم جنوب غرب العاصمة تونس).وقال المحامي عبد الستار بن موسى في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): 'قبلت محكمة التعقيب،التي تمثل آخر درجات التقاضي في تونس، النقض شكلا ورفضته موضوعا وأيدت العقوبات التي أصدرتها محكمة استئناف قفصة في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2009'. ووصف بن موسى قرار محكمة التعقيب بأنه 'غير عادل' ، معربا عن الأمل في أن يصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عفوا رئاسيا 'في أقرب وقت' عن المتهمين. وصدرت أقسى العقوبات على النقابيين عدنان الحاجي وبشير العبيدي (ثماني سنوات) سجنا نافذة لكل منهما ، وعادل جيار وطارق حلايمي ( ست سنوات) سجنا نافذة لكل منهما. واتهمت المحكمة النقابيين بقيادة 'تمرد مسلح' و'الانتماء إلى 'عصابة' والمشاركة في اتفاق إجرامي بهدف التحضير أو ارتكاب اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات و'تعكير صفو النظام العام'. ودعا عبد السلام جراد رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمال في تونس) الشهر الجاري الرئيس التونسي إلى إصدار عفو عن النقابيين المعتقلين في هذه القضية. ووجهت المحكمة إلى بقية المتهمين- الذين لا يزال بعضهم هاربا من العدالة - تهم رشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة وإصابة عدد من رجال الشرطة بجراح ونهب بنك ومتاجر ومنازل وقطع الطرقات وخطوط السكك الحديدية بمحافظة قفصة. واندلعت في كانون الثاني/ يناير 2008 مظاهرات شعبية في بلدات 'المتلوي' والرديف' و'أم العرائس' التي تشكل ما يسمى في تونس بمنطقة 'الحوض المنجمي' لغناها بمناجم الفوسفات- استمرت خمسة أشهر كاملة احتجاجا على تزوير نتائج مسابقة للعمل بشركة 'فوسفات قفصة' الحكومية وهي أكبر مشغل لليد العاملة. وندد المحتجون ب'الفساد' و'المحسوبية' بعد تشغيل الشركة شبانا من خارج المحافظة التي يطالب أهاليها بإعطاء أولوية التوظيف لأبنائهم. وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل ثلاثة متظاهرين، اثنان لقيا حتفهما برصاص قوات الأمن والثالث صعقا بالكهرباء خلال محاولته تعطيل مولد كهربائي يشغل وحدة لإنتاج الفوسفات. ونشرت تونس في السادس من حزيران/ يونيو 2008 الجيش لإعادة الهدوء إلى المنطقة.